أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ــ وكالات
أعلن الملياردير بيترو بوروشينكو فوزه بالرئاسة في أوكرانيا الأحد ليتولى مهمة صعبة لقمع المتمردين الموالين لروسيا واخراج البلاد من الازمة التي تعيشها ودفعها في مسار أقرب إلى الغرب.
وألقى بوروشينكو قطب صناعة الشوكولاتة الذي له خبرة طويلة في الحكومة بثقله وأمواله وراء التمرد الذي أسقط الرئيس الاوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفويتش قبل ثلاثة اشهر.
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع حصول بوروشينكو (48 عاما) على نحو 55 في المئة من الأصوات في الجولة الاولى التي لم يتمكن خلالها الملايين من التصويت في شرق أوكرانيا المضطرب.
ولن تعلن النتائج الرسمية حتى الاثنين على الرغم من أن رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي جاءت في المركز الثاني وحصلت على 13 في المئة أعلنت عن رغبتها الانسحاب والاعتراف بهزيمتها مما يجنب البلاد ثلاثة اسابيع من التوتر إلى حين إجراء جولة إعادة في 15 يونيو حزيران القادم.
وبعد فرز نحو 25 في المئة من الاصوات حصل الملياردير الاوكراني على 54.1 في المئة وحصلت تيموشينكو على 13.1 في المئة.
ولم يضع بوروشينكو الملقب بـ"ملك الشوكولاتة" وقتا وأعلن فوزه وأطلق تعهدات بانهاء "الحرب" مع الانفصاليين في شرق البلاد والتفاوض من أجل علاقة جديدة مستقرة مع موسكو وإنقاذ اقتصاد البلاد الذي تضرر بشدة من الفوضى السائدة منذ أشهر والفساد المزمن وسوء الادارة طوال 23 عاما بعد الحقبة السوفيتية.
ويأمل الأوكرانيون الذين ضاقوا ذرعا بالاضطرابات السياسية المستمرة منذ ستة أشهر في أن يتمكن رئيسهم الجديد من انتشال البلاد من حافة الافلاس والتمزق وحرب أهلية حالت دون اجراء التصويت في أجزاء من شرق البلاد الذي يتحدث غالبية سكانه الروسية.
وقال بوروشينكو (48 عاما) في مؤتمر صحفي "كل الاستطلاعات تشير إلى أن الانتخابات اكتملت في جولة واحدة وأصبح للدولة رئيس جديد."
وقال للصحفيين في مقر حملته إن غالبية الأوكرانيين منحوه تفويضا لمواصلة مسار التكامل مع بقية أوروبا لكنه قال إن الاولوية بالنسبة له ستكون السفر إلى شرق أوكرانيا لانهاء "الحرب والفوضى" التي أثارها الانفصاليون المؤيدون لروسيا.
ومنع الانفصاليون الموالون لروسيا الناخبين من التصويت في أجزاء كثيرة من اقليم دونباس المركز الصناعي لأوكرانيا وهو ما يشكل عشرة في المئة من اعداد الناخبين مما أدى إلى تحول مدينة دونيتسك الرئيسية إلى بلدة مهجورة بعد أيام من العنف في المنطقة القريبة منها والذي أودى بحياة 20 شخصا على الأقل.
وكرر الانفصاليون هجومهم على "المجلس العسكري الفاشي" وأعلنوا عن خطة "لتطهير جمهوريتهم الشعبية من قوات العدو". ورد وزير في كييف بالقول بان القوات الاوكرانية ستستأنف "عمليتها ضد الارهاب" بعد فترة هدنة بمناسبة الانتخابات.
وعندما سأله صحفي أجنبي عن العلاقات مع روسيا قال بوروشينكو الذي يتحدث الانكليزية بطلاقة إنه سيصر على احترام "سيادة وسلامة أراضي" أوكرانيا.
وأضاف أيضا أن أوكرانيا لن تعترف ابدا "باحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم" وهي منطقة على البحر الأسود ضمتها موسكو في مارس/اذار بعد استفتاء على الاستقلال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا. لكن سيتحتم على بوروشينكو العمل من اجل ايجاد ارضية مشتركة مع روسيا الجار الشمالي العملاق لأوكرانيا والتي تزود بلاده بمعظم احتياجاتها من الغاز الطبيعي وتعد سوقا كبيرا لصادراتها.
وأعلن الانفصاليون الموالون لموسكو اقامة "جمهوريتين شعبيتين" في اقليمي دونيتسك ولوهانسك وأعاقوا عملية التصويت هناك لانها كانت ستعني ان منطقتيهما لا تزالان جزءا من أوكرانيا. ولم يجر أي تصويت في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
وبوروشينكو ليس وجها جديدا على الساحة السياسية الأوكرانية فلقد سبق وان شغل منصب وزير خلال حكم يانوكوفيتش وايضا في ظل حكومة سابقة قادها خصوم يانوكوفيتش مما منحه سمعة بانه شخص عملي قادر على انهاء الانقسام في البلاد بين انصار موسكو ومعارضيها.
وكان مع ذلك مؤيدا قويا للاحتجاجات التي أطاحت بيانوكوفيتش ولهذا فانه مقبول لدى الكثيرين من المحتجين المؤيدين لاوروبا والذين ظلوا معتصمين في خيام في العاصمة لمواصلة الضغط على الزعماء الجدد.