أيمن الموساوي
أغلبنا لا يحس بالفترة العسيرة، التي يمر منها الشاب ،سواء كان أنثى أو ذكرا ، بالرغم أن التجربة نفسها ، قد مر بها الآباء على السواء، وكُلّْ والطريقة التي استطاع ،أن يمر منها ، من تلك الفترة الحماسية الخطيرة ،و التي قد تكون عواقبها خطيرة، على مسار الشاب، أو الشابة إ،ذ بمعالمها الكبرى، تتضح الطريق ،التي سوف تُسلك في بقية الحياة.
في مرحلة الشباب ،وفي الفترة العمرية العشرينية، نقع في أخطاء كثيرة، وتختلف هذه الأخطاء ،باختلاف بيئاتنا وتربيتنا، فإن كان الفضاء الذي عشنا داخله ،مفتوح على الممنوعات ،والمحرمات بكل أشكالها، حينها يسهل علي الشاب، اقتحام ذلك العالم ،دون خوف، ولا قراءة للعواقب ، أما إن كان الفضاء عكس ذلك، محافظ ومشجع على الطاعات ،وممتنع عن المحرمات، وقتها يقف الشاب خوفا ،وتأنيبا للضمير الأخلاقي العائلي ،الذي تربي في حضنه ،من اقتراف المعاصي الكبيرة . وكلا الحالتين، تبقى النسبية حاضرة فيهما، إذ هناك حالات كثيرة تكون العائلة، غير صالحة، والذرية صالحة مصلحة، والعكس صحيح.
حياة الشاب، تتلاعب حبال الشياطين، وأفكار الغرباء المخربين فيها، فأن يسمح الشاب أو الشابة، في أصول الدين، بحجة واهية، وبمنطق الضعيف، غير مقبولة منه.
إذ نرى الكثير من الشباب ،الذين كانوا يملئون بيوت الله ،قد انتكسوا ،وأصبحوا من تاركي الصلاة ،لأسباب غير مقنعة،وهذا من يدخلهم_ والعياذ بالله _في دوامة البعد عن الله ،إذ حبل الله المتين ،الذي يربط بين العبد وربه ،هو الصلاة، وتاركها في خطر عظيم ، هذا عن الشاب.
أما عن الشابة فالأمر غريب وعجيب ، فبعد أن كانت واعظة لغيرها ،من الإناث بوجوب الستر والعفاف، وبعدها أن عرفها الكثير، بأنها من اللواتي، يقال عنهن صالحات ،ومحبات للقرآن والسنة ،تخلت بخطوات من الشيطان عن حجابها، وكانت ذلك في بداية الأمر بإظهار شيء من شعرها ،على حسابها الفايسبوكي ،لتنهل عليها نصائح البعض ،الذين أرادوا لها الخير والنجاة ،و في المقابل ،وجد من شيطان الأنس من شجعها على ذلك، وأخلط عليها الحق بالباطل، لتزيل الحجاب بالكل، وتطلع عليهم، بعد أن كانت تستر شعرها بشبه حجاب ، عرته وأصبح ظاهرا ،للبعيد والقريب. وحجتها الضعيفة ،هو كونها تعيش في بلاد الكفر، ولابد أن تنسجم مع طريقة عيش الغرب، حتى يرضوا عليها، فارتداؤها للحجاب الإسلامي، يظهرها في أعينهم إرهابية ،ومتخلفة ،ورجعية ،ولا يتواصلون معها ،ولا يقتربون منها. وهذا الأمر مردود عليها، من أمور كثيرة، وهي: أن أمر الله عز وجل، فوق كل أمر بشري، فلا يمكن أن تخلع الأنثى حجابها، بحجة إرضاء الخلق، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ثم قد توالى عيش المسلمين ، بين ظهراني الكفار، ولم يبدلوا دينهم ،ولم نسمع أن نساءهم أزاحوا الحجاب، بحجة التعايش أو غيرها، بل وجدنا مسلمات أجنبيات ،قد أظهروا من التمسك بالنقاب ،الذي هو مستحب ،ما يزرع في قلب كل مؤمن ، الفخر والاعتزاز بالحجاب .
أختي المسلمة، الحجاب فرض إلهي، فيه من المصلحة ما الله به عليم، فهو يسترك عن أعين الذئاب، ويضفي عليك الستر والحياء، ويعطيك صبغة الإسلام، ومن يبتغي غير صبغة الإسلام، فأمره إلي هلاك، والعياذ بالله.
لست هنا لأسرد الأدلة الكثيرة ،على وجوب الحجاب، والستر للمسلمة، لكن يكفني أن أذكر كل من ابتلي ، بما ابتلت به هذه الواعظة، التي كانت تظهر، على شاشات القنوات الفضائية المغربية ، ناصحة لغيرها من النساء ، أن يرتدين الحجاب ،ويلتزمن بتعاليم الإسلام ، أذكرنهن بقول تعالي :“ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا "
وأخيرا نسأل الله لأختنا التوبة، والرجوع للصواب، وهذا أحد منشوراتها، التي كانت تدعوا فيه للخير، وللأسف الشديد، أصبحت الآن بلسان الحال والمقال، تحبب غيرها في التبرج.فا للهم ردها لدينك ردا جميلا