الطير: التعادل أمام الجيش مكانش ساهل المهم دابا التفكير في المباراة القادمة

"ريان أزواغ" أصغر حارس في البطولة الوطنية: أنا حامل لكتاب الله وحلمي نوصل بعيد

بنهاشم يبرر أسباب الهزيمة أمام الرجاء

بن ونيس: اللاعبين الجدد غير جاهزين هدفنا العصبة الأفريقية هذه السنة

هذا ما قاله مدرب الرجاء بعد الفوز الثالث على التوالي

جماهير الرجاء تصدح بأغنية "رجاوي فلسطيني" خلال مواجهة الزمامرة

العلماء صمام الأمان لأمتنا

العلماء صمام الأمان لأمتنا

عزالدين عيساوي

 

هناك إشاعة تروج بين أوساط بعض الشباب المسلم مفادها أن العلماء و الشيوخ يتمتعون بما لذ و طاب في حين يمنعون عوام الناس من ذلك. قبل الشروع في رد هذه الشبهة أود تنبيه إخواني و أخواتي إلى أن هناك حملة مسعورة يقودها أعداء الإسلام هدفها النيل من علماء الأمة و إسقاط رمزيتهم و أثرهم في المجتمع، مما قد يؤدي – لا قدر الله – إلى إبعاد الناس عن دين الله لأن العلماء هم ورثة الأنبياء، و هم الذين بإمكانهم إرشادنا إلى مقاصد الشرع الحنيف، و كلما ابتعدنا عنهم و حاولنا فهم دين الله دون ضوابط علمية فإننا سنسقط في منزلقات خطيرة، لا من حيث تحريف الدين و لا من حيث انحراف السلوك و الغلو في تطبيق الدين.

أقول – و بالله التوفيق – دحضا لهذه الشبهة ما يلي :

أولا، ليس كل الدعاة و العلماء و الشيوخ يعيشون في رفاهية كما يعتقد الكثير من الناس، فالآلاف منهم يعيشون خلف أسوار السجون، كما أن فئة كبيرة من العلماء العاملين الصادقين تتعرض لحملات التضييق و الترهيب من قبل الأنظمة المستبدة في العالم العربي و الإسلامي.

ثانيا، الدعاة و العلماء لا يمنعون الناس من التلذذ بملذات الدنيا التي تكون مسيجة بسياج الشرع، كما أنه ليس من حقهم الزيادة في دين الله لأن الدين الحنيف قد وضع ضوابط واضحة من أجل الاستفادة من ملذات الدنيا و خيراتها.

ثالثا، الشرع الحنيف لم يأمرنا بتقديس الدعاة و اتباعهم في كل شيء، فنحن نوقر علمــاءنا و نجلهم، لكن بطبيعة الحال نضع ما يقولون في ميزان الشرع فإن وافق الشــرع نأخــذ به و إن خالفه نطرحه، و هكذا كل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم.

رابعا، هناك فرق بين علماء السلاطيـــن و المــال الذي يبيعون دينـــهم بعرض من الدنيــا و يلهثون وراء المال و الدنيا، و هؤلاء رضوا بالحياة الدنيا و اطمأنوا بها و بالتالي لن يكون لهم في الآخرة نصيب إذا لم يتوبوا، و بين علماء آخرين ربانيين يسعون إلى خدمة دين الله بكل ما أوتوا من قوة، حتى إنهم يضحون بأوقاتهم و أموالهم و حريتهم و أنفسهم من أجل نشر الدعوة و تفقيه الناس.

إذن لا ينبغي أن نجعل كل من يدعي العلم عالما، فالعالم الرباني لا يكون كذلك إلا إذا كان عاملا بما يقول مخلصا لله، فهناك الكثير ممن ينسبون أنفسهم إلى أهل العلم و هم أبعد عن ذلك لأنهم يقولون ما لا يفعلون، حيث تجد همهم الوحيد البحث عن الشهرة و كسب الأموال.

و ختاما أقول، إننا نعيش في عصر كثرت فيه الفتن و التبس الحق بالباطل، و انتشرت أفكار الغلاة الذين حرفوا الدين باسم الدين كما هو شأن بعض التيارات السلفية المتشددة، كما انتشرت أفكار الجاهلين الذين يحاولون تفسير الدين على حسب أهوائهم و نزواتهم كما هو شأن العلمانيين. و لمواجهة هؤلاء الفتانين وجب علينا التمسك بعلمائنا الأجلاء و السير خلفهم حتى نحفظ ديننا و دنينا.

 

 يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين). رواه البيهقي.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات