أخبارنا المغربية - و م ع
أكدت المملكة المغربية، أن الصين والعالم العربي قادران على "بلورة فضاء متميز للتكامل والتعاون الدوليين، يسوده السلم والأمن والتعايش والحوار بين المجتمعات الناهضة".
وقال الكاتب العام لوزارة الثقافة، السيد محمد لطفي المريني، في كلمة المغرب خلال منتدى بين وزراء الثقافة في الصين والدول العربية، أقيم في إطار فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية المنظمة حاليا بالصين، إن "تواجد الصين والبلدان العربية في قلب التحولات الاقتصادية الكبرى وفي خضم المعادلات الجيوسياسية العالمية"، يجعل منطقتيهما قوة اقتصادية وسياسية وإبداعية مؤثرة.
وأوضح السيد المريني، أن بإمكان الجانبين، عبر توظيف ما يتوفران عليه من مؤهلات "ضمان الأمن والسلم والاستقرار وفرص التنمية على نطاق عالمي واسع"، مضيفا أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى "ابتكار طريق، ولربما طرقا ومسالك جديدة، لتدعيم أسس التنمية في شتى أقطار المعمور بما يثبت أواصر الصداقة والتعاون والتبادل المتوازن بين الدول". وشدد على أن العالم يحتاج أيضا إلى "الأدوار الإيجابية والمقاربات الخلاقة لمنطقتينا الصينية والعربية خصوصا، في بناء مستقبل أفضل للبشرية، في عالم متغير بمخاضات وتحديات اقتصادية وسياسية وعسكرية بالغة الدقة".
وقال السيد المريني إن المغرب، ذي المشارب المغاربية -العربية والأفريقية والمتوسطية، يعي جيدا أهمية الثقافة والإبداع في رص قواعد السلم وتكريس مناخ الاستقرار والتنمية، ويتقاسم مع المشاركين في المنتدى "معاني وأبعاد الإسهام في بناء مشروع الطريق الجديد للتنمية المشتركة". وذكر بما جاء في الخطاب الملكي السامي الأخير، بمناسبة ثورة الملك والشعب، من أن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي نهجها المغرب، الذي يحتاج لبعض الجهود فقط للانضمام للبلدان الصاعدة، قد عززت مكانته كمحور للمبادلات الدولية، الأمر الذي تعكسه الشراكات المثمرة التي يقيمها مع الدول العربية والأفريقية، والوضع المتقدم الذي يربطه بالاتحاد الأوربي، واتفاقيات التبادل الحر مع عدد كبير من الدول، إضافة إلى الشراكة الاستراتيجية التي يعمل على تعميقها مع روسيا، وتلك التي هو بصدد بلورتها مع الصين.
ويعد منتدى وزراء الثقافة بالصين والدول العربية من أبرز الفعاليات التي تشهدها الدورة الثالثة للفنون العربية.
وتصادف هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "أزهار متفتحة على طريق الحرير"، بتعاون بين وزارة الثقافة في جمهورية الصين الشعبية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى التعاون العربي الصيني.
ويتوخى المنظمون من وراء هذه التظاهرة توسيع مبدأ التبادل وتعزيز الصداقة بين الشعبين العربي والصيني، إضافة إلى "تسطير صفحة جديدة لروح طريق الحرير".
وتنظم تظاهرات الدورة بأربع مدن، هي بكين كموقع رئيسي، وشيئان (منطقة شانشي) ونيتشوان (منطقة نينغشيا) وتشيوانتشو (منطقة فوجيان) كمواقع فرعية، وذلك بمشاركة حوالي عشرة من المدن والمناطق الصينية.
وبعد المنتدى، حضر وزراء الثقافة العرب افتتاح معرض اللوحات التشكيلية التي أنجزها فنانون عرب شاركوا في ورشة، خلال رحلة إبداعية فنية في الصين، نظمت بين 5 و 26 من غشت المنصرم، تحت عنوان "الإحساس بروح الصين".
ويتضمن هذا المعرض لوحة للتشكيلي المغربي عزيز سيد، الذي شارك في الورشة.
وإضافة إلى ذلك يتضمن المهرجان معرضا للتراث الثقافي، يشارك فيه المغرب ب 74 قطعة، من مختلف المتاحف المغربية، ما يعد أكبر مشاركة في المعرض.
يذكر أن الدورة الأولى للمهرجان نظمت في 2006 بمدينتي بكين ونانجينغ، بينما نظمت الدورة الثانية عام 2010 بمدينتي بكين وشانغهاي.