جزّارون في طنجة يستنكرون غلاء أسعار اللحوم ويعلنون تضامنهم مع المواطن المغلوب على أمره

مأساة.. سيدة مسنة تعاني من الزهايمر تبحث عن عائلتها في طنجة

في أول أيام فصل الشتاء.. أمطار الخير تزين شوارع مدينة تطوان

أخنوش: نعول على مواكبة محطة الصويرة موكادور السياحية للأحداث الكبرى المقبلة ببلادنا

دفاع المتهمين في قضية "إسكوبار الصحراء" يرفض الكشف عن تفاصيل الملف..القضية عادية والإعلام ضخمها

مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للأمن الوطني تنظم أياما تواصلية بطنجة

خطة القرآن للعلاقات الإنسانية

خطة القرآن للعلاقات الإنسانية

المرتضى إعمراشا

 

قال ربنا : وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ .
تحدث القرآن الكريم عن الإختلاف وجعله آية من آيات الله، التي ندب الفرد والمجتمع للتأمل فيها، كدلالة على غنى كوكبنا، وتنوعه، بما أودعه فيه من سمات وصفات مستقلة، لكل عنصر فيه. فيخلق لنا هذا الفهم نظرة قرآنية مغايرة، خاصةً، إذا إستوعبنا محدد العلاقة التي وضعها الكتاب الكريم، فيما بيننا وبين الأمم والشعوب الأخرى، إذ يقول : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ، والناس قرآنيا تعم كل مسلم وغير مسلم ، وقوله إن أكرمكم عند الله أتقاكم مشيراً إلى أن هذا مما اختص به الله وحده " هو أعلم بمن اتقى " ، فجعلت الآية المعرفة والتعارف أصلا في العلاقة بالغير، و صيرته منظومة مجتمعية، متكاملة، لجميع الأمم، لا يمكن لأي فرد أو جماعة أن تنفيّ حاجتها إليها، خاصة وأن التنزيل الحكيم، بين لنا أننا كبشر، نشارك هذا الكون مع أمم أخرى، لا تقل أهمية عنا، ولا غنى لنا عنها، فقال: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ . هذا التعبير البياني يؤسس لعلاقة مترابطة، متواصلة، بين جميع سكان هذا الكوكب، مبدأها كسب المعارف عبر التعارف، وتنويع المدارك بجعل علاقتنا بمحيطنا مبنية على تنمية الرصيد المعرفي، مستنهظاً رغبة المعرفة في النفوس السائحة في الأرض ، وما أكثر الأيات التي تأمرنا بالسير في الأرض وسبر أغوارها وإستكشاف أسرارها ، و هذا كله يرشدنا أن الآخر المختلف معنا دينياً وعرقياً ولغوياً، هو مادة علمية من ناحية إختلافه معنا، ويوجهنا إلى كون المجتمع الأكثر إختلافاً، وتنوعاً، هو الأحرى به أن يكون أكثر معرفة ، وهذا ما تطبقه كثير من القنوات الوثائقية ، التي نتعلم منها أساليب عيش غيرنا من البشر، وخصائص هويتهم ، دون أن يتدخل الفيلم الوثائقي في تقييم هذا المجتمع أو ذلك ، وهذا ما يريده القرآن الكريم، الذي نهى خير عباده عن السيطرة على الغير، لذلك فالمساحة المفتوحة لأجيال اليوم، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وغيرها، للتعارف، هي بالأساس، تخدم هذه النظرة القرآنية، المعرفية، فيجب أن تكون حافزاً لحوار الحضارات، لا لصدامها وخلق الحروب الإقليمية والأهلية
.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات