أخبارنا المغربية
شوال هو عاشر شهور السنة وفق التقويم الهجري، وهو الشهر الذي يلي شهر رمضان، وأول أشهر الحج التي تبدأ من أول يوم فيه وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من ذي الحجة.
سُمِّي بهذا الاسم في عهد كلاب بن مُرة الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في عام 412م على وجه التقريب.
وقيل في سبب تسميته بهذا الاسم: إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل، وهو توليه وإدباره في وقت اشتداد الحر. وقيل بل سُمّي كذلك في موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أي ترفعها، فالناقة الشائل هي اللاقح التي ترفع ذنبها للفحل فيكون ذلك علامة على طلبها اللقاح في ذاك الوقت من السنة.
وهناك رأي أخير يعزو الاسم إلى أنهم قالوا فيه شَوَّلوا، أي ارتحلو لأنهم كانوا يهربون فيه من الغارات، إذ تكثر فيه الغارات تعويضًا عما بعده من الأشهر الحرم الثلاثة "ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم" فيلجأون إلى أمكنة يتحصّنون فيها.
وشهر شوال فيه من الفضائل والمستحبات في العبادات وغيرها، فما شرع الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وآله وسلم عبادة إلا لحكمة، ولما فيها من نفع وخير لعباد الله، وكذلك في صيام الست من شوال، التي تحدث الكثير من العلماء الأجلاء على الحكمة من صومها.
ومن الحكم في صيام الست من شوال كما قال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه "لطائف المعارف": (وفي معاودة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة: منها: أن صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل بها أجر صيام الدهر كله كما سبق.
والحكم كذلك أن صيام شوال وشعبان كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها فيكمل بذلك ما حصل في الفرض من خلل ونقص فإن الفرائض تجبر أو تكمل بالنوافل يوم القيامة كما ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من وجوه متعددة.
وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.
ومنها أيضًا أن معاودة الصيام بعد صيام رمضان علامة على قبول صوم رمضان فإن الله إذا تقبل عمل عبد وفقه لعمل صالح بعده.
ومنها أن صيام رمضان يوجب مغفرة ما تقدم من الذنوب، وأن الصائمين لرمضان يوفون أجورهم في يوم الفطر، وهو يوم الجوائز فيكون معاودة الصيام بعد الفطر شكرا لهذه النعمة فلا نعمة أعظم من مغفرة الذنوب).
وهناك أمور مستحبة كذلك في شهر شوال ومنها التزوج والتزويج والدخول، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحظى عنده مني".
وكانت السيدة عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال، وذكر ذلك أيضًا الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم حيث قال عن شهر شوال: "فيه استحباب التزويج والتزوج والدخول في شوال، وقد نص أصحابنا على استحبابه، واستدلوا بهذا الحديث".