أخبارنا المغربية - و م ع
توجه، صباح اليوم الأربعاء، الفوج الأول من الحجاج المغاربة إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج برسم موسم الحج لسنة 1435 ه.
وقبل مغادرتهم مطار الرباط - سلا، استمع حجاج هذا الفوج، الذي يتكون من 480 حاجا وحاجة، إلى الرسالة السامية التي وجهها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى الحجاج المغاربة، والتي تلاها السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
واستحضر جلالة الملك في هذه الرسالة ما يقتضيه المقام من توجيهات وإرشادات سامية، من فقه للأحكام واستعداد نفسي لأداء هذه الفريضة بسننها وآدابها، وفي مقدمة ذلك، التحلي بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة، والتسامح والتسامي عن سفاسف الأمور، وترويض النفس عن التجرد من الأنانية والشهوات الفانية، والتركيز على العبادة الخالصة لله، والتنافس في إتيان الطاعات، والمداومة على التسبيح والتكبير والاستغفار.
وأبرز جلالة الملك أن الله شرع فريضة الحج، باعتبارها جامعة لكل صور العبادة، "فهي تجسد التوجه إلى الله، والإقرار بوحدانيته، والشكر على نعمه، والاستغفار من الذنوب، والتوبة النصوح عن كل خطيئة أو حوب. كما تمكن المسلمين، فضلا عن ذلك، من اجتماعهم الديني السنوي من كل حدب وصوب، ليقبلوا على التعارف في ما بينهم، وتمتين عرى التضامن والتعاون، وتجديد أواصر الوحدة والإخاء بينهم بما يقتضيه ذلك من نبذ الخلاف والتطرف والإقصاء".
وذكرت الرسالة المكية السامية حجاج بيت الله الحرام "بواجب تمثيل بلدكم المغرب في هذا الموسم الديني الحافل، بما هو معروف عن بلدكم، من هوية ثقافية عريقة، وحضارة إسلامية أصيلة، وتشبث بمقدساته في الوحدة الدينية والمذهبية، القائمتين على الوسطية والاعتدال. وفي الوحدة الوطنية والترابية، والتعلق بالملكية الدستورية، وبالتعبئة المتجددة وراء قيادة عرشكم في ولاء وإخلاص، للبيعة الوثقى التي لا انفصام لها، لملككم الساهر على وحدتكم وأمنكم وطمأنينتكم".
وبعد أن ذكر أمير المؤمنين بالتدابير التنظيمية، الهادفة إلى توفير الأمن والأمان والانضباط التام، التي تتخذها السلطات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، دعا جلالة الملك الحجاج المغاربة لأن يكونوا "خير من يمتثل لهذه التدابير ويحافظ على احترامها، علاوة على وجوب الالتزام باتباع الترتيبات والتنظيمات التي اتخذها في هذا الشأن وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي ما فتئ يعمل على تحسين الظروف واتخاذ الوسائل الناجعة، لتوفير راحتكم في التنقل والإقامة، والرعاية الصحية، والمتابعة الإدارية اللازمة، تنفيذا لتعليماتنا الملكية السامية".