عبد الجليل الحداد
في بداية التسجيل عند دخولك مع باب الجامعة أيا كانت تلاقي أول ما تلاقي طلبة وطالبات تملأ وجوههم الإبتسامة ومحياهم البهجة والسرور، يحملون على صدورهم شارات مكتوب عليها " استقبال الطالب الجديد " يحسبهم البعض من موضفي الإدارة! والبعض الآخرطلبة مستخدمين لديها...
ونحن داخل كلية العلوم إذا بفاطمة تسأل خالد : مذا يفعل هاؤلاء تركوا أغراضهم ويقضون أغراض الناس؟ هذا شيئ غير طبيعي ! لابد أنهم يتقاضون أجورا عالية...
يجيب أحمد : دعك منهم هؤلاء حذرني أبي منهم إنهم طلبة يقضون أغراض الناس لستقطابهم فقط...
دعك من وخالد وفاطمة اسمعني أسألك مالسبب الحقيقى الذي جعلك أنت تنتقل من بلد قد يكون يبعد مئات الكيلومترات عن الجامعة لكي تتم دراستك؟
ثم ما السبب الحقيقي الذي ترك الأنصار يستقبلون المهاجرين هل هو حب الإستقطاب وقد كان المهاجرون مسلمين بل لهم السابقة في ذلك فهل نتهمهم هم الآخرين بالإستقطاب أم هي دوافع ومعاني سامية لا يفهمها من غيرت فطرته السليمة؟
إنها معاني النصرة والهجرة :
· معاني الهجرة :
يتكبد العناء كثير من الطلاب كي يتموا دراستهم بعيدا عن أهلهم وذويهم، وفي هذا معنا من معاني الهجرة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الإمام البخاري " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر مانهى الله عنه الله" وهجرة الجهل إلى طلب العلم من أسمى هجرات ما حرم الله إلى ما أوجب الله، في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم."
· معاني النصرة :
في بداية شهر شتنبر من كل سنة يترك الكثير من الطلبة أغراضهم الشخصية وهمومهم الذاتية في سورة منيرة لأسملى سور التطوع ونكران الذات ، يأتون ليس لاستقطاب الطلاب ولكن لتمثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الكبير وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أوتقضي عنه ديناً، أوتطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل. والحديث حسنه الألباني -رحمه الله-
يأتون لوضع أول لبنات مجتمع العمران الأخوي، مجتمع تحقق في الجيل القرآني حينما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الأنصار والمهاجرين فكان الأنصاري يعرض كل ما يملك لصاحبه حتى زوجاته يقول له إختر أيهن أعجبتك ،سورة ستبقى خالدة في التاريخ يزيدها بهاءا تعفف المهاجين فكان الواحد منهم يعرض ملكه والآخر يجيب "دلني على السوق" ،إنه المجتمع الذي على سفينته بلغ الإسلام مشارق الأرض ومغاربها.
من هنا يتبين أن استقبال الطالب الجديد لبنة من لبنات مجتمع العمران الأخوي المنشود وتحقيق عملي لمعاني الهجرة والنصرة.