أخبارنا المغربية - و م ع
في سياق تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية والرفع من جودتها وجعلها في متناول كافة المغاربة، في القرى كما في الحواضر، انخرطت المملكة في ورش إصلاح المنظومة الصحية عبر مجموعة من الإجراءات التي تروم توسيع العرض الصحي وتقريبه من المواطنين، لاسيما من خلال إحداث بنيات علاجية ومراكز صحية ومستشفيات جديدة تراعي مبادئ القرب والفعالية والجودة في الخدمات المقدمة.
ففضلا عن المجهودات المبذولة من طرف الوزارة الوصية في مجال تحسين ظروف الاستقبال وتكثيف العناية الطبية وضمان الولوج المتكافئ للخدمات الصحية الأساسية، لاسيما بالنسبة للأمراض المزمنة والولادة والمستعجلات، شهدت السنوات الأخيرة إحداث عدد من البنيات الاستشفائية الجديدة بمختلف جهات المملكة.
ويعكس تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الاثنين بعمالة مقاطعات الفداء- مرس السلطان، لمصلحة استقبال المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي محمد بوافي، العناية الخاصة التي ما فتئ جلالته يوليها لقطاع الصحة، من خلال حرص جلالته على تطوير الوحدات الاستشفائية، وضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى العلاجات والرفع من جودتها، خاصة بالنسبة لسكان البوادي والمناطق الشبه حضرية.
وينسجم إشراف جلالة الملك على تدشين هذا المرفق الطبي الجديد، مع أهداف مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى، الذي تم التوقيع عليه أمام جلالة الملك في شتنبر الماضي، والذي يروم تمكين العاصمة الاقتصادية للمملكة من بنية اجتماعية متطورة للقرب تستجيب لحاجيات المواطنين في قطاع الخدمات الصحية.
وسيمكن المركز الاستشفائي الإقليمي محمد بوافي ، الذي أعيد تأهيله وتجديده ، من توسيع الخريطة الصحية بجهة الدار البيضاء، وتأمين خدمات طبية للقرب لفائدة شرائح واسعة من الساكنة، التي سيصبح بإمكانها الاستفادة من خدمات صحية ذات جودة ومن بنية استقبال طبية تتوفر على احدث التجهيزات وبمواصفات عالمية.
ويأتي تجديد هذه المنشأة الصحية في سياق البرامج التي تنهجها وزارة الصحة بمعية باقي الشركاء المؤسساتيين والرامية إلى تمكين المواطن المغربي من الحصول على خدمات صحية ميسرة وذات جودة، وضمان ولوج الفئات الأكثر هشاشة للخدمات الصحية وتوزيعها بشكل عادل على امتداد التراب الوطني، إلى جانب تكريس التكافؤ بين العرض والطلب في العلاجات بالنسبة للأمراض المزمنة.
وبالموازاة مع المجهودات المبذولة في مجال تعزيز البنية التحتية الاستشفائية، تسعى الوزارة الوصية أيضا ، في إطار مقاربة استشرافية ومضبوطة الأهداف، إلى تجاوز النقص الحاصل في عدد الأطر الصحية الكفيلة بمواجهة تزايد طلبات العلاج، خاصة بعد إحداث عدد من المراكز الاستشفائية الجامعية في مجموع جهات المملكة.
وتسعى الوزارة، في هذا المجال ، إلى سد العجز المسجل في الموارد البشرية على مستوى المناطق النائية والقروية، بحيث تركز ضمن استراتيجياتها القطاعية على ضمان العدالة في العرض الصحي ما بين الجهات وما بين الوسطين القروي والحضري، وذلك وفق مقاربة تروم الاهتمام بجميع مناطق المغرب، وتوظيف مزيد من الاطر الطبية وشبه الطبية والإدارية، وتعيينها في المناطق النائية تعزيزا للخدمات الصحية في مجموع التراب الوطني.
ويعتبر تعزيز ولوج الفئات المعوزة إلى العلاجات الطبية، أولوية بالنسبة للوزارة التي تعمل على تقوية قدرات المستشفيات العمومية، وذلك من خلال مدها بالتجهيزات الطبية وعتاد الإسعافات المتنقلة، وبناء وتجهيز عدة وحدات متخصصة في شتى التخصصات الطبية المتنوعة، بهدف تعزيز إمكانيات استقبال البنيات المتواجدة والتكفل بعدد أكبر من الأشخاص المعوزين.
والأكيد أن الرغبة في تحسين ولوج المواطنين المغاربة بجميع فئاتهم الاجتماعية للخدمات الطبية، تتجلى في تعميم نظام المساعدة الطبية (راميد)، الذي سيمكن شرائح واسعة من السكان من الولوج المجاني وشبه المجاني للعلاجات، حيث أصبح بوسع المستفيدين الحصول على الخدمات التي تقدمها 2581 مؤسسة للعلاجات الصحية الأساسية تضعها الدولة رهن إشارتهم، بما في ذلك 2030 مركز صحي? إلى جانب 111 مستشفى محلي وإقليمي و12 مستشفى جهوي و19 مستشفى جامعي.