أخبارنا المغربية - و م ع
ناقشت قيادات حزبية مغربية، اليوم الأحد بمركب أمستردام راي في العاصمة الهولندية ، جوانب متعددة من السياسات العمومية تجاه المغاربة المقيمين بالخارج ومدى مساهمة وتأثير مغاربة العالم سواء تعلق الامر بالمجال السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
كما ناقش هذا اللقاء، المنظم في إطار المهرجان الاول للثقافة الامازيغية بأوروبا "التويزة" المنعقد ما بين سابع وتاسع يونيو الجاري بأمستردام تحت شعار "اكتشف التنوع الثقافي في المغرب" مدى مساهمة المجتمع المغربي من الخبرة والكفاءة التي اكتسبتها الجالية المقيمة في هولندا وفي باقي البلدان الاوروبية.
وفي هذا الاطار، أكد السيد إدريس لشكر، الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن موضوع الهجرة أصبح من بين التحديات الاساسية بالنسبة لجميع بلدان العالم بغض النظر عن الهجرة الشرعية أو غير الشرعية ، مشيرا إلى أن الاسلاك الشائكة والاجراءات الامنية لم تتمكن من إيقاف حركية الهجرة في العالم.
واعتبر السيد لشكر، في هذا الصدد ، أن المغرب الذي كان يشكل أحد البلدان المصدرة للهجرة أصبح خلال السنوات القليلة الماضية مستقبلا لهذه الظاهرة ، مما جعله يطلق مبادرة تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بالمملكة.
ومن جهته ، أكد السيد عبد السلام الصديقي، القيادي بحزب التقدم والاشتراكية، أن الهجرة أضحت قضية وطنية أساسية ، وبالتالي فإن المغرب يولي اهتماما خاصا لجميع قضايا العالم على الصعيد المؤسساتي (الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة ومجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة الحسن الثاني للجالية المغربية بالخارج وعدة قطاعات أخرى).
وذكر السيد الصديقي بأن الدستور الجديد للمملكة أولى عناية خاصة لقضايا الهجرة ، التي أصبحت منذ مدة غير بعيدة تحظى بالراهنية والاولوية بالنسبة للدولة المغربية ، معبرا عن التضامن المطلق للمغاربة قاطبة مع أفراد الجالية المقيمة بالخارج الذين يمرون بأوقات عصيبة بسبب خطابات التطرف السياسي.
ومن جهته ، أشار السيد خالد أقراعي ، البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، إلى مساهمة الجالية المغربية المقيمة بالخارج في الاقتصاد الوطني بفضل التحويلات الخارجية من العملة الصعبة ، مما يساهم في التخفيض من نسبة العجز ونسبة الفقر فضلا عن الرفع من نسبة التمدرس بالعالم القروي.
ودعا البرلماني أقراعي إلى العمل على الاستفادة من كفاءات مغاربة العالم التي اكتسبت خبرة مهمة في بلدان الاقامة وإشراكها في مسلسل التنمية الوطنية ، مؤكدا على أهمية أن تنكب الحكومة المغربية على ربط اتصال دائم مع حكومات بلدان الاستقبال من أجل الدفاع عن حقوق المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج.
ومن جانبه ، انتقد السيد عبد الحكيم بنشماس، نائب رئيس حزب الاصالة والمعاصرة، "غياب سياسة عمومية شاملة ومندمجة في مجال الهجرة"، مضيفا أن "السياسات العمومية الحالية تتميز بالكثير من التشتت ومن الاختلالات البنيوية".
ومن بين الأعطاب التي تشكو منها السياسات العمومية في مجال الهجرة، أشار القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة إلى عدم مواكبة التحولات العميقة التي شهدتها بنية الهجرة المغربية كالتأنيث المتواصل للهجرة المغربية، وارتفاع معدل الشيخوخة، والتشبيب المتزايد في مجال الهجرة المغربية بالخارج.
إثر ذلك تدخل عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمين بكل من هولندا وبلجيكا من أجل التعبير عن تطلعاتهم وانتظاراتهم والمشاكل التي يواجهونها في كل من بلدان الإقامة وفي وطنهم.
واستعرضوا خلال هذه الندوة أهم المشاكل التي يواجهونها من قبيل تعليم الابناء اللغة والثقافة المغربية ببلدان الاقامة والمشاركة السياسية وإشكالية التأطير الديني والسياسي بالاضافة إلى الضعف الحاصل في مجال تواصل الحكومة والاحزاب السياسية بالبلد الاصلي مع الجالية.
كما حثت عدد من المداخلات الحكومة على ربط الاتصال الدائم مع حكومات بلدان الاقامة للدفاع عن مصالح أفراد الجالية المغربية التي ساهمت منذ زمن بعيد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدان الاقامة ، داعية الحكومة إلى التشاور مع مغاربة العالم قبل التوقيع على اية اتفاقية قد تضر بمصالحهم.
حضر هذا اللقاء، الذي أداره السيد محمد أوجار وزير حقوق الانسان سابقا، السيد عبد الوهاب بلوقي سفير المغرب بهولندا السيد عبد الله بوصوف والامين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين الجمعويين.
وتم تنظيم هذا اللقاء في إطار المهرجان الاول للثقافة الامازيغية بأوروبا "التويزة" الذي ينظمه إلى غاية يوم الاثنين القادم مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع عدد من جمعيات مغاربة هولندا من بينها "أرغان" و"مرموشة".
وحسب المنظمين، فإن المهرجان يهدف إلى النهوض بالثقافة المغربية بمختلف تمظهراتها والاحتفاء بالأمازيغية كرافد أساسي من روافد الهوية المغربية، وجزء من هويتها المتعددة، كما يهدف إلى تعزيز الروابط بين مغاربة هولندا وبلدهم الأصلي.