أخبارنا المغربية
لقد عظَّمَ الله سبحانه وتعالى أمر أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كل شئ، فقال في كتابه العزيز: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)، وخصهم بما يجعلهم في خيري الدنيا والآخرة من عبادات ونسك وأخلاق.
ومن ضمن تلك الخصائص والخصال التي اختص بها الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام عن سائر الأمم في رمضان خمس خصال، ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث شريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال فيه: "أُعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردةُ الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويُغفرٌ لهم في آخر ليلة"، قيل: يا رسول الله أهي ليلةُ القدر؟ قال: "لا ولكن العامل أنما يُوَفَّى أجره إذا قضى عمله".
وفي تلك الخصال التي اعطاها الله للصائمين في رمضان معان عظيمة، وميزة كبيرة، فرائحة فم الصائم التي قد ينفر منها الناس وضيقون بها هي عند الله أطيب من ريح المسك، وفي هذا الأمر تخفيفًا للحرج الذي قد يقع داخل المرء من تلك الرائحة، وليس معنى ذلك أن لا يجتهد المرء لتطيب رائحة فمه بالسواق قبل الزوال إن وجد من نفسه رائحة كريهة.
وتستغفر الملائكة للصائمين، وهم عباد الله المكرومون، الذين (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)، ولا شك أن دعائهم واستغفارهم أدعى للقبول، وفي ذلك إظهار لمكانة أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفضل صومهم.
وتزين الجنة للصائمين فيه تشجيع لهم لمواصلة صيامهم على أكمل وجه، والتعبد إلى الله بشتى أنواع الطاعات التي تقرب منه سبحانه وتعالى وتكون سببًا لدخول جنته التي تتزين لعبادة الصائمين الصالحين.
وفي تصفيد الشياطين في رمضان منعها عن عباد الله إعانه للصائمين في رمضان بأن الله قد وهذا معونة حبس عنهم عدوهم الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره.
وفي أخر ليلة من رمضان يغفر الله لمن عبد الله حق عبادته في هذا الشهر المبارك، وقد اخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وذلك لأن العامل يعطى أجره بعد آداء ما كلف به، وكذلك الصائم إذا صام رمضان إيمانًا واحتسابًا نال مغفرة الله ورحمته فيغفر له ما تقدم من ذنبه.