أخبارنا المغربية
القاهرة ــ وكالات
قالت مصادر مصرية مطلعة إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيرى خلال لقاء جمعه به السبت في القاهرة أن المواجهة مع الإرهاب لابد أن تكون شاملة لكل جماعات الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك جماعة الإخوان التي تصنّفها القاهرة جماعة إرهابية.
واضافت المصادر أن كيري لم يبد اعتراضه على الأمر لـ"وجاهته" أولا وثانيا لأن واشنطن تعول كثيرا على دور القاهرة في الحرب على الإرهاب التي يتصدرها الاهتمام بقتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط في العراق وسوريا.
واستقبل السيسي كيري بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري.
وبدا خلال هذا اللقاء أن واشنطن وضعت وراء ظهرها مخلفات الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين التي أعقبت عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في 2013، لأنها لا يمكن أن تستغني على دور مصر الاساسي في مواجهة جملة التعقيدات السياسية والأمنية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية وباقي الحركات المتطرفة التي تتحالف معه أو تلك الشبيهة به والتي تتبنى نفس منهجه المتطرف الذي يسعى لإكراه الناس على اتباعه بقوة السلاح وقتل كل ما يخالفه الرأي.
وبالإضافة الى انتشاره في العراق وسوريا، يهدد تنظيم الدولة الإسلامية بالانتشار في منطقة شمال افريقيا مع تنامي الجماعات الإرهابية المتطرفة في مصر وليبيا وتونس والجزائر ومالي وعدد من دول غرب افريقيا.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري السبت في مؤتمر صحفي مشترك مع كيري أن هناك علاقات بين تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا وجماعات متشددة أخرى في المنطقة داعيا إلى تحرك دولي لمواجهة هذا الخطر.
وقال إن الجماعات المتشددة في المنطقة تشترك في نفس الفكر ويتعين التعامل معها على أساس ذلك.
وقال شكري "إننا نرصد العلاقة بين التنظيمات الإرهابية... في النهاية هذا فكر.. من الناحية الأيديولوجية هو فكر مرتبط على مختلف الصور.. إنها (أيديولوجية) تعبر حدود الدولة وتعمل على دحر فكرة الكيان القومي في الأوطان (التي تنشط فيها) والعمل على إزالة هذه الدول من أجل أن يسود هذا الفكر المتطرف الإقصائي."
وأضاف "نتصور أن هذا القضاء على الإرهاب هو مسؤولية جماعية لكافة أعضاء المجتمع الدولي.. لابد أن تتخذ خطوات أكيدة وصادقة لهذا الهدف."
وقال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إن بعض الدول العربية اقترحت في محادثات جدة الخميس توسيع نطاق الحملة على الدولة الإسلامية لتشمل محاربة جماعات إسلامية أخرى.
وسترحب مصر بأي تحرك يزيد من عزلة جماعة الإخوان المسلمين التي نحاها الجيش المصري عن السلطة العام 2013.
ويخشى مسؤولو الأمن المصريون من أن تكون بلادهم في مواجهة خطر مشترك من متشددين مصريين وراء الحدود في ليبيا وجماعة أنصار بيت المقدس في سيناء وهي أخطر الجماعات المصرية المتشددة. ويرتبط المتشددون المصريون في ليبيا وسيناء بالدولة الإسلامية أو يستلهمون أفكارها.
وقال شكري "نحن ندعم كل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب ونعمل على دعم هذه الجهود واتخاذ الإجراءات التى تؤدي إلى القضاء على الظاهرة بشكل كامل سواء كانت في العراق أو ليبيا أو في أي مكان من أرجاء العالم العربي."
ومنذ ان ظهر تنظيم الدولة الإسلامية أعلنت جماعات متطرفة في تونس وليبيا على وجه التحديد صراحة بيعتها للتنظيم ولزعيمه أبوبكر البغدادي.
وأدت هذه التطورات اللافتة في استقواء شوكة الإرهاب في شمال إفريقيا إلى مزيد التنسيق بين دول المنطقة في محاولة لتجميع القدرات على التصدي له والتوقي من خطره قبل ان يتضاعف ويشتد أكثر على شاكلة ما يحصل في العراق وسوريا.
وتكثفت الجهود الدولية للتصدي للتنظيم المتطرف هذا الاسبوع مع قيام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيارة الى العراق الجمعة وجولة بداها كيري الاربعاء في بغداد وقادته الى عمان وجدة وانقرة كذلك.
ووصل كيري الى القاهرة السبت في اطار جولة في المنطقة تهدف الى تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية التي اعلنت واشنطن انها في حالة "حرب" معه، وهو تحالف لا يستبعد أن يتطور الى مواجهة الجماعات الإرهابية في عموم منطقة الشرق الأوسط.
واعلن مسؤول اميركي يرافق كيري في جولته امام صحافيين "احدى المسائل التي نسعى اليها هي ان تتخذ المؤسسات الدينية في مصر موقفا ضد تنظيم الدولة الاسلامية وان تقول ذلك في خطب الجمعة".
وعبر هذا المسؤول عن "مخاوف (المصريين) من المقاتلين المتطرفين الاجانب" الذين يقاتلون في سوريا والعراق، وهو موضوع ستبحثه الجمعية العامة للامم المتحدة خلال عشرة ايام.
وتناول اللقاء بين الرئيس المصري ووزير الخارجية الأميركي، استمرار مصر في إرساء دولة الديمقراطية واستكمال الخطوة الثالثة من خارطة الطريق، وأكد السيسي لكيرى التزام مصر بإجراء الانتخابات البرلمانية وتحسن الأوضاع الداخلية.
كما بحث الطرفان عددا من القضايا الإقليمية والدولية مثل قضية النزاع العربى الإسرائيلى والوضع في ليبيا والعراق وسوريا، وتفعيل العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة الأميركية.