سلطات شفشاون تعطي الانطلاقة الرسمية لوحدة فندقية جديدة

تحويل شقق وسط حي شعبي بطنجة إلى أوكار للدعارة يخرج الساكنة للاحتجاج

من غلاسكو إلى الرياض.. اعتراف دولي بقوة المؤسسات الأمنية المغربية

شحتان: بطاقة الملاعب ستحد من المتطفلين على الميدان ويوسف مجاهد: مبادرة جيدة من أجل الرقي بالمهنة

جمعية الثقافة الإسلامية ومؤسستها بتطوان يحتفلون بذكرى المسيرة الخضراء المضفرة

شوكي للمعارضة: خطابكم مضلل وقانون المالية واقعي ومجدد في تفعيل ‏السياسات

إفران و أجواء رمضان

إفران و أجواء رمضان

عبد السلام أقصو

 

تزامن شهر رمضان لهذه السنة مع فصل الصيف، جعل من مدينة سياحية صغيرة كإفران تأخذ طابعا وبعدا آخر في هذا الشهر الفضيل ، شهر تتغير معه العادات الاستهلاكية للمواطن المغربي  وكذا بعض العادات و التقاليد التي تغيب على طول السنة و تحضر خلال هذا الشهر المبارك.

لعل أهم ما يجذب السائح المغربي و العالمي إلى مدينة إفران جمالية طبيعتها الخلابة ، ومناخها المتوسطي الذي يطبعه الاعتدال وانخفاض طفيف في درجات الحرارة ليلا ، الحرارة المعتدلة نهارا تجعل من المراكز و المنتجعات السياحية المنتشرة على ربوع المدينة تعرف إقبالا من طرف السياح الوافدين و حتى من أبناء المنطقة الذين يحلون عليها لقضاء وقت في الاستجمام و الراحة و الاستمتاع بالمناظر الطبيعية  ، أو حتى السباحة بالنسبة للصغار في إحدى مناطق عبور واد تزكيت.

رغم انخفاض صبيب مياه الوادي لقلة التساقطات خلال هذه السنة ، فلا زال المياه في الوادي تزحف مشكلة جمالية الشلالات ، وبرودة على الضفاف تتجمع حوله الأسر المحلية و السياح.

الفضاء الغابوي لواد تيزكيت و غابة رأس الماء بإفران ، منتج جد رائع لممارسة الرياضة في رمضان ، خصوصا رياضة الجري ، في حين تنفرد منطقة عين فيتال في إقامة مقابلات لكرة القدم ، بين شباب المدينة سويعات قبل الإفطار.

عين فيتال ذلك المكان الساحر الذي يقصده عامة الناس خصوصا في هذا الشهر الفضيل ، تيمنا ببركة العين التي تخرج من باطنها مياه عذبة تملأ الموائد الإفرانية خلال وجبة الإفطار ، الماء الذي ألفت الساكنة الإفرانية تناوله لما يوفره من سهولة الهضم ولا يسبب أي أضرار جانبية كما هو الحال بالنسبة لمياه الصنبور .

تقبل ساكنة إفران بكثافة في هذا الشهر الفضيل على التقرب إلى الله بالعبادة ، بعد يوم شاق من الصيام ، بالذهاب إلى مساجد المدينة المعدودة على رؤوس الأصابع من الأوسط إلى الإبهام ، لأداء صلاة التراويح ، الصلاة التي يفضل سكان حي الأطلس " تيمديقين " ، أداءها في الشارع العام الذي تفرش فيه الحصير تفاديا للاكتظاظ الذي يعرفه مسجد الأمير مولاي عبد الله المتواجد في أكبر تجمع سكني بمدينة إفران ، يضطر البعض منهم إلى الذهاب إلى مسجد محمد السادس الذي بني حديثا في حي السلام بعد قطع كيلومترات قليلة ، أو إلى مسجد النيجر أو كما يطلق عليه محليا " الجامع الكبير المتواجد قرب السوق المركزي للمدينة.

يختلف الصيف في إفران بين رمضان و باقي الشهور ، فإفران تعرف في هذا الشهر الفضيل ركودا اقتصاديا ، بفعل اعتماد موارد المدينة على العائدات السياحة ، الأمر الذي يضطر معه بعض أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم إلى إغلاق أبوابها إلى ما بعد رمضان، وتبقى أبواب بعض المحلات التي تقدم وجبات الإفطار مفتوحة في وجه زبائنها .

تقبل ساكنة المدينة على المنتجات الاستهلاكية و الغذائية ، وكذا منتجات الصناعة التقليدية التي يتم جلبها غالبا من محلات بمدينة آزروا قبل و بعد الإفطار. 

بعد سويعات من تناول وجبة الإفطار ، تفضل الساكنة المحلية و السياح الوافدين الخروج  إلى المنتزهات و الحدائق العمومية ، للقيام بجولات في وسط المدينة قرب الأسد الأليف والحدائق المجاورة، للمشي أو اصطحاب الأطفال للعب و قضاء وقت ممتع بعيدا عن روتين البيت ، أو إلى زيارة الأهل و الأقارب بالمدينة ..

رمضان تزامن أيضا مع موعد امتحانات الدورة الاستدراكية لتلاميذ السنة الثانية باكالوريا ، الامتحانات التي تحتضنها ثانوية علال الفاسي بإفران ، الثانوية التي حصدت نتائج مخجلة لهذه السنة  خصوصا للشعب العلمية .

ونحن في مقبلين على العشر الثانية من رمضان و كلنا أمل و رجاء من الله التوفيق و النجاح لتلاميذنا و تلميذاتنا ، و أن يشمل الوطن الحبيب و الثروات الطبيعية لمدينة إفران بحفظه.

 

 

 

  


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات