أسماء بوفود
ألقت جمعية دفاع عن حقوق الصم والبكم هذا الخطاب بمناسبة احتفال جميع الدول العربية باليوم العربي للمواطن الصم والبكم أي المواطن الصالح:
أيها الإخوة العرب "المعوقين" أيها الشباب الصم والبكم بشكل خاص:
إن جماهير الأمة العربية من الأصحاء والأقوياء يحسدونكم حسدا شديدا لأن الله عز جلاله حرمكم من حاستي السمع والبصر ، فالسمع هو الأداة الرابطة بين الخطاب والمنطقة اليسرى (ذات العمليات الإدراكية والسمعية واللفظية) ، والبصر هو الحاسة الناقلة للأفعال للمنطقة اليمنى (ذات العمليات الإدراكية المرئية الشكلية). فلو كانت هذه العمليات تتم بشكل متقن، لفقدت منطقتكم اليسرى القدرة على تحليل الأصوات وفقدت الجزيئات التي تحمل الصورة إلى العقل توازنها ...
يا أيها المعوقون أتعلمون أنكم محظوظون، لأنكم لا تسمعون ما يذاع في الشبه الإذاعات وخصوصا خطاباتهم التي يمجدون فيها ما قاموا فيه لأجلكم من أجلهم؛ " يا لطيف يا لطيف يالطيف ألسنتهم لا تكف عن ترديد المخططات التي دشنوها، مع التأكيد على الجماهير التي كانت محشودة تترصد تحركهم ..."
يا أيها البكم احمدوا ربكم آلاف المرات في اليوم سرا وصمتا لأنكم عاجزون عن النطق، فالكلام كان في الماضي البعيد فن من الفنون الجميلة التي تبسط الحياة وتزينها، اللسان يمكنه أن يجعل من الإنسان مواطنا مقتدرا، أما حاليا فالحكام يؤكدون أن اللسان هو سبب المصائب ويصيحون دائما "لسانك حصانك إن صنته صانك"، يؤكدون قولهم بالمقولة التالية؛ " ما ندمت على سكوتي مرة ولكن ندمت عل الكلام مرارا..." ومعنى ذلك أن الصمت صفة محمودة لا يتصف بها إلا العقلاء و المثقفين من الشعب ومن هنا جاءت عبارة الأتلجسنيا الصامتة .
وأخيرا لا بد من الإدلاء بملاحظة في هذا اليوم الذي خصصه الحكام العرب للإحتفال بالصم بالبكم: إننا نشكر حكامنا إذ تواضعوا وخففوا جزء يسيرا من مظالهمم ومن قهرهم اليومي وحتفلوا اليوم بالمواطنين الصم والبكم، وشجعوهم للسير قدما في هذا المسار الطيب ، ولولا مجهوداتهم لما كان هذا العدد الضخم من الصم والبكم الذين ربما لو لم يكونوا محظوظين وولدوا خارج السياج العربي، وتوفرت لديهم مجموعة من الشروط لنطقوا وسمعوا كما حدث للحيوانات في كليلة ودمنة ...