أخبارنا المغربية - و م ع
أكد أحمد توفيق الزينبي مدير النهوض بحقوق الإنسان بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمس الجمعة بالحسيمة، أن البناء الديمقراطي يتطلب انخراط كافة الفاعلين الاجتماعيين بما في ذلك الأحزاب السياسية و المجتمع المدني وعموم المواطنين .
وأوضح السيد الزينبي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش المنتدى الجهوي حول "الحقيقة ، التاريخ والذاكرة على ضوء حقوق الإنسان " ، أن هذه المهمة ليست موكولة للدولة وحدها ، بل إنها تتطلب انخراط كافة الفاعلين الاجتماعيين .
وبخصوص القيمة المضافة للتجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية ، قال الزينبي إن خصوصية هذه التجربة ، التي ترتكز على أربعة محاور أساسية (الحقيقة والعدالة وجبر الضرر وضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي ) ، تكمن في كونها نابعة من المجتمع المدني .
وأشار إلى أن المغرب راكم اليوم عدة مكتسبات ونقط قوة في مجال حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية ، وهو ما أثار اهتمام بعض الدول لاستلهام النموذج المغربي .
من جانبها، سجلت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الحسيمة الناظور سعاد الإدريسي أن تنظيم هذا المنتدى الجهوي يتزامن مع الذكرى العاشرة لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة ، ما يمثل فرصة للوقوف على حصيلة هذه التجربة ، وتسليط الضوء بشكل موضوعي حول إنجازاتها ، وتعزيز الحقوق والمكتسبات وتصحيح الاختلالات المسجلة .
وتابعت أن المغرب عرف منذ سنوات التسعينيات دينامية كبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي وفي مجال حقوق الإنسان ، وهو ما توج بإطلاق مبادرات تهدف إلى توسيع الحريات وترسيخ المرجعية العالمية لحقوق الإنسان ، مشيرة إلى أن سلسلة من المشاريع الرامية إلى حفظ الذاكرة رأت النور مؤخرا بمنطقة الريف .
واعتبر الجامعي إسماعيل الجباري الكرفطي من جهته أن النقاش حول حقوق الإنسان لم ينته بعد ، على اعتبار أن عددا هاما من القضايا لا زالت عالقة وأن كثيرا من التحديات ينبغي رفعها .
ويمثل هذا اللقاء ، الذي يندرج في إطار التحضير للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان المزمع تنظيمه بمراكش أواخر نونبر المقبل ، مناسبة لإبراز المحاور الأساسية التي سيناقشها المشاركون في هذا الحدث ، كما يروم فتح نقاش حول أهم الأسئلة التي رافقت التجربة المغربية للعدالة الانتقالية في ترابطها بمسار البناء الديمقراطي .
وعلى هامش المنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان الذي سينظم بمراكش، ستقدم اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الحسيمة الناظور تجارب الجمعيات الحقوقية واالتنموية العاملة في مجال تدوين التاريخ الشفوي وحفظ الذاكرة . كما ستنظم معرضا لمنتجات تعاونيات منطقة الريف في مجال الاقتصاد التضامني .