نورالدين الطويليع ــ يوسف الإدريسي
بعد سنوات طويلة من القطيعة مع كل ماهو ثقافي، تواجدت صباح اليوم الأربعاء 23/ 04/ 2014 بالمركز الثقافي لمدينة اليوسفية مجموعة من الفعاليات الشبابية، وانهمكت في قراءة كتب ومجلات اصطحبتها معها.
وتأتي هذه الخطوة في إطار مبادرة تروم بعث الروح في المركز الثقافي لمدينة اليوسفية الذي تحول إلى بناية مهجورة، خصص جزء منها كمكتب للشرطة الإدارية، وحولت قاعة المطالعة به إلى فضاء أصبح يحتضن دورات المجلس الحضري، بعدما تم إبعاد كتبها إلى حجرة متآكلة السقف والجدران، رميت داخلها دون تنظيم، وأحكم إغلاقها لقطع الطريق ربما على الفضوليين من هواة المطالعة والكتب، ونتيجة لوحدتها القاتلة استنتجت بالغبار الذي أحاطها بطبقة سميكة، كما لو كان ذلك مرقدها الأخير، وكما لو كانت تلك الحجرة مقبرة جماعية مهجورة دبرت بها جريمة اغتيال بشعة للثقافة وللفعل الثقافي بكاتم صوت لم يثر انتباه أحد.
وبموازاة نشاط القراءة التأمت هذه الفعاليات في إطار مائدة مستديرة أجمع خلالها المتدخلون على نوستالجيا المكان، الذي كان ملاذهم حينما كانوا تلاميذ وطلبة، وكان مصدر تغذيتهم الثقافية بما كان يتوفر عليه من روايات ودراسات وبحوث، وخلصوا في الأخير إلى ضرورة بعث روح الحياة فيه من جديد، ورفع التهميش عنه من خلال التواجد اليومي به، وإطلاق حملات على المواقع الاجتماعية للفت انتباه المواطنين إلى وجوب حمل هم إحيائه، وتشجيعهم على ارتياده وممارسة فعل القراءة داخل فضائه، ودعوا في الأخير السلطات الوصية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة في تجهيز المركز بالكتب والحواسيب، وربطه بالشبكة العنكبوتية، والبحث عن مقر جديد للشرطة الإدارية بعيدا عن المركز.
اليوسفية أون لاين نقلت إلى رئيسة اللجنة الثقافية بالمجلس الحضري لمدينة اليوسفية انشغالات هؤلاء الشباب وتساؤلاتهم، فعبرت بدورها عن أسفها الشديد لما آل إليه وضع المركز الثقافي الذي اعتبرته هاجسها المؤرق، ووعدت ببذل جميع الجهود لتجهيزه بالمعدات الأساسية، وإمداده بثمانية حواسيب مع ربطها بالشبكة العنكبوتية.
لكننا في فوجئنا بعد ساعات من هذا الاتصال بتقرير كتابي لمهندس الجماعة الحضرية يفيد بخطورة التواجد داخل هذا المركز الذي اعتبره بناية آيلة للسقوط، وذلك على بعد يوم واحد من النشاط الذي كان فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية يعتزم القيام به داخله من خلال استضافة الصحافي أبي بكر الجامعي، مع العلم أن المركز نفسه احتضن قبل يومين اجتماعا رسميا حضره ممثلو مجموعة من القطاعات الرسمية.