أخبارنا المغربية - و م ع
نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في المحمدية ، اليوم الثلاثاء، لقاء مع المؤرخة بهيجة سيمو حول مؤلفها "الصحراء المغربية من خلال الوثائق الملكية".
وتقدم مديرة الوثائق الملكية، في هذا المؤلف باللغة العربية الموثق بشكل غني والصادر في ثلاثة أجزاء، حقائق ووقائع أكيدة لا يطالها الشك حول مغربية الصحراء، موردة الروابط العريقة والوثيقة التي تربط بين أقاليمنا الجنوبية ومجموع تراب المملكة، والسلاطين الذين تعاقبوا على العرش .
وفي هذا الكتاب، الذي أصبح مؤلفا مرجعيا منذ صدوره في 2012، تبين الكاتبة أن المغرب يستقي تاريخه من الأعماق السحيقة للأقاليم الصحراوية وأن الامتداد الجغرافي والمؤسساتي للمملكة يسجل في إطار إشعاعه الثقافي والديني.
ويؤكد هذا المؤلف أيضا، المدعم بوثائق أصلية ومحققة، مغربية الصحراء باعتبارها حقيقة تاريخية مع إعطاء دلائل واضحة تبرهن على استمرارية ممارسة الدولة المغربية لسيادتها على الأقاليم الجنوبية.
وللتدليل على ذلك، إذا كان الأمر يحتاج إلى دليل، تذكر الكاتبة مواثيق البيعة التي وجهتها القبائل الصحراوية إلى السلاطين والملوك وتوالي الظهائر المتعلقة بتعيين ممثلي السلطة المركزية والقضاة لدى هذه المحاكم، وكذا المواثيق المتعلقة بتنظيم حملات عسكرية، وتشييد المباني، واستخلاص الضرائب، والتجارة وتأمين الطرق التجارية.
كما يتناول الكتاب الروابط بين الصحراء وجهات المغرب الأخرى، على مستوى الانتماء القبلي، والإثني والديني من خلال تشبث جميع المغاربة بالمذهب المالكي، مبينا أن الدولة العلوية مرتبطة بقبائل الصحراء المغربية بروابط عائلية.
ويتوقف الكتاب أيضا عند موقع الصحراء المغربية في السياسة الاستعمارية الأوروبية وكذا عند الجهود التي بذلها سلاطين وملوك الدولة العلوية من أجل الدفاع عن السيادة الترابية للمملكة.
يشار إلى أن بهيجة سيمو التي تدير الوثائق الملكية منذ 2008، هي أيضا أستاذة للتاريخ الحديث وعضو اللجنة المغربية للتاريخ العسكري ولأكاديمية علوم ما وراء البحار. وقد حصلت بفضل أبحاثها وصرامتها العلمية وشغفها بالتاريخ على عدة جوائز مرموقة خاصة في المغرب والبرتغال وإيطاليا وفرنسا.
وعلاوة على هذا المؤلف، الذي يعد مرافعة حقيقية عن مغربية الصحراء، أصدرت بهيجة سيمو عدة كتب أخرى في التاريخ باللغة العربية، من بينها "العلاقات المغربية الإيطالية من 1869 إلى 1912"، و"الإصلاحات العسكرية في المغرب ما بين 1844 و1912"، وأيضا "البيعة، ميثاق مستمر بين الملك والشعب"، وهو مؤلف في أزيد من 500 صفحة تشرح فيه أسس البيعة، وامتداداتها الحضارية، واستمراريتها وتطورها التاريخي والسياسي، مع الإشارة بالخصوص إلى متانة روابط البيعة التي كانت توجد على الدوام بين القبائل الصحراوية والسلاطين العلويين، وهو دليل، من بين دلائل أخرى، على مغربية الصحراء.