حسون محمد
شخصية منفردة بذاتها قد تصيبك بالذهول , تخلط بين الماضي و خبايا المستقبل , يسبب المعاناة لبعض الشرائح خصوصا الطبقة العاملة , اليوم سأحكي على بعض النماذج التي يعاني من أمثالها الآلاف من ذوي المبادئ و التوجهات المستقيمة , و الذي يترك وسمة وخز في قلوب الناس .
رجل عادي , شفاف رغم إبراز غموضه الفاشل , مظهره لا يليق إلا للأعمال الشاقة رغم نحافة جسده النحيل , انه ذي السروال الكلاسيكي رفقة قميص رخيص وحذاء تسمع صداه من آخر الإدارة , كل هذا كي يبرز انه القائد لفريق مل تحديات الحياة التي تنجب مثل هؤلاء , هذا الشخص يحب نفسه إلى درجة الجنون رغم إهماله لحاله , إداري بامتياز حيث يحاول دائما عدم خلط الأمور المهنية مع الأمور الشخصية لكن غالبا 'كيعورها' .
يقوم بتدبير الواقع بمنطقه الخاص الذي لا يحاكي أي معيار في المهنية التي تكرس النجاح في العمل , لا يراعي شعور الأخر و يتجاوزه من أجل امتلاك مفاتيح السلطة , يمكن القول هوس التسلط و فرض الهيمنة التي تسيطر على نفسيته الضعيفة , متخذ القرارات الفاشلة رغما عن أنف الآخرين , رغم تحديه هذا فإن مضايقات الآخرين له تؤول إلى خوفه من فقدان كرسي السلطة , رغم كل هذا فانه يناور و يحارب من أجل الأفضل بوضعه مخططات تصعيديه من أجل مردود جيد لكن للأسف على حساب الغير كما نقول ' كيقنطر فوق ظهر البشار ' ليلمع صورته أمام أسياده , ليست له مبادئ و يخصصها في ما يخدم مصالحه , يعد من الذين يودون محاربة الفساد , و الواقع أنه يسبح في مستنقعه ليبقى هو التمساح الوحيد في اللعبة ليبرر موقفه بدموعه التي تحتم علينا الشفقة , ينادونه في الإدارة ب 'سي فلان ' و في غيابه بأقبح الألقاب .
وجهه شاحب اللون يميل للاصفرار و عينيه تلمعن كأن دموعه آيلة للنزول كأنها تريد أن تهمس لنا عن مصيره الذي ضاع في عمل أحبه و لم يحسن التقدير, و أحيانا بإحساس الخيبة على المآل الذي أكلته سنوات الجد .
كل صباح يمتطي وسيلة نقله الرخيصة ليكون من السباقين قبل وقت العمل بكثير , مراقبا المتأخرين من وراء حاسوبه , كي يبعث بورقة الغياب كي يكسب الثقة من الجهات العليا , و بذلك يكون قد حقق مجدا بهذا الانجاز العظيم , بالمناسبة في بعض الأعمال لا تحتاج الى الحضور في الوقت المحدد أو الانضباط المعروف في بعض الأعمال لكن يبقى المردود هو الأهم , هذا الشخص لديه ميزات خاصة حيث يتلذذ بوضعك في الفخ كلما سنحت له الفرصة ليس طريقة العمل بالنسبة للعموم لكن يمكن اعتبارها نوع من الشذوذ حينما يقابلك بذلك الوجه السمح الذي يخفي الكثير من الامور التي وجب على المستخدم أخد الحيطة و الحذر من إبداعاته في بناء مستقبله على حساب الآخرين , مبادئه دائما مبنية على وضع الحفر للآخرين , يضع قوانين للعمل بها و حينما تفشل يتحول إلى حرباء يفند فيها كل ما قام به وسط دهشة الكل , يمكن القول أنه سكيزوفريني بجدارة أو منافق عند لحظة الجد .
أهدافه كلها تتجه نحو السلطة و الهيمنة المطلقة , أمثاله لا يهمهم الأجر الذي يتقاضاه أو الحوافز بقدر ما تهمه السيطرة و التحكم و غالبا تجريد البعض عن عمله و هاته تعد قمة السعادة له , أمثال هذا الفاسد مهنيا كثيرون أو يعدون على رؤوس الأصابع في الإدارات العمومية أو الخاصة , خصوصا أني عايشت هذا الوضع مع هذا النموذج البشري الذي كان ينحدر من إحدى القرى لمدينتي , ليس احتقار أو عنصرية لمسقط رأسه لكن كلما سمعت بها ينتابني الاشمئزاز و الحقد .
هذا الشخص يعلم مسبقا أنه لن يحصد إلا الشر المكنون داخل صدر المتضررين , و لن تضفي عليه إلا بصورة ذاك الإنسان الفاسد و المتملق, سيبقى عبد لأسياده و ليس للسلام الذي وجب عليه مراعاته داخل مكان عمله , ستستمر مجاراته للسكيزوفرينية و الأنانية إلى يوم قد لا يشفع له ضميره إذا استفاق من نومه العميق , لم يحسب ماذا جنا من السنوات التي مرت في مثل هاته الأفعال أو ربما يستمتع في ممارسته لهوايته المفضلة التي تضعه في مواقف لا يحسد عليها , و يحتمل كذلك ان نهاية يومه تجعله يراجع ذاته لأنه قطع أشواطا في فقدان ذلك الجانب الإنساني في مسايرة الحياة اليومية , أمثاله مصيرهم تابوت يعلق للنسيان فقط .
التمساح
من هو
من هو هذا التمساح ـ العفريت.....أخبرنا ما اسمه...!!!!