محمد المودني
خبر زيارة زعيم المجرمين الخمسة وقائد الانقلاب الإجرامي التاريخي في مصر العربية الشقيقة للمغرب أحدث لغطا لا حدود له على المنابر الإعلامية المحررة التقليدية منها والعصرية المتطورة وفي زوايا الإدارات العمومية والشبه العمومية وعلى طاولات المقاهي .. آراء ، وآراء مضادة سياسية ومحايدة تتساقط بغزارة ذات اليمين وذات الشمال .. الرتيبة والمملة بل والمقززة للنفوس منها هي تلك التي توزع همسا أو جهرا باسم السياسة لأنها كغيرها المألوفة مثقلة وطافحة بالتضليل وبالنفاق وبالاستهجان:
فهل مازلتم ، يامعشر المنافقين ، توهمون أنفسكم وتوهمون معكم المستضعفين من المغاربة بأنكم فعلا تعيشون وتعايشون ديموقراطية باسمها وبقانونها تحكمون البلاد ، أو تعبرون بصدق وبكل حرية عن آرائكم المتعارضة والمعارضة ؟؟
فهل باستطاعة أحد من أشباه السياسيين ( من أقصى اليمين إلى أقرب يسار ) والمثقفين والإعلاميين والعلماء - في السلطة أم خارجها - فيبلدنا،كمافيكلالوطنالعربي،أن يرفض ولو شفويا هاته الزيارة وشبيهاتها وكل ما له صلة بها أو حتى أن يعبر عن عدم رضاه عنها .. حتى ولو في نومه العميق على سريره الخاص في عمق غرفته الخاصة ؟؟
فلا شخص واحد من هؤلاء الساسة والمثقفين والإعلامين والمحللين المزيفين المقربين والشبه المقربين وحتى المبعدين أو المغضوب عليهم حاول اطلاعنا في المغرب العميق من قريب أو من بعيد بما يشبه الصدق عن النوايا الحقيقية لسيسي مصر العربية العظيمة الشقيقة وراء زيارته هاته الغير المرغوب فيها شعبيا خصوصا وهو بالتأكيد يعلم – كما هو مفترض - أن السواد الأعظم من المغاربة الأصليين عربا وأمازيغا مسلمين وغير مسلمين يرون فيما قام به من انقلاب دموي على المؤسسات الشرعية لنظام الحكم التي أسسها وأقامها بدمائها الشعب المصري العظيم بعدما اختلق بمعية مهندسيه الداخليين وأسياده الخارجيين مبررات انقلابه الشيطاني :
هل هي لفك ولو اليسير من عزلته الشخصية المادية والمعنوية وحتى النفسية الخارجية قبل الداخلية ، أم هي سياسة دنيئة خبيثة يستهدف من خلالها بإشارة من أحد أو من كل عرابيه الملعونين في السماء وفي الأرض بزعزعة استقرار بلدنا ( ... ) ؟؟
كل المغاربة الحقيقيون مهما تواضعوا ومهما كانت بساطتهم فهم أذكى وغيورين على وطنهم أكثر وأعظم من أقزام السياسة والسلطة والثقافة والإعلام .. يعلمون أن الوهم والخيال كانا ومازالا من كبائر مسببات تخلفنا المطلق لكونهما هما كما كانا دائما قاطرة ورافعة الفساد .. الفساد الأخلاقي والفساد السلطوي والسياسي والاقتصادي والفساد الإداري والأمني والإعلامي ،، فالفساد الاجتماعي .. فإلى متى سيبقى صقور و"حمائم " منظومة نظامنا يضحكون على ذقونهم وهم معتقدون بأميتهم أنهم يضحكون على ذقون المغاربة ، إلى متى سيستمر غباؤهم باستغباء واستغفال الشعب ، إلى متى سيستمر هذا النزيف الأخلاقي ؟؟