مصطفى منيغ
إسرائيل خرطوم فيل ، ممتصًا تربة عربية مبللة بالدم الفلسطيني الطاهر الأصيل ، لتعيش في تحدي للحق الإنساني والقانون الدولي وكل الشرائع السماوية وحتى مَنْ يدخل في نطلق المستحيل ، ملتويًا على ضفة غربية قاذفا بها لأحضان تفاوض صوري من أهم مميزاته للوضعية الآنية يُبْقِي أو على الأقل لويلاتها يُطِيل، بخنق "حل" الدولتين المُطِل ، مُمتداً صوب قطاع غزة ليرشها بدل النار حمما مُصراً على إبادة أهلها لتخضع ولمذلة الهوان تميل .
إسرائيل هذه في كفة، مستديرة تُدار بأزرار التكنولوجية الحديثة المكلِّفة ، حاملة أسلحة دمار شامل النووي فيه كالكيماوي مراقبة بالتحصينات المعقدة بالرغم من الجو المتوتر دوما (مع سخونة أو برودة أحداث المنطقة ) مكيفة ، وكل العرب بدولهم المسجلة نفسها لدراسة الخيبة في خيمة جامعة الدول العربية المقسمة (على هوى الغرب بسماح مؤثر للولايات المتحدة الأمريكية) على شرق بلا وسط ومغرب بلا عربي في أغرب كفة ، مستطيلة تحتها متجمدة تخترقها خيوط مستوردة مدفونة تهب داخلها رياح تَقْوَى على شل حركة من جلسوا للحكم ، ومِن شعوبهم مَن وقف للتصفيق ، أو قفز للرقص المرهق ، أو لإطلاق زغاريد النفاق ، كلما أضرب النساء عن ذلك لاحتقان صدورهن على وطأة آه مهيكلة تسع أي قطر من أقطار العالم العربي من المحيط إلى الخليج ، تُبَيِّنُ فداحة ما أصاب مصيبة مصائب البعض ، من تطور قد يُؤخذ للتمعن في مصيبته كمادة علمية تستحق أن يجتمع فقهاء علم الاجتماع على تحليلها، بدءا من وعد " بلفور" لغاية يومه، والمعنيون العرب في مجملهم يتفرجون على إسرائيل تذبح نساء وأطفال غزة العزيزة، فيتنهدون ويذهبون لصلاة العشاء وبعدها التراويح في المنتصف من شهر رمضان ، شهر الجهاد والتوبة والغفران والحقوق التي خَصَّ بها الإسلام الإنسان ، ليحيا بكرامته مصان ، لا كما تريد إسرائيل أن يظل أمامها محتقرا ذليلا مهانا، كل ما فيه يعبر أنه أسوأ من جبان .
... العزيزة غزة تُضرب وتُحاصر بل تُطعن من الخلف وجل العرب في منأى غير عابئين ، كأن مصيرهم مع غير الوقوف بجانب الحق ، وإنما لما تقرره الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول ، وبعدها أوربا العائد بها الحنين ، لتقسيم المنطقة بعد التلوث الجوي والفكري والأخلاقي الذي أصابها ، يرون في غزة متسولة دوما لاستعطاف مدروس يعيش ما نجي فيها على استخلاصه انتظارا لجولة نزاع فحرب قادمة ، بلا تفكير في تأسيس دولة قائمة على توحيد كلمة الفلسطيين جميعهم على قرار إما النصر أو النصر بلا منفذ ثالث كاختيار . وهم في رؤاهم تلك منسلخون عن الجسد العربي الخارج من سباته مع محنة قادَتْهُ للانفجار جزئيات كل منها في خدمة طرف خارجي ما ، ليضمن حقه في التمتع الدنيوي حسب معتقداته الجديدة المستمدة من مظاهر الفساد المتفشية في أقطار عُرِفت على مدى الدهر بالمُحَافِظَةِ ، إن لم نقل الاستقامة المثالية .
... غزة علمتنا بصمودها العزة كمنبع للأصل الأصيل، في أمة عربية متماسكة لا تهاب الباطل ، ولا ترضخ لدافيد أو شمعون أو صمويل ، مرفوعة رؤوس أهاليها كالرواسي الشامخات مكبرة الله أكبر في جهاد البواسل ، الرجال الأحرار والنساء الحرائر والتابعين خطاهم المباركة من أطفال ، ليوم الفوز المُقَدَّر من رب رحيم حي قيوم ذي الجلال والإكرام مهما ضاق بالمؤمنين أوسع مجال .
... لن تُهزمَ غزة ستمر من عناء المحنة كالنفس الأبية مهما عذبوها تزداد انضباطا مع مبادئها الكفيلة بالتعريف التلقائي عن صلابة معدنها ، المحطمة فوقه أدوات البطش أكانت بشرا من صنف صهيون أو مادة محرمة بقوة القانون ، لن تتخاذل فقد عودت العالم أن تخرج معافية مما يُسَلَّطُ عليها من أسلحة فتاكة لا تعترف برحمة ولا تدين برأفة تُطلقُ بأيادي كلما تلطخت بالدماء ازداد حماسها للمزيد من نزيفه إعرابا لما في دواخل أصحابها من حقد وكراهية على الناشدين تحرير أرضهم الطاهرة من وسخ الصهاينة المستبدين المتعجرفين الملعونين في كل لغة وملة ودين .
مبادرة أو مناظرة قبل المغادرة
حسبنا مصر كبيرة في كل شيء وحتى في اللاشيء ، محبوبة لجيلنا ومَنَ سبقنا إليها لتحصيل حاصل من العلم أو الوعي السياسي وكيف يُقاس الشعر على نقاء الشعور وجمالية الألفة مع أرض الكنانة المروية لمسافات ، وبتلقائية مفرطة وعفوية تامة ، بعرق المصريين الشرفاء الفضلاء وابتكاراتهم الفكرية المشروعة العالية المستوى والقيمة العائدة بالنفع على البشرية عامة ..
ورثة حضارة الخمسة آلاف سنة ..
أحفاد الفراعنة الذين دوخوا العالم (ولحد الساعة) بانجازاتهم العلمية الخارقة القريبة من سابع المستحيلات ، المؤثرة ، مهما سكن إنسان ، عاقل له وجدان، لا يكبله لسان ، ولا يحد من حرية فكره كيان، لا يرضخ عن مذلة لبشر أو جان ، واعي بما كان ، مستعد لاستقبال سلبيات هذا الزمان ، المليء بأنصار الباطل المُدان ..
أصحاب الأزهر المشهود له بالورع والتقوى منذ تأسيسه ..
معاصروا حملة شهادات "نوبل" ، بعدما اقتصر حاملوها على انتسابهم للغرب أو أمريكا بشطريها في السابق..
بُناة الأرياف ، حيث من الصعب التفريق بين الناس كبشر وما يضعون عليه اليد بالحسنى من حيوانات جد أليفة تسكن حيث يسكنون بلا عُقَد أو خوف من أمراض معدية منقولة بماء النيل العظيم من آلاف السنين لغاية الرئيس السيسي، المنتصر بفضل المعزول مرسي ، بالدهاء ، بالحنكة، بالانقلاب، ما الفرق؟؟؟ ، المهم الجلوس على كرسي تطاحن من أجل التربع للحكم فوقه من أحب الشعب ومن كرهه الشعب ذاته ، وما الصبر إلا لمن صبر كل الأيام الفارطة المحسوبة على ثورة محوَّلة بفعل فاعل لجمهرة ضخمة تمشي في الطرقات ، يسقط فيها من يريد أن يسقط ، بلا مقدمات ، إذ البيّن بيّن لا يجوز الخوض في غماره كي لا تزداد أعداد الضحايا بلا فائدة تُذكر أصلا ..
التخطيط مبارك من المعروفين نفوذهم ، والتنفيذ شدَّ أزره الدافعون بمليارات الدولارات لتبقى خريطة الشرق الأوسط بقيادة مشتركة بين مصر والسعودية ، ضامنة في منعرجات وسفوح ووديان وصحاري حدودها ، تواجد شرق بلا وسط ، متحالف مع أمريكا ليس إلا ، أما أوربا فلم تعد قادرة إلا بالمشاركة الكلامية البعيدة الاهتمام بما قد يحصل داخل هذا العقد من تطورات في أخلاقيات المواقف غير مسبوقة على الإطلاق .
... للسيسي رؤيا في "حماس" هو حر في تفاصيل زواياها ، لكنها فلسطين في الأول والأخير وليس جماعة فيها ، ولن يخرج عن قاعدة شعبه العظيم الناصر كل مظلوم ، الحاضن كل ثائر ظاهر أو مغمور مغبون مهموم ، القضية أوسع حجما ستصبح إن أخذه بريق الملعونة إسرائيل ، هي فاعلة ذلك بارعة في أكل مخيخ بالمراوغة المتسترة خلف أكاذيب تفتح مجالات التصديق مهما بدت غارقة في شكوك تجعل العكس حاصل مهما كان الاتفاق شاملا محاسن غنائم تسيل لها وعليها لعاب المُستَقطَبين للعبة التيه عن مشروعية الإخلاص للمبادئ المحسوبة عداءا على الإسرائيليين في كل زمان ومكان .
السيسي أصبح رمزا لمصر منقذا لها مما هي فيه، كما يقول محذرا من حساب عسير يتلقاه مَن يريد السوء لمصر رئاسة حكومة وشعبا وقبل هذا وذاك "أرضا"، أجل ارض مصر غالية لا على المصريين وحدهم بل على كل عربي مسلم كان أم مسيحي مهما كانت جنسيته ومهما كان نطق لسانه ، هذا أمر لا يُناقش ، السيسي يعلم هذا ويفخر به شأنه في ذلك شأن كل مصري أو مصرية مهما كان مستواهما الفكري أو المادي ، يعيشون ببذخ "شرم الشيخ، أو داخل عشوائيات في أحقر كوخ .
فهل ترى السيسي وهو يحكم أعرق وأقدم وأقوى دولة عربية بل في الشرق الأوسط البادي كشرق بلا وسط ، يفضل التعامل بتنسيق متكامل مع إسرائيل بسبب غضبه على جماعة كانت على وفاق تام مع الرئيس المعزول من طرفه محمد مرسي ؟؟؟، هل مصر محتاجة في عهده لمناصرة شبه دولة غاصبة على أخرى صاحبة الحق الشرعي في ذاك المكان المُشرَّف بالقدس ؟؟؟، وبالتالي هل مصر قادرة على لعب دور لم تتمكن حتى أمريكا وتوابعها في كل الدنيا على لعبه فيتم نزع السلاح من يد كل مقاوم يقدم روحه سبيل تحرير أرضه من مستعمرين صهاينة ، الكراهية ممزوجة ككرويات سوداء مضافة في دمهم الخبيث للحمراء والبيضاء ،موجهة ليس للفلسطينيين وحدهم ولكن للعرب من المحيط إلى الخليج وللمسلمين مهما كان لهم موضع قدم فوق البسيطة ، ويضم هذا الشرط ليكون العمود الفقري في مبادرة لا تليق صراحة أن ترتبط باسم مصر الشامخة مذ كانت إلى يوم الدين بمشيئة الرحمان .
ربما اختار الرئيس السيسي المبادرة للمناظرة قبل المغادرة من اهتمام العرب قبل المصريين به ، ويعانق المعشوقة الممشوقة إسرائيل ، حتى إن قضت منه وبه مآربها ستكون بالمؤكد لسياساته وتخطيطاته اللاحقة حارقة .
البوصلة المهزلة
لم يجد ممثل بني صهيون في مجلس الأمن خلال اجتماع طارئ بطلب من الأردن بصفتها عضوا فيه وتركيا للنظر باستعجال فيما بلغت إليه خطورة الحرب العدوانية التي شنتها الدولة العبرية على قطاع غزة خاصة وكل الفلسطينيين عامة ، لم يجد ذاك الممثل غير بوصلة يرفعها بيده اليمنى قائلا:
" اهدي هذه البوصلة للمجتمع الدولي كي يهتدي باتجاه مؤشرها لأخذ القرار الصائب"، ويعني بالقرار المُتخذ لصالح إسرائيل إن أمكن ذلك . ممثل دولة فلسطين بكى وهو يُذَكِّر نفس المجلس بأسماء الضحايا- الشهداء من الأطفال. إذن لنحسبها بالعقل عسانا نضع النقط على الحروف . صهيوني مُعتدي يرفع بوصلة ، وفلسطيني مضروب بكل أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دوليا ، المحتلة أرضه ، المشرد أهله ، يذرف الدموع لهشاشة عواطفه ورقة خاطره وإنسانية تربيته . الأول ينطلق من قوة، والثاني تتحكم فيه أحاسيسه الرقيقة ، الصهيوني واثق من أحقية جرائم ارتكبها ولا زال عن سابق إصرار وترصد يُعللها دون حياء بالدفاع عن النفس، والعربي الفلسطيني خاضع لعواطفه منساق حيث قادته للبكاء كمخرج مما وجد نفسه الطيبة داخلها كمظلوم بالظلم الظالم حتى لظلمه كظلم ومن طرف الجميع وبتدقيق أوضح الخمسة ألأكثر تحكما في العالم سياسيا واقتصاديا وماليا بل حتى في الأحاسيس إن استرجعنا مواقف تريد أمريكا كالمملكة المتحدة كالصين كفرنسا كروسيا إخفاءها حتى لا يتأجج ربيع دولي يصبغ بلون الخُضرة كرمز للتجديد والثورة على ثقافة الأركان الخمسة المذكورين الذين في لبهم لا يعترفون بحقوق إنسان، ومن يبخس البشر حقوقهم كيف يتأثر بالعاطفة لإسعاف ما أصابهم من جراح غائرة كالفلسطيني الذي أصبح رمزا لنزيف دم لم يفتر منذ 1948 لحد الجلسة المنعقدة بمقر مجلس الأمن الدولي وبين كواليس هيأة الأمم المتحدة التي شاخ من شاخ فيها والقضية الفلسطينية لا زالت طرية العود متحمسة لسماع ما يدور في مثل القاعات ، وتعود للرفوف حتى إن أحست بخيوط الشيخوخة وربما علامات الاندثار تدب في أوصالها، نزعت عن ملفها الغبار، لتضع بين يدي وعقل من يُسمع المجتمعين ما جادت به قريحته وفي حالتنا هته عيناه من دموع .
الأردن ورد على لسان من يمثله كأنها الآتية لتخليص جارتها المضروبة في عزة عزتها ، ملقنة العدو الصهيوني الغاشم درسا في الخطابة سيهز زوايا تلك القاعة المشيدة بعرق الإنسانية لترتاح فيها لسماع الحق كلما جار عليها باطل ، بجمل هي كلمات مختارة بعناية ، مقروءة بتؤدة ، رحمة بالمترجمين وإعطاء النفس مهلة للاستعداد الجيد إذ البداية تتهيأ لما قبل النهاية لمسرحية دبلوماسية، جد أساسية، بالنسبة لمن ارتبط بحوادث لها صلة بمؤامرة واسعة محاكة ضد العرب "الشرق أوسطيين" الذين استفاقوا على شرقيتهم وقد ضاع منها الوسط ، وهم في حالة قلق مما قد يحدث حينما يُنزع من شرقيتهم "الشين" ليصبحوا في مرحلة قابلة لكل ما يُرْغَمُون على قُبُولِهِ فيها "عرب المَسرق" او " عرب "السرق" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير .
الأردن دولة توسطت بالحكمة كل التيارات والسبل السيادية الملتصقة بها حدودا أو مصالح ، فكانت المظلة لمن يخشى الحرق بشمس وقائع ، عَلِمَ بمؤثراتها مَنْ هيَّئوا لها متطلبات وظروف الانتشار من داخل أمكنة مُعينَّة بدقة وحساب لا تتخلله أعداد الكسر، وتَجَاهَلَها مَنْ كان المَعْنِيُّ بها في غفلة من أمره ، فلم يجد حيثما جَدَّ الجِدُّ غير الأردن ملجأ وملاذا ومدافعا بالتي هي أقوم لدى المحافل الدولية المعترف بها بقوة القانون الدولي ، وعندما يتحدث اليوم انطلاقا من ذاك المقام الأسمى لدى الأمم المنضوية تحت لواء هيأة الأمم المتحدة، على لسان ممثله الدبلوماسي الشاب ، بأسلوب متحكم في الزمان لهيبة المكان ، يفعل ذلك ليتسرب الاسترخاء الذهني يساعد على الاستيعاب أكثر إن هيمن التشنج عليه تحت ضغط الإسراع بالاجتماع لترتاح إسرائيل مما هي فيه من عذاب الترقب بعدما فشلت ماكينة "نتنياهو" من إسكات بوارج قاذفات صواريخ "القسام" البالغة مداها عمق الدولة العبرية المحتلة للأرض الفلسطينية.
في الدبلوماسية مميزات من اتسم بنصفها نجح العامل بها غي حقلها ، ومنها"الهدوء" المنبعث عن تحكم صاحبه في دواخل نفسه ، ثمة مواقف يخسر المفاوض المضطرب مكانته كقوته التفاوضية مانحا الفرصة للطرف الآخر للإستحواد بالوسائل السلمية عما يريد وبالكلفة التي يحددها فتبقيه الرابح مهما حصل .
الأردن كان واضحا حينما صرح على لسان ممثله السابق حديثنا عنه ، أنه مع المبادرة المصرية شأنه في ذلك شأن إسرائيل وصاحبة المبادرة طبعا ، إذن نحن أمام ثلاثي له حضوره داخل المعترك السياسي الدولي و تموقعه الجيد من القضية القديمة / الجديدة القضية الفلسطينية ، وما يزيد المُلَوِّحُ بالبوصلة المهزلة فرحا ، تصريحات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية من منصة مستقبله الرئيس التركي ، "أن عباس نفسه من طلب تقديم مصر تلك المبادرة ، لذا كان على الفلسطينيين القبول بها ، وثمة بحث عن إبعاد من يقف ضدها" .
... إن ظهرت المعني فلا فائدة في التكرار ، إذن مَنْ يَمْلِكُ مِن مصيره القدرة على الفرار؟؟؟، سؤال لا يُبشر في إجابته المنطقية حينما يوضع في إطاره مَنْ يخاف مصداقية التاريخ حيال أهم اختار، الاستشهاد أو الاندحار.
abo doha
a sisi safak
Al hamo lilah w ba3ad a9ol li sisi ita9i lah fi nafsik wafi l'akharin