بودزيز رشيد
يعاني مئات الشباب بمدينة أسفي من البطالة، هذه الآفة التي نخرت و لا زالت تنخر جل المجتمعات و من بينها المجتمع المسفيوي، الذي ما فتئ شبابه ينددون بها.
حقا إن البطالة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار، و مرض مزمن ينبغي علاجه، إذ لا يختلف اثنان في أنها ظاهرة عالمية، لكنها و بطبيعة الحال تختلف معالجتها من مجتمع لآخر بحسب تعاطي الحكومات المسؤولة مع هذا الملف.
فشباب مدينة أسفي يئسوا من سياسة التماطل في التعاطي مع ظاهرة البطالة، فمنهم من عجز عن العثور على عمل نافع بأجر مناسب فأصبح يعيش ما يسمى "بالبطالة الصريحة"،رغم ما عرفته المدينة مؤخرا من تدشين لمشاريع من جملتها "ميناء أسفي الجديد"و "مركب الطاقة الحرارية" الذي عرف استقطابا لأيادي أجنبية عن المدينة و إقصاء أبناءها رغم مؤهلاتهم العلمية، و هي سياسة يعتبرها أبناء المدينة ممنهجة و مستهدفة من أجل تجميد طاقات أبناءها، و استمرار سيطرة رؤوس الفساد على خيراتها و ثرواتها، ناهيك عن جملة من المعطلين الحاملين لشهادات عليا و الذين اصطدموا بواقع مؤرق و آذان صماء رغم احتجاجاتهم و اعتصاماتهم المتوالية، مما يجعل هؤلاء الشباب يعيشون أضرارا حقيقية، اجتماعية من جهة، تتمثل في الفقر و الحاجة و الحرمان، تؤدي لا محالة إلى اهتزاز السلم الاجتماعي، ذلك أن الشباب الذي يعاني من البطالة لن يمنع نفسه من ممارسة الحقد و الكراهية تجاه أولئك الذين حصلوا على فرصة عمل، بالإضافة إلى انتشار الجريمة، إذ أن من المعروف علميا و في دراسات الاجتماع الجنائي أن هناك عددا من الجرائم مرتبطة بارتفاع سهم البطالة، و على رأسها السرقة بأنواعها، و القتل إضافة إلى جرائم التهريب و الاحتيال...
و من جهة أخرى ، يجد الشباب المعطل نفسه تحت تأثير أزمات نفسية ، يفتقد فيها إلى تقدير الذات، و الشعور بالفشل ، و الدونية، و القلق و الكآبة،و عدم الاستقرار النفسي، و هذه عوامل تمهد للتفكير في الانتحار من أجل وضع حد لهذه المعاناة النفسية الخطيرة.
لذلك فعلى الحكومة عدم الاستهانة بهذا الملف، كما أن على المسؤولين بمدينة أسفي إعادة ترتيب الأوراق و التعجيل بالحل السريع لهذه المعضلة لما يترتب عليها من آثار وخيمة.