أخبارنا المغربية - و م ع
قال رامون بيسكيس وهو ناشط حقوقي كاطالوني ، إن احتجاز محجوبة محمد حمدي داف من قبل "البوليساريو" منذ الصيف الماضي، "انتهاك جسيم للمبادئ الاولية لحقوق الانسان التي هي حرية اختيار مقر الاقامة والتنقل"، مؤكدا أنه يتعين على المجتمع الدولي ولاسيما الهيئات الدولية المكلفة بالدفاع عن حقوق الانسان ، التدخل لفك الاحتجاز عن هذه الشابة التي تحمل الجنسية الاسبانية.
وأوضح بيسكيس في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الوقفة التي نظمتها جمعيات مغربية وإسبانية في مدينة تيراسا (شرق برشلونة) أول أمس السبت ، من أجل التنديد باحتجاز محجوبة محمد حمدي داف والمطالبة بإطلاق سراحها ، أن "البوليساريو" ، باحتجازه لهذه الشابة ، يؤكد صدقية التقارير الدولية غير الحكومية التي ما فتئت تدين الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي تقترفها الجبهة بحق عشرات الآلاف من سكان مخيمات تندوف.
وأشار بيسكيس الذي سبق أن زار مخيمات تندوف عدة مرات في إطار بعثات إنسانية إسبانية ، الى أنه أدرك منذ مدة أن عددا من قادة "البوليساريو" ليسوا في الواقع إلا عصابات تغتني من المساعدات الدولية التي يعاد بيعها في بلدان الجوار ، على حساب آلاف "اللاجئين" القابعين في هذه المخيمات.
وقال إن موقف الجزائر التي تحمي هذه الطغمة "مخيب للآمال" مبرزا أنه يتعين على الحكومة الجزائرية أن تستجيب للنداءات الدولية من أجل فك الحصار على مجموع ساكنة المخيمات ومنحهم الحق في التنقل ومغادرة المكان في أي اتجاه يرغبون فيه.
وذكر بأنه تراجع عن مواقفه الداعمة ل "البوليساريو" بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها إلى المخيمات ، حيث استمع للعديد من الشهادات التي أقنعته بأن قيادة "البوليساريو" ليست حركة تحرر "بل عصابة للتهريب عابرة للحدود".
وأكد أنه سبق أن شارك في وقفات تضامنية مع المناضل الصحراوي مصطفى ولد سلمى الذي يطالب منذ سنوات بالرجوع الى المخيمات حيث تقيم عائلته ، لكن لازال يواجه تعنت قيادة "البوليساريو" التي لا تقبل أي موقف مخالف لمواقفها.
وخلص الى أن المجموعة الدولية مدعوة اليوم إلى تحمل مسؤولياتها ، والعمل على أن تتمكن محجوبة وسائر الساكنة في مخيمات تندوف بالجزائر من الحصول على الحق في التنقل عبر الحدود بكل حرية ، وممارسة حقهم في حرية الاختيار بين حق الخروج من المخيمات أو البقاء في تندوف كما تنص على ذلك المواثيق والمعاهدات الدولية والاقليمية لحقوق الانسان وحقوق اللاجئين.
يذكر أن عدة جمعيات ومنظمات غير حكومية مغربية وإسبانية بدأت منذ الاسبوع الماضي في تنظيم وقفات احتجاجية بعدد من المدن بجهة كاطالونيا للتنديد باحتجاز "البوليساريو" للشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف.
وقال مؤطرو هذه التظاهرات إن هذه المناسبة ستشكل أيضا فرصة للمطالبة بفك الحصار عن آلاف الصحراويين المحتجزين في المخيمات منذ عدة عقود ، والسماح لهم بالمغادرة دون قيد أو شرط.
وللإشارة فإن محجوبة محمد حمدي داف، التي تعمل منذ أشهر مع مؤسسة "ميري كوري فوندايشن كير" بلندن والتي كانت تعتزم متابعة دراساتها العليا بالعاصمة البريطانية، توجهت إلى مخيمات تندوف في الصيف الماضي لزيارة والديها، لكنه تم تجريدها من جواز سفرها ونقودها لمنعها من العودة إلى أوروبا التي كانت مقررة في 18 غشت الماضي.