أخبارنا المغربية
ماهي شروط ذبح الاضحيه ؟ الأضحية من أهم الشعائر الإسلامية في عيد الأضحي . و من الطاعات و التقرب إلي المولي عز و جل . و إمتثال أوامره و نواهيه لذلك فهي مشروعة في الدين الإسلامي . لذلك يجب علي المسلم إلي أهميتها الكبري و فيما يلي سنلقي نظرة سريعة عن هذه الشعيرة الهامة .
و في هذا الصدد نود ذكر مايلي :
تشير الأضحية إلي الحيوانات من الإبل و البقر و الغنم إبتغاء التقرب إلي الله و تتم الأضحية خلال نهار يوم عيد الأضحي حتي أخر يوم من أيام التشريق ( 13 ذو الحجة ) . و مع عقد نيه تقديم الأضحية إلي الله . و هي عبادة مشروعة في الكتاب و السنة لقوله تعالي : ” فصلي إلي ربك و أنحر ” ( الكوثر 2) و أما في السنة فقد قال النبي صلي الله عليه و سلم ” من ذبح بعد الصلاة تم نسكه ، أصاب سنة المسلمين ” رواه البخاري .
و يذكر في السيرة النبوية أن النبي صلي الله عليه وسلم ، ضحي بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، و سمي و كبر ، وضعه علي رجله صفاحهما ” متفق عليه .
حكم الأضحية في الإسلام :
و قد أجمع جمهور العلماء أن الأضحية سنة مؤكدة ، و من شعائر الدين الإسلامي . و ذلك لأن المصطفي صلي الله عليه و سلم واظب علي فعلها و لم يتركها . و قد قال صلي الله عليه و سلم عن أم سلمة ” إذا دخلت العشرة ، و أراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره و بشره شيئا ً ) رواه مسلم . و هذا من أجل إهتمام المسلم أن لا يترك الأضحية طالما له القدره ، لما فيها من طاعة وعبادة و شكر لله .
شروط الأضحية في الإسلام :
الشرط الأول :
أن تكون من بهيمة الأنعام و هي الإبل أو البقر أو الماعز أو الضأن . لقوله عز و جل ” و لكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا إسم الله علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام ” ( سورة الحج 34 ) . و لقوله صلي الله عليه و سلم ” لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا إن تعسر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ” رواه مسلم . و المسنة هي الإبل و البقر و الغنم . لم يذكر أنه صلي الله عليه و سلم أنه لم يضحي بغير هذه الأجناس و لا أمر أصحابه بأن يضحوا بغيرها ، و واجب إتباعها .
الشرط الثاني :
أن تبلغ الأضحية السن الشرعي .و أن تكون من الإبل أو البقر أو الماعز أو الضأن لقوله صلي الله عليه و سلم ” لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا إن تعسر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ” رواه مسلم . و الثني في الإبل هو ما تم خمس سنوات . و الثني في البقر هو من له سنتين ، و الثني في الغنم ما تم عام واحد ، و الثني في الضأن ما تم نصف عام . و يفضل الإنفراد بالذبيحة أفضل من الإشتراك مع غيره فيها .
الشرط الثالث :
أن تكون خالية من العيوب و الأمراض التي تمنع ذبحها .و هذه العيوب وارده في حديث عن البراء ابن عازب رضي الله عنه مرفوعاً ( أربع لا تجوز في الأضاحي ) و في رواية أخري ( لا تجزي ) ( العوراء البين عورها ، و المريضة البين مرضها ، و العرجاء البين ضلعها ، و الكسيرة التي لا تنقي ) و جاء في رواية أخري ذكر العجفاء بدل الكسيرة. و رواه أصحاب السنن بسند الصحيح .
و هناك عيوب مكروه و لكنها لا تمنع الجزاء يفضل أن تخلو الأضحية منها تماماً مثل أن يكون القرن مقطوع أو الأذن ، و الأفضل في الأضحية أن تتمع بصحة كاملة و كثر اللحم و غلاء الثمن لقوله تعالي ” ذلك من يعظم شعائر الله لإنها من تقوي القلوب ”
( الحج 32 ) . و قال إبن عباس رضي الله عنه ” تعظيمها ، إستسمانها ، إستحسانها ”
الشرط الرابع :
أن يتم ذبح الأضحية في الوقت المعروف شرعاً ، و يبتدئ من بعد صلاة العيد و من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله . كما في حديث البراء رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و سلم ” إن أول ما نبدأ به في يومنا هو أن نصلي ، ثم نرجه فننحر ، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ، و من نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك شيئاً” رواه البخاري . و في رواية أخري ” من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه و من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه و أصاب سنة المسلمين .”
و يمتد وقت الذبح إلي حتي غورب شمس اخر يوم من أيام التشريق و هو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون مدة الذبح أربعة أيام . لقوله صلي الله عليه و سلم ” كل أيام التشريق ذبح ” رواه أحمد و حسنه الألباني .
الشرط الخامس : يجب أن تكون الألة حادة و أن يحمل عليها بقوة . لقول النبي صلي الله عليه و سلم ” و ليحد أحدكم شفرته ، و ليريح ذبيحته ”
الشرط السادس : ما تقوله عند الذبخ ، يستوجب البدء بإسم الله و ذلك لقوله تعالي ” لا تأكلوا مما لا يذكر إسم الله عليه ” ( الأنعام 121 ) و قد قام النبي صلي الله عليه وسلم عند ذبح كبشين يوم عيد الأضحي قال ” اللهم منك و لك عن محمد و أمته ، بإسم الله و الله أكبر ، ثم ذبح ” رواه أبو داود . و توجيه الذبيحية إلي القبلة لأن الرسول صلي الله عليه وسلم ما ذبح ذبيحة أو نحر هدايا إلا وجهه إلي القبلة .
الشرط السابع :
تقسيم الأضحية ، السنة في الأضحية أن يقسمها إلي ثلاثة ثلث له ، و ثلث لأهله ، و ثلث يتصدق به . و ذلك لحديث إبن العباس رضي الله عنها ، أن النبي صلي الله عليه و سلم قال ” و يطعم أهل بيته الثلث ، و يطعم فقراء جيرانه الثلث ، و يتصدق علي السؤال بالثلث ” ( ذكره ابن قدامه في المغني و قال رواه الحافظ أبو موسي الأصفهاني و قال حديث حسن . ) و لقوله تعالي ” فكلوا منها و أطعموا القانع و المعتر ”
و يحرم بيع شئ من الأضحية حتي شعرها و جلدها و كذلك يحرم إعطاء الجزار منها شئ لو علي سبيل الأجرة لحديث علي رضي الله عنه ” قال امرني رسول الله صلي الله عليه و سلم أن أقوم علي بدنه و أن أتصدق بلحمها و جلودها و أحلتها و أن لا أعطي الجزار منها قال نحن نعطيه من عندنا ” ( رواه البخاري و مسلم ) .
الشرط الثامن :
من المكروه أن تذبح و الإبل / البقر تنظر و تؤلمها عند الذبح بكسر رقبتها أو قدمها في البداية. فالبقر و الغنم يستحب ذبحه بعد إضجاعه علي جانبه الأيسر موجه إلي القبلة و لحديث عبد الرحمن بن سابط ” أن النبي صلي الله عليه و سلم و أصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليسري قائمة علي ما بقي من قوائمها ” رواه أبو داود .
نشكر جريدتنا على اهتماماتها بهاته المواضيع لانها حقا تحتاج للتوضيح