أخبارنا المغربية - و م ع
الرغبة والالتزام والشفافية والعزيمة هي مفاتيح الزخم الذي عرفته في السنوات الأخيرة العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا، وهما البلدان اللذان أدركا كيف يستفيدان من تكاملها من أجل بناء شراكة رابح-رابح مثالية.
فبعد سنوات تميزت بتطور ملموس في المبادلات التجارية، بدأت الرباط ومدريد في النهاية في جني ثمار التعاون الاقتصادي الذي استكشف مزاياه وفتح الطريق لآفاق واعدة لتوسيع نطاق الشراكة، لا سيما بين القطاعين العام والخاص لمجالات اقتصادية أخرى أقل استغلالا.
وتبقى الأرقام خير شاهد على ذلك. فإسبانيا أصبحت، للمرة الأولى في التاريخ، أول شريك تجاري للمملكة فيما أضحى المغرب ثاني أكبر زبون لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وبلغت قيمة صادرات إسبانيا للمغرب سنة 2013 ما مجموعه 5,508 مليار أورو، أي بزيادة قدرها 4 بالمائة مقارنة مع سنة 2012. وبالتالي يبقى المغرب الوجهة الأولى إفريقيا وعربيا للصادرات الإسبانية بفضل أزيد من 20 ألف مقاولة تصدر منتجاتها إلى المملكة، وهو دليل على الثقة والشفافية.
وجذب المغرب، الذي يوفر فرصا استثمارية في جميع المجالات ومناخا ملائم للأعمال، 52 في المائة من الاستثمارات الإسبانية في إفريقيا، متبوئا بذلك مكانة بارزة لدى المستثمرين الإيبيريين.
وقد أضحى المغرب بفضل موقعه الجغرافي، وتحديث بنياته التحتية، والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي ينعم به، فضاء جذابا للمقاولات الإسبانية الراغبة في دخول السوق الأفريقية.
وقد أكد الملك خوان كارلوس الأول خلال زيارته للمملكة في يوليوز 2013، أن المغرب "نموذج للانفتاح والاستقرار"، مبرزا أن لهاتين الميزتين، اللتين يتمتع بهما المغرب، "الأثر الإيجابي على البيئة الإقليمية والعلاقات الثنائية".
وأضاف الملك خوان كارلوس أن العلاقات المغربية الإسبانية تتميز بزخمها العالي الذي يتجلى في تعدد الاجتماعات واللقاءات على جميع المستويات.
ومما لا شك فيه أن هذا الزخم سيتقوى خلال الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وعقيلته الملكة ليتيثيا للمغرب يومي 14 و15 يوليوز الجاري بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وستضع هذه الزيارة، وهي الأولى للعاهل الإسباني خارج أوروبا، الأسس لشراكة استراتيجية متجددة ستتيح للعلاقات الثنائية دخول مرحلة جديدة عبر إقامة حوار سياسي مكثف إلى جانب شراكة اقتصادية جديدة وبرنامج طموح على جميع المستويات.
وتؤكد الإرادة والعزيمة اللتان تعبر عنهما الرباط ومدريد المستوى الذي تم بلوغه على طريق إقامة علاقات اقتصادية مثمرة بين البلدين من أجل كتابة صفحة جديدة في تعاونهما الاقتصادي الذي يشكل بالفعل نموذجا يحتدى به من قبل عدد من بلدان المنطقة.