المعارض الجزائري أنور مالك يكشف بالرباط أدلة تورط الجزائر والبوليساريو في جرائم ضد المحتجزين بتندوف

برادة: مدارس الريادة حققت نتائج مهمة جدا وبشهادة الجميع

الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

مستشفى تنغير: أرجوكم فقط أسعفوهم ولا تعمقوا من جراحاتهم

مستشفى تنغير:  أرجوكم فقط أسعفوهم ولا تعمقوا من جراحاتهم

الحسن فاتحي

 

للصدفة وقعت مساء يوم أمس الاثنين 07 يوليوز بعد ساعات قليلة من الإفطار حادثة سير بين دراجتين ناريتين أصيب خلالها الراكبين بجروح غير خطيرة وغير مطمئنة في نفس الوقت ما استدعى حسب الطبيب الذي عاين الحالتين في المستشفى الإقليمي لتنغير بعد وصولهما طبعاً نقل أحد المصابين إلى مدينة الرشيدية من أجل إجراء "السكانير" وتعميق تشخيص الحالة تجنباً لكل التوقعات السلبية والمشاكل والتأكد من السلامة ...

 بعد الاتصالات المتوالية بين أفراد العائلة إخباراً بالواقعة أسرة أحد الضحايا معوزة رغم كونها تحمل الجنسية المغربية وكذا توفرها على "البطاقة الوطنية المغربية" وبطاقة الاستفادة من الخدمات الطبية المجانية "الراميد" إلا أنها وكغيرها من المواطنين المفقرين والمهمشين لا تتوفر على مصاريف نقل المصاب "ابنها" بواسطة سيارة الإسعاف إلى مدينة الرشيدية للعلاج على بعد 140 كلم وبمبلغ يقارب 800 درهم دون الحديث عن باقي المصاريف المتوقعة والمؤكدة ...

ما اضطر أحد المتدخلين المحسنين إلى اقتراح الاتصال بالمسؤول عن سيارة الإسعاف التابعة لبلدية تنغير لقضاء الحاجة ونقل المصاب نظراً لرمزية الثمن 400 درهم بالمقارنة مع سيارة الإسعاف المرابطة بالمستشفى والاستفادة من خدماتها التي ما كانت لتوجد أصلاً لولا استعجال مثل هذه الحالات الطارئة والإنسانية قبل كل اعتبار ...

لكن المؤلم مرة أخرى أن السيد المسؤول عن السيارة "بلا حيا وبلا حشما" أكد أن سيارة الإسعاف "لا تعمل" ما خداماش ؟؟؟ لماذا لست أدري ؟ مع العلم أن المصاب يتألم فوق الفراش ولا حياة لمن تنادي في مغرب الاستثناء والشعارات الرنانة من قبيل التضامن والمواطنة الكاملة والحقوق وو...

مع هذه الحالة الغير مفهومة والمشؤومة اضطر والد المصاب إلى الجلوس قرب جسد ابنه الملطخ بالدماء طريح الفراش يعاينه بنظرات الألم والمعانات والحكرة واللامبالاة في موقف يدمي القلب وتتحسر له كل الضمائر الحية والغيورة على هذا الواقع البئيس والمظلم وغير المقبول في مجتمعنا وفي مدينتنا كذلك  ...

لماذا بعض البشر قلوبهم أقسى من الحجر ولماذا بعض مسؤولينا ماتت فيهم روح المسؤولية والوطنية المزعومة لا يرحمون الفقراء ولا يلتزمون بما عاهدوا عليه الله والمواطنين على حد السواء...  هذا المشهد الصادم استفز مشاعري ولم أتمالك نفسي ولعنت بوها بلاد ولعنت بوها مسؤول ولعنت بوها إنسانية رغم أن السيد الطبيب أتى في الوقت المناسب وأجرى الفحوصات بشكل عادي وكان مسؤولاً في موقفه ومسؤوليته هذه المرة  ...خاصة بعد ما تداولته بعض الجرائد قبل أيام حول اتهام موظف بذات المستشفى بالإساءة لمواطنين.

 

تكررت هذه الإساءات والمعاناة وإذا كان هناك مسؤول في هذا الإقليم مهما علت مرتبته أو مكانته أو درجة مسؤوليته ويحترم نفسه قليلاً فلا يجب لمثل هذه المواقف أن تتكرر وألا تكون القاعدة لأن المحتاج والمريض الذي تعوزه الظروف لا يتوفر على رقم هاتف فلان أو علان ولا أحد يتدخل لإنقاذه أو إسعافه فيكفيه الألم الدفين الذي يجري في عروقه وجروحه فأرجوكم فقط أسعفوهم ولا تزيدوا من معاناتهم وجراحهم...   


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات