أخبارنا المغربية
قال خبراء إن لغز اختفاء الطائرة الماليزية قد لا يُحَل، حتى إن ثبت أن الجسمين اللذين تم تحديدهما بالأقمار الصناعية على بعد 2500 كيلومتر قبالة الساحل الاسترالي يخصّان الطائرة، وإن جهود استرداد الصندوق الأسود قد تستغرق سنوات.
وهذا ما حذر منه المكتب الفرنسي للتحقيقات في الحوادث الجوية، الذي يعد واحدًا من أبرز مكاتب التحقيقات على مستوى العالم، كافة المشاركين في عمليات البحث عن الطائرة.
وهو ما يعني أن أقارب ركاب الطائرة لن تضمد جراحهم عما قريب، بل سيكون لزاماً عليهم أن يتكيفوا مع كافة السيناريوهات السيئة، التي من بينها الفشل في العثور على ذويهم في نهاية المطاف، في حال استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه.
ونقلت في هذا السياق صحيفة فايننشيل تايمز البريطانية عن ريمي جوتي، رئيس المكتب الفرنسي للتحقيقات في الحوادث الجوية، قوله :" قد تستغرق عملية البحث عن الصندوق الأسود للطائرة عدة سنوات إذا أتيحت الفرصة من الأساس لاسترداده".
وأضاف جوتي: "والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله إن عملية البحث هذه ستكون الأكثر صعوبة، فضلاً عن أن عملية استرداد الصندوق الأسود للطائرة ليست مضمونة".
وكان المكتب الفرنسي قد أرسل طاقماً مكوناً من ثلاثة محققين مميزين إلى ماليزيا من أجل مساعدة السلطات المحلية في استرجاع مسجل الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، ومن ثم إيجاد بعض المفاتيح التي تساعد على حل لغز الاختفاء بهذا الشكل.
وأوضح جوتي أنه رغم العثور مثلاً على حطام طائرة اير فرانس التي تحطمت عام 2009 قبالة البرازيل في غضون 24 ساعة من وقوع الحادث، فقد احتاج المسؤولون إلى عامين من أجل استرداد الصناديق السوداء للطائرة من قاع المحيط الأطلنطي.
وأشار جوتي إلى أن التحقيقات التي أجريت عام 2009 بخصوص تلك الحادثة صادفت العديد من العقبات نتيجة لكبر حجم منطقة البحث، في الوقت الذي لم تتمكن فيه السلطات الفرنسية من تحديد التسجيلات رغم شبه تأكدها من المكان الذي تتواجد فيه.
إلى ذلك، نقلت صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد الاسترالية عن المحقق آلان بوييار، الذي ترأس فريق محققي المكتب الفرنسي في حادث تحطم طائرة اير فرانس عام 2009، قوله "صعوبات البحث عن الطائرة الماليزية تفوق الصعوبات التي واجهناها عند البحث عن طائرة اير فرانس.
ففي حادثة الطائرة الفرنسية، كانت لدينا مزيد من المفاتيح، علمنا أن الطائرة كانت تعاني من مشكلة، علمنا مكانها بالضبط قبل التحطم بأربع دقائق، وهو ما سمح لنا بقَصر نطاق البحث على 40 ميلًا بحريًا فقط. وهو ما لا يمكن مقارنته بنطاق البحث الحالي عن الطائرة الماليزية".