محمد الوهابي
وها نحن الأن أمام ظاهرة أخرى ، اصطلح عليها " التشرميل" ، لتأجج الرأي العام المحلي ،( والدولي نوعا ما) ، وفي بحث صغير فقد اكتشفت كما اكتشف الباحثون قبلي أن هذه الظاهرة ليست وليدة هذه الأيام ، بل إنها كانت منذ عدة سنوات ، غير أن نجمها أفل بسرعة ، ربما لأن المعلومة (المشرملة) في هذه الأيام تعتمد على سلاح فتاك (الفيسبوك) ،عكس وسائل أخرى أقل فتكا آنذاك ، ولذلك فقد كان الموسم الثاني للتشرميلأكثرفعالية... وهذا ما جعلني أطلق عليه " ربيع التشرميل"
من الصعب تحديد المعنى اللغوي (الدارجي) للكلمة ، ولكننا نقول " خاص داك لاصوصإيكونمشرمل " ، ربما معناه ، هو اختلاط جميع المكونات بشكل متجانس يصحبه نوع من المذاق اللذيذ يوصل المرء لحد النشوة.
أما لكي تنظم لحركةالتشرميل فلابد أن تمر من عدة مراحل ...بداية يجب أن تكون مجرما لا يشق له غبار ،ثم أن تصور مراحل السرقة التي قمت بها كحد أقصى ، أو أن تصور الغنائم كحد أدنى. وبعد هذه المراحل نصل إلى مرحلة نشر الصور مع الغنائم والضحايا و الأسلحة المستعملة (السيوف الوهاجة).
التشرميل ظاهرة صاحبتها حملة اعتقالات واسعة ، لكل من تسول له نفسه أن يتشرمل ، أو يشرمل ، الشيء الذي جعلنا نضع عدة علامات استفهام حول هذه الفئة من المجتمع ، التي تريد إثبات الذات ولو بالإجرام ، ولو بسلب الناس البسطاء حاجياتهم والتفاخر بها، ولكننا تجاهلنا أو تناسينا أن هناك دواع لكل هذا ، هناك قمع وحرمان وفقر تتعرض له هذه الفئة ، جعلها تحاول الانتقام ولو من أشخاص بسطاء مثلهم ،كيف لا وهم يرون الظلم أمامهم وأصبح العادل غريبا ، والصادق منافقا.
هل كنا سنجد مشرملين إذا توفرت وسائل العيش للجميع ، هل كنا سنجدهم إذا توفرت لهم ظروف العمل ، هل كنا سنجدهم إذا أزلنا كل أنواع المخدرات، هل كنا سنجدهم إذا لم تكن هناك فوارق اجتماعية صارخة ، هل هلهل ...إني لا ألوم المشرملين الصغار في زمن المشرملين الكبار.