أخبارنا المغربية - و م ع
تنظم جمعية لوكوس للسياحة المستدامة، يومي 2 و3 ماي القادم بإقليم العرائش، النسخة الثانية من المهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بمشاركة 120 فنان وفنانة وأطر جمعوية وتربوية وتنموية من المغرب وإسبانيا وبلغاريا.
وأوضح مدير المهرجان، عبد الرحمان الينجيري، في ندوة صحفية نظمت اليوم الخميس بالرباط ، أن المهرجان يهدف إلى تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وتقوية دور الشباب في العمل التطوعي والديبلوماسية الموازية لدى المجتمع المدني لخدمة قضايا الوطن والتنمية المستدامة.
وأضاف السيد الينجيري أن هذه الدورة من المهرجان ستشهد عرضا مشتركا بين مجموعات مغربية (مجموعة "تراث" بآسفي، وجمعية "المنبر" بأصيلة، وكناوة العرائش وفرقة جهجوكة العالمية ...) ودولية (مجموعة سامبالين من مدريد وسامبال لا روا "فلامنكو" وكونترا بلونكا "إيقاعات أفرو برازيلية"...) في مسعى لخلق تلاقح حقيقي بين الثقافات.
كما سيشهد المهرجان تنظيم كرنفال المدينة العتيقة والميناء بهدف تسليط الضوء على التراث المادي واللامادي، وأوراش تكوينية وتربوية لفائدة الشباب وتلاميذ العالم القروي، وسيتم التركيز بالخصوص على المواقع الأثرية، وعلى التراث البحري والنهري الاقتصادي والإنتاجي بالعرائش (وادي اللوكوس)، وعلى السياحة الثقافية البحرية والنهرية.
وسيتم في إطار هذه الدورة من المهرجان تنظيم حملات تنظيفية بحصن الفتح (حصن البحر)، والشرفة الأطلسية، وأنشطة للتلاميذ في العالم القروي، وعروض موسيقية ورقصات في المداشر، وعروض سينمائية (للمخرجين محمد شريف الطريبق وعبد السلام الكلاعي) ومسرحية من ضمنها عرضا فجائيا بساحة التحرير بالمدينة محوره "الماء أصل الحياة"، وزيارات لأهم المواقع الأثرية بالإقليم بهدف الترويج للسياحة الجبلية، وورشات تكوينية للمرأة للقروية خاصة في مجال التصبير والتثمين والتسويق إذ تعد بلغاريا بلدا رائدا في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، أشارت ممثلة جمعية البلقان للفلكلور البلغاري، كاثيا دوسيدا، إلى التشابه الكبير بين مناطق شمال المغرب وبعض المناطق الجبلية في بلغاريا على مستوى الأزياء والعمل بالرغم من وعورة التضاريس والمناخ أحيانا، و"طبيعة الساكنة الطيبة والمضيافة والصبورة والخدومة والمنغلقة في بعض الجهات".
وبخصوص التلاقح الحضاري، قدمت دوسيدا نموذج طقس "بوجلود" المتحدر من الثقافة الآشورية العريقة، الذي تعرفه بعض المناطق البلغارية في شهر ماي من كل سنة، وكذا القواسم المشتركة في مجال موسيقى الجبال واللباس والمنتجات المجالية، مشيرة إلى أن أغلبية ممثلي المجتمع المدني، الذين راكموا تجربة طويلة في مجالات العمل التطوعي، يراهنون على تطوير الشبكات وتفعيل التلاقح الثقافي وعلى التلقين والتعلم من المجتمعات التي تشتغل فيها بالمغرب بهدف تعزيز التنمية المستدامة للقرى كبدائل سوسيو اقتصادية وتحسين ظروف تنميتها والتركيز على المستوى التربوي.
يشار إلى أنه تم، في أعقاب إحداث مدرسة التحليل والتكوين في الهجرة والتنمية (إيفاك) عام 2011، تنظيم الدورة الأولى للمهرجان الدولي للتلاقح الثقافي بمناسبة عيد الأضحى عام 2012 بالعرائش ما شكل مناسبة لخلق تعايش بين الساكنة المحلية والزوار الأجانب، قبل الانتقال عام 2013 إلى قرية تندافن الساحلية (إقليم أصيلة).
تنظم الدورة الثانية للمهرجان بتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، وعمالة العرائش، وبلديتها، ونيابة التعليم والتربية الوطنية بالمدينة، وعدد من الفاعلين في المجتمع المدني.