شلل مروري في قنطرة سيدي معروف وعند مدخل الطريق السيار يومياً خلال شهر رمضان

رغم الأمطار ..آلاف المصلين يؤدون صلاة التراويح في مسجد العيون الكوشي بالبيضاء

أمطار البركة تتهاطل على مدينة طنجة

لمن عجز عن الصوم.. هذا مقدار وطريقة إخراج فدية رمضان

من القاهرة...بوريطة يتحدث عن مشاركة المغرب في القمة العربية

برشيد: مياه الأمطار الغزيرة تُغرق منازل ومحلات تجارية بحي سيدي عمر والحي الحسني وتقاطع الشفشاوني

الثروة في بلد الاستثناء

الثروة في بلد الاستثناء

حسون محمد

 

تغيرت ملامح العيش في زمن غريب الأطوار , مستقبل مبهم أو غير موجود بالمرة , تبعثرت مفاتيح الحياة و أغلقت أبواب الأمل المنتظر , صار كل شيء في طيات تراجيديا مفتوحة على جميع الوجهات , الجهل و الفقر يفرض نفسه إلى درجة يستحي البعض عن البوح باستفحاله , الخجل يطفو فوق المشاعر في حقوق وجب التشبت بها و النضال من أجلها .

افتقدنا الحب  في بلد الاستثناء , الفقر ينخر جسد هذا الوطن , مازال في هذا البلد  أناس أفطروا رمضان عمدا و دهشتي و استغرابي للأسباب التي تركتهم يقبلون على هذا , فاعتقلوهم  ادن بفرقكم الخاصة لأن  ذنبهم هو عدم توفرهم على موائدكم  ففضلوا الإفطار في صمت إلى أن تتيسر الأوضاع إن تيسرت أصلا وسط هاته الفوضى  , مازال منهم من يخالجه الخوف من فصل الشتاء كأنه عدو سيقتحم بيته , أطفال يفتقدون لأبسط شروط العيش وسط برد قارص يتعذر عليهم مواجهته , فكيف بإمكانهم ولوج المدرسة بتركيز وجد و تفاني  ,هذا إن وصلوها أصلا أمام عقبات البنية التحتية و المطبات الجغرافية .

 مازلنا في بلد لا يكفل حقوق بعض الفئات على منوال المطلقات و الأرامل  الذين يسلكون الطريق الخطأ , لأنهم وجدوا في أوضاع خانقة تتأهب للفقر  حتمت عليهم توديع الشرف  وشرب نخب الذل  و العهر وسط مجتمع سينظر من الزاوية التي يريد أن يراها كونها عاهرة و فاسدة و تغافل عن الفساد الحقيقي من حوله  .

 نأسف كثيرا لهؤلاء لوجودهم في الزمان و المكان الخطأ  , أوضاع بلدنا تدق ناقوس الخطر  و تندر بالأسوأ  , نعلم مسبقا أن الفقر يداهم أحلام الصغار لكن جلنا يكتفي  بانتظار فحوى انجازات مازالت حبرا على ورق , مازلنا نحلق من أجل قطف ثمار الوهم وسط زحمة الفساد اللامتناهي ,  لا ولن ننتظر من يذكرنا بأوضاع بلدنا اقتصاديا أو اجتماعيا من إعلامية فاشلة مهنيا على غرار أماني الخياط و يكفيها أوضاع بلدها التي لا تحسد عليها ,  لا نريد الأوراش الكبرى و التنمية البشرية و الجهوية المتقدمة  ككلمات مرت على أسماعنا فقط , فالتنمية عرفنا حصيلتها في تقرير الأمم المتحدة .

لن نحتاج من يذكرنا أن المغرب دولة إسلامية  ويختبأ وراء العفاريت و التماسيح و لوبيات الفساد من مختلف وجهاته , لن نرضى بمن يستغل الدين من أجل المصلحة الخاصة , لن نراود أحلامهم الكبيرة ونهمش أمانينا الصغيرة , لا يشرفنا معارضة تستهتر بمشاعر الغير بادعائها الإصلاح و هي مجرد هراء و استفزازات تقضي كليا على نوايا أرادت أن تتحقق , لن نستثني أحدا من الإصلاح حكومتا  أو شعبا أو غير ذلك   فكلنا مسئولون عن هذا الوطن و بإرادتنا صرتم هناك  , كل ما في الأمر أنكم إزدتتم غنا  على جيوب الضعفاء الذين يزدادون فقرا و هشاشة كل لحظة .

الثروة صارت في كفة واحدة , أحتكرت من نخبة ظلت هي السباقة لها , عرفت بالغنا مند زمن , منهم من استفاد من إرث أجداده و البعض الأخر استغل منصبه السلطوي لبناء الثروة , و هناك شق أخر في جمع هاته الثروة حينما يكون استنزاف ثروة الغير و الذي يحول دون تكافؤ الفرص في تقسيم الثروة و عوض التكثيف من مجهودات تطوير القطاعات الحساسة في القرى و الحد من الفقر يصبح الهم هو بناء الاستثمار و رقم معاملات على جيوب هؤلاء الضعفاء ,  من جهة أخرى يتم بناء مشاريع تهدف لجمع الثروة  فقط باسم مستعار يدعى  التنمية  , حينما لا تخضع بعض القطاعات للمحاسبة أو حتى المراقبة  فلا يمكننا التحدث عن مغرب جديد يواجه تحديات العصر الحديث بايجابياته وسلبياته ,  و لن نعلم أبدا مصير هاته الثروة المبعثرة بين طيات كوادر لا نسمع أسماءهم إلا في إحصائيات 'فوربس' أو غيرها .

صرنا وسط مستقبل مجهول ليس كالذي راود أحلام يقضتنا  , لم أعد أعلم أين الخطأ , هل نحن من لدينا أفكارا مغلوطة عن هذا البلد ؟ طبعا لا  لأن هناك  خلل واضح في ميزان هذا الوطن , الفساد عنصر مهم في هاته الخلطة , و الحكومة دورها بثر هذا السرطان الذي يستفحل بسرعة مهولة و ليس التشخيص فقط , يجب الوقوف على الاوراش المراد إنشائها و الاهتمام ببعض القطاعات التي مازالت تتماطل في واجبها اتجاه بلدها و التي يهمها الربح فقط , يجب فرض مراقبة شديدة و صارمة , يجب الزج في السجون لناهبي المال العام لتحقيق الأهداف المنوط انجازها و ليس  أصحاب الكلمة الحرة رغم أن أهدافهم كلها غيرة وحب للوطن و الذين يصنفون ضمن الثروة البشرية , لست مؤهلا لأنبهم بمصير هذا البلد الذي أنعم الله عليه بجميع الخيرات  و الثروات , ولست ملم بجميع المسا طير التي تذهب في اتجاه تدبير الثروات رغم  أن كل من اعتنق منصب يستغله لنفسه , أنا فقط  مواطن يتساءل عن ثروة بلده. 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة