العباس الفراسي
عرفت أكاديميات المغرب عرض المئات من الأساتذة على أنظار المجلس التأديبي في قضية ما بات يعرف بإضراب التنسيقية الوطنية للأساتذة المطالبين بالترقية بالشهادة. و التي خاضت إضرابا بطوليا دام لأكثر من مائة يوم بمدينة الرباط من اجل تحصين مكسب تاريخي تم التخلي عنه من طرف الكثير من النقابات، بتنسيق مع الوزارة الوصية على القطاع.
و كانت الوزارة تعاني الأمرين نتيجة غياب أكثر من 5000 أستاذ عن فصول الدراسة في تصعيد قوي أمام صمت وزارة الشيخ بلمختار قدس الله عربيته الفصحى، و تلميذه الشكلاطي الكروج عظم الله فواتيره. لكن عبقرية الحرس القديم بالوزارة ستتفتق بمشورة مع نقابة الحزب الحاكم ليتم الإعلان عن مباراة مهزلة انقض عليها الانتهازيون من كل حدب و صوب لتمر في أجواء عبثية ساهمت في نجاح كل كسول من نساء و رجال التعليم، ليتم بذلك إقبار الملف و معاقبة المناضلين بتوقيف أجورهم و تأديبهم داخل مجالس شكلية بتعبير الإدارة و فعلية فيما سيترتب عنها من تعسفات. هذا و لا يبالي الجسد التعليمي المنخور بما يعانيه هؤلاء، بل إن الكثير من الانتهازيين اعتبر الإضراب مطية لبلوغ سلمه المنشود فيما اعتبر الآخرون مطلب الترقي ترفا لا منطق له، ليتناسى كل طرف أن الأساتذة ناضلوا من اجل طريق ثالث للترقي حصنته الشغيلة التعليمية لسنوات.
لقد أصبح هم الكثير من الأساتذة هو الربح فانتشرت الساعات الإضافية و حل الجشع محل التربية، و منطق الربح أصبح سيد الموقف في تغييب تام للقيم الإنسانية و نسيان شبه تام لنبل مهنة التدريس. فأصبح ينظر للمناضل كمغفل او إنسان قديم، و أصبح الانتهازي نبيها، فتقوضت المفاهيم النبيلة وحلت محلها مفاهيم ضاربة في جذور الدعارة و الخبث.