أخبارنا المغربية
شن تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" هجوما عنيفا على زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في أعقاب كلمته التي نعى فيها أبو خالد السوري.
وكان أبو خالد السوري أحد القياديين الجهاديين الذين خاضوا معارك ضد "داعش"، وكان مقربا أيضا من بن لادن والظواهري، قبل أن يقتل في فبراير/شباط في سورية، وينسب لاحقا قتله لتنظيم "داعش".
وقال موقع متخصص في متابعة أنشطة الحركات الإرهابية إن "داعش" اتهمت زعيم تنظيم القاعدة الظواهري الذي يلقب في الأدبيات الجهادية بـ"الحكيم"، بالتساهل والخيانة.
وفي نفس الوقت، اشاد تنظيم "داعش" الإرهابي في بيان نشره على حسابات تابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي، بقيادة سلفه بن لادن لتنظيم القاعدة.
واعتبرت "داعش" ان "قاعدة" الظواهري تختلف عن "قاعدة" بن لادن.
وخاطب أحد الحسابات الداعمة لـ"داعش" على تويتر، الظواهري ساخرا منه في تغريدة تعمد كتابتها باللهجة المصرية قائلا "هو فيه إيه يا باشا؟"
ودعا الظواهري في تسجيل صوتي نشر على الانترنت المقاتلين الإسلاميين في سوريا لنبذ الاقتتال فيما بينهم الذي أدى إلى مقتل "أحد رفاق بن لادن"، في إشارة إلى أبو خالد السوري.
وفي الرسالة الصوتية التي نشرت تفاصيلها وسائل الإعلام السبت أبدى الظواهري أسفه تجاه "هذه الفتنة العمياء التي حلت بأرض الشام المباركة".
وبين الظواهري ان معرفته بأبو خالد السوري تعود الى "أيام الجهاد ضد الروس" في افغانستان خلال الثمانينات من القرن العشرين، وان التواصل معه تجدد بعدما "قامت الثورة السورية المباركة" في منتصف مارس2011.
وأبو خالد السوري أحد أهم قياديي تنظيم "القاعدة" الإرهابي التي سقطت بسبب الاقتتال بين المقاتلين الاسلاميين والذي استعر مع بداية العام وشهد مواجهات بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات منافسة تضم متشددين.
وعرقل الصراع المعركة الدائرة ضد الرئيس السوري بشار الأسد ودفع الجماعات المتناحرة إلى تعزيز قبضتها على الأراضي التي تسيطر عليها.
وقال الظواهري في التسجيل الصوتي "هذه الفتنة تحتاج من كل المسلمين اليوم أن يتصدوا لها وان يشكلوا رأيا عاما ضدها وضد كل من لا يرضى بالتحكيم الشرعي".
وقالت القاعدة في فبراير/شباط انها ستنفصل عن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بعد نزاعات بسبب رفض الأخيرة قصر نشاطها على القتال في العراق، بدلا من سوريا حيث "جبهة النصرة" هي ذراع القاعدة.
ووقعت اشتباكات متفرقة بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام منذ اندلاع الصراع في يناير/كانون الثاني. لكن الجماعاتان حاربتا جنبا إلى جنب في بعض المناطق وحاولت "جبهة النصرة" التوسط بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وجماعات منافسة أخرى.
وفي التسجيل الصوتي تحدث قال الظواهري "على كل من يقع في هذه الآثام أن يتذكر أنه يحقق لأعداء الإسلام بيده ما عجزوا عن تحقيقه بكل إمكاناتهم".
وكانت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، اتهمت "داعش" بالوقوف خلف مقتل أبو خالد السوري الذي وصفه الظواهري في كلمته "بشيخ من شيوخ الجهاد امضى ريعان شبابه مجاهدا ومدربا ومهاجرا وناشرا للحق وصابرا على الاسر، لم يتزعزع، ولم يتراجع قيد أنملة على شدة ما لقي وواجه وعانى".