أخبارنا المغربية - و م ع
أكد مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بمالي لازاري إيلوندو، أمس الجمعة بنيويورك، على أن اليونيسكو تعتزم الاستفادة من خبرة المغرب، "البلد الذي يولي أهمية كبيرة لحماية التراث الثقافي في مالي"، وذلك للمساعدة على "تدبير التراث" بتمبكتو.
وقال السيد لازاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "نجري مناقشات مع المغرب الذي بإمكانه أن يساعد على بناء القدرات ووضع خبرته رهن الإشارة، خاصة في مجال حفظ المخطوطات"، مذكرا في هذا الصدد بخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 19 شتنبر 2013 بباماكو.
بالفعل، أكد جلالة الملك، في هذا الخطاب، بأن "التفرد الثقافي الذي يتميز به مالي كان دائما وما يزال يشكل أحد المكونات الأساسية للتراث الإسلامي وللهوية الإفريقية. وأن أي مبادرة دولية يتم التنسيق بشأنها، دون إيلاء البعد الثقافي والعقائدي الأهمية التي يستحقها، سيكون مصيرها الفشل. فالشراكة التي تعتزم المملكة المغربية عرضها، من أجل إعادة بناء مالي، ماديا ومعنويا، تندرج تماما ضمن هذا التوجه. ذلك أن ترميم مخلفات التخريب المادي، ومعالجة الجروح المعنوية، يتطلب إعادة بناء الأضرحة، وإصلاح وترميم المخطوطات وحفظها، وإنعاش الحياة الاجتماعية والثقافية".
وأبرز السيد لازاري، في تصريح على هامش مؤتمر صحفي حول تمبكتو بمقر الأمم المتحدة، أن المغرب يتوفر على "مؤسسات التكوين في مجال تدبير التراث" و"حفظ المخطوطات"، مشيرا في هذا السياق إلى أن هناك "العديد من المخطوطات من تمبكتو في مراكش".
وأضاف أن المغرب لديه الخبرة في هذا المجال والتي "سيضعها بالضرورة رهن الإشارة".
وأطلقت منظمة اليونيسكو، خلال هذا المؤتمر الصحفي، نداء لجمع اعتمادات يبلغ قدرها ثمانية ملايين دولار.
وقال المسؤول "لقد وضعنا في فبراير 2013 مخطط عمل بقيمة 11 مليون دولار لتنفيذ جميع المبادرات المبرمجة، لكن للأسف لم تستطع اليونسكو، إلى اليوم، جمع سوى ثلاثة ملايين دولار".
وأطلق، في هذا الصدد، نداء لجمع الثمانية ملايين المتبقية والتي بدونها "سيكون من الصعب جدا المضي قدما في هذا المشروع الممتد على أربع سنوات".