و م ع
أخبارنا المغربية
يبرز الفيلم الوثائقي "البوليساريو.. هوية جبهة"، الذي تم عرضه أمس الخميس بالرباط، المسؤولية الجلية للجزائر عن الجحيم الذي يرزح تحته السكان المحتجزون في تندوف، وعن إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
فعلى مدى 90 دقيقة، يفند هذا الفيلم الوثائقي الذي أخرجه حسن البوهروتي، المزاعم والأكاذيب التي تروج لها "البوليساريو"، ويسلط الضوء على تجاوزات الانفصاليين في حق المحتجزين بمخيمات تندوف في الجنوب الجزائري.
ويبرز الفيلم، الذي يعرض لشهادات قوية، أن "البوليساريو" التي تم إحداثها في إطار مكافحة الاحتلال الاسباني للصحراء المغربية، تمت السيطرة عليها من طرف الجزائر التي زاغت بها عن هدفها بغرض خدمة مسعاها لفرض هيمنتها على المنطقة، وهي الحقيقة التي يتشاطرها مع مخرج الفيلم، مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية الأستاذ الجامعي محمد بنحمو.
فحسب السيد بنحمو، فإن "الجزائر تنهج استراتيجية مساندة الانفصال والوقوف كحجر عثرة" بهدف "الإبقاء على الوضع القائم إلى ما لانهاية"، ومن ثم خدمة "مصالحها".
وأبرز السيد بنحمو خلال نقاش تلا عرض هذا الفيلم الوثائقي الذي يثبت بالملموس انعدام أية شرعية للبوليساريو، أن على المسؤولين الجزائريين إدراك أن الزمن الذي كان يراودهم فيه حلم الدولة المهيمنة والدولة القائدة بالمنطقة قد مضى.
وأكد مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية أن المستقبل إنما يقوم على الاندماج المغاربي، منددا في الوقت ذاته بالتوظيف الفاضح، من قبل الجزائر وتابعتها "البوليساريو"، لورقة حقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية للممكلة، في الوقت نفسه الذي يعيش فيه سكان مخيمات تندوف في ظروف مأساوية محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية.
وقال "في مخيمات تندوف، نحن أمام سكان رهائن ومحتجزين"، معربا عن استنكاره "المعاناة التي يتعرض لها هؤلاء السكان على يد البوليساريو التي تعد بمثابة ميليشيا "لا تبحث سوى عن مراقبة وحماية مصالحها".
بدوره، ندد لحسن المهراوي الناطق باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوربا وعضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، بظروف العيش القاسية التي يعيش في ظلها سكان مخيمات تندوف منذ أكثر من 39 سنة، والعزل الذي يعانون منه.
وقال المهراوي إن المحتجزين في تندوف "يعيشون في ظروف غير كريمة: إنهم محتجزون في منطقة معزولة ومعسكرة. ومنذ أزيد من 39 سنة، تعيش هذه الساكنة في مأساة" وذلك في إشارة إلى تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لهم بغرض ضمان اغتناء لامشروع لقادة البوليساريو، وكذا إلى العراقيل التي تعترض حرية تنقلها وحقها في اختيار مستقبلها.
وأكد في هذا الإطار، على ضرورة ممارسة الضغط على البوليساريو لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الذي يدفع ثمنه السكان المحتجزون في مخيمات تندوف المعسكرة تحت أنظار السلطات الجزائرية.
وأضاف المهرواي أن الوقت قد حان لتنخرط البوليساريو في مسلسل سياسي يرمي إلى تسوية هذا النزاع المفتعل عوض "التشبث بإجراء استفتاء تجاوزه المجتمع الدولي"، مؤكدا في هذا الصدد أن المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للصحراء يشكل حلا مربحا للطرفين.
وندد المهراوي بالسجل الأسود للبوليساريو في مجال حقوق الإنسان، مضيفا أن هذا الكيان "يواصل بمساعدة الجزائر، وبجميع الوسائل، استغلال قضية حقوق الإنسان للتقزيم من حجم المنجزات المهمة التي حققها المغرب في هذا المجال.
من ناحية أخرى، حذر الناطق باسم جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوربا، من الارتباطات التي ثبت وجودها بين البوليساريو وشبكات الإرهابيين وتهريب المخدرات التي تهدد استقرار المنطقة.
وخلف عرض هذا الشريط الوثائقي الذي تم عرضه بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء، تأثرا بالغا لدى الجمهور المكون أساسا من دبلوماسيين وصحفيين مغاربة واجانب، وفاعلين جمعويين وخبراء في القضايا الدولية.
وأجمع الجمهور، الذي أشاد بهذا العمل ذي "الجودة الإستثنائية"، على إدانة "تزوير الحقيقة" و"مصادرة مستقبل" السكان المحتجزين في تندوف باسم إيديولوجية عفا عليها الزمن.
ismail
متى
اين نحن منه اظن انه يجب عرضه في المدارس و الجامعات لانه يوجد مغاربة لا يعرفون عن النزاع الا القليل ان لم نقل لا شىء