أخبارنا المغربية - و م ع
انطلقت اليوم الاربعاء بالكلية متعددة التخصصات بالرشيدية أشغال ندوة علمية حول موضوع "سفر اللغة بين الشرق والغرب في تافيلالت الحاضنة: الحسن الداخل عالم البيان نموذجا"
وتهدف هذه الندوة ، التي ينظمها فريق البحث في اللغة والفنون والآداب بمنطقة تافيلالت بالكلية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الى تسليط الضوء على فترة الحسن الداخل وأبعاد شخصيته التي لم تنل بعد كل ما تستحقه من عناية الباحثين والدارسين والمؤرخين الى جانب استجلاء القيم التي انبنى عليها فكره.
كما تروم استرجاع وصيانة الموروث الفكري والثقافي لهذه الشخصية وخصوصياتها التي بوأتها مكانة مهمة في تاريخ المغرب كقطب من أقطاب منطقة تافيلالت.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عميد الكلية متعددة التخصصات السيد حو ماجيدي أن هذا الحدث العلمي المتميز المنظم على مدى يومين يروم اماطة اللثام عن حقبة مهمة من تاريخ المغرب وبالأخص على علم من اعلامها ، مشيرا إلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تتيح الفرصة لبحث قضايا ومواضيع ذات بعد فكري وثقافي .
من جانبه، أكد رئيس فريق البحث السيد أحمد البايبي، أن هذه التظاهرة تحاول من منظور علمي وأكاديمي استجلاء الحيثيات التاريخية المرتبطة بقدوم الحسن الداخل الى المغرب ومحاولة تسليط الضوء على هذه الشخصية التي شكلت مفصلا في تاريخ المغرب خلال العصور الوسطى، مضيفا أن المشاركين في هذه اللقاء سينكبون على تناول وتدارس هذه الشخصية والجهود العلمية التي بذلتها على الساحة الثقافية والادبية والعلمية إبان العصر الوسيط .
وأبرز الاستاذ الجامعي ، في هذا الاطار، أن الامتداد الجغرافي للمغرب خلال تلك الحقبة مكن من خلق جسور التواصل والتلاقح بين المغرب والمشرق الاسلاميين وهو ما ستحاول الندوة استعراض صوره وتجلياته.
من جانبه، أكد رئيس بلدية مولاي علي الشريف عمر الزعيم، أن هذه التظاهرة الفكرية ستنكب على تدارس شخصية بارزة في تاريخ المغرب مشهود لها بالعلم والزهد ، مشيرا الى أن هذا اللقاء سيكون اطلالة علمية على صفحات مشرقة من تاريخ المغرب وخاصة منطقة تافيلالت التي سجلت حضورا وازنا واضطلعت بأدوار مهمة على كافة المستويات خلال العصر الوسيط.
وجاء في الورقة التقديمية لهذه الندوة أن هذا اللقاء العلمي يحاول "اعادة مساءلة النص التاريخي الناقل خبرا º والنص اللغوي الحامل رسالة º أو الواصف مشهدا º أو المؤسس موقفا º مما ينسب للحسن الداخل º بما يكشف عن تلاق جديد بين المغرب والمشرق الإسلاميين يكون أساسه اللغة والأدب º وكيف لعلم البيان أن ييسر سبل التجميع والتقريب بين الأفراد والقبائل والشعوب".
كما أن هذه التظاهرة تحاول قدر الامكان الاجابة عن تساؤلات من قبيل كيف للبيان أن يكون "سبيل إقناع واقتناع بجدوى اعتبار اجتماعي أو علمي º مما يسعف طرح السؤال في بناء المعرفة اللغويةº ودور الإبداع الأدبي في بناء ذاكرة الأمم على هدي من بلاغة القول º وجمالية التعبير المتأسسة على تفرد نظم º أو إبهار قولº خصوصا وأن القادم إلى تافيلالت من أرض الحجاز º حيث منابع التأصيل للمعرفة اللغوية بالقرب من مصادر التلقي º وحيث نصوص الشعر العربي º وحيث روايات اللغة عن العرب º الفصحاء . تأصيل لا يريده فريق البحث إلا عودة للمساءلة وفرصة لقراءة استنسابية متجددة لعلوم اللغة º وفنون الآداب القولية".
ويتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي، الذي سيعرف مشاركة باحثين وأكاديميين واساتذة جامعيين ومهتمين بالشأن الثقافي والتراثي، تدارس محاور ضمن مواضيع تهم " العلاقة بين المغرب والمشرق الإسلاميين في القرن السابع الهجري الموافق للثالث عشر الميلادي" و" الحيثيات التاريخية لقدوم الحسن الداخل من المشرق إلى المغرب" و" الحضور العلمي لتافيلالت بعامة واللغوي بخاصة في مشهد الدولة المغربية في تلك الفترة".
كما يشمل مواضيع " علم البلاغة في المغرب خلال فترة حضور الحسن الداخل بتافيلالت: قراءة في نصوص التنظير والتأسيس" و" التأليف اللغوي بالمغرب وتافيلالت زمن الحسن الداخل والدول الوسيطية بالمغرب : قواعد ونصوص" و" جوانب التكامل بين العلوم اللغوية والشرعية في التراث العلمي للمنطقة".