منظمة النساء الاتحاديات تسلط الضوء على مقترحات قانون الأسرة ورحاب تعلق "طلاق ليلة تدبيره عام"

"صعصع" يثير الرعب في بني مكادة والساكنة تطالب بالتدخل العاجل للسلطات

انطلاق دورات تكوينية لفائدة المنتخبين بجهة سوس ماسة

الوقاية المدنية تنتشل عاملًا إثر انهيار تربة في موقع بناء بمدينة طنجة

افتتاح المعرض الإقليمي للصناعة التقليدية بطاطا

إشارات ضوئية جديدة في طنجة تشعل جدلا واسعا بين المواطنين

المغربي و "النوبة"

المغربي و "النوبة"

حنان فقيري

 

حياتنا اليومية مليئة بمشاهد لسلوكات مواطنين آخرين يتجاوزوننا كلما سنحت لهم الفرصة، عابثين بحقوقنا على بساطتها، متطفلين على حدودنا الخاصة، جاعلين من وجودهم ضرورة و الباقي مجرد إضافة.

أذكر أنني كنت في إحدى المقاطعات منتظرة قدوم موظف، وشدني منظر حشد من المواطنين أمام المكتب المقابل وقد تعالت أصواتهم وكل يدافع عن حقه في الأسبقية. وعلى الدرج صعدت بكل خيلاء سيدة بماكياج صارخ،مرتدية عباية خليجية سوداء ممسكة حقيبة يدها الأنيقة. نظرت بتأفف إلى الحشد ثم اخترقت الجمع،وبصوت غاضب صرخت :"النظام النظام الله إخليكوم"،واصلت الإختراق وصولا إلى الباب،وقفت عنده وبنبرة حازمة طلبت من الجميع الانقسام إلى صفين، صف من الرجال وصف من النساء،وأعلنت أنها ستحرص كل الحرص على دخول الجميع بنظام وهو ما امتثل له الجميع ،فتحت باب المكتب ،غابت دقائق لتعود ممسكة أوراقها الشخصية،وأمام ذهول الجميع مرت من بين الصفين وقد  علت وجهها ابتسامة انتصار خبيثة.

في مشهد آخر،أمام شباك بنكي وقفت مع صديقاتي بانتظار دورنا، تقدمت شابة صغيرة إلى الشباك لتجد سيدا ضخما يتجاوزها ،أخبرته بهدوء أنه دورها ليرد بغضب أنه كان ينتظر دوره بالسيارة،التفتت إلينا الشابة وضحكنا معا، "المرة المقبلة سننتظر دورنا من وراء نوافذ مكاتبنا ما دامت تطل على البنك " قالت صديقتي ضاحكة.

وداخل وكالة بنكية حرص الزبناء على استخلاص أرقام الترتيب وانتظار دورهم. فتح الباب ودلف رجل في الخمسينات من عمره يرتدي بذلة عصرية أنيقة، وفي يده هاتفين محمولين وفي اليد الأخرى مغلف أصفر، تقدم مباشرة إلى الموظف عانقه بحرارة وسارع إلى خدمته. انتبهت سيدة إلى ما يحدث وعنفتهما بشدة، فتجاوزنا نحن الذين ننتظر منذ مدة فيه الكثير من الازدراء والقليل من الاحترام، نظر إليها صاحب البذلة باستعلاء وغادر، طأطأ الموظف رأسه وواصل عمله.

وأمام أي محل ذو شعبية ما إن تمد يدك لأخذ الطلبية حثى تمتد عشرات الأيادي الأخرى وأصوات أصحابها تتعالى للفت انتباه البائع وكل ينسب الأسبقية لنفسه. 

لا أعلم متى تعلمنا أن تخطي الآخرين مسموح به، وأن الطابور خاص دائما بالآخرين. في المرحلة الابتدائية ووصولا إلى المرحلة الإعدادية كان الالتزام بالصف أمام القسم إجباريا، لكن على ما يبدو تسع سنوات لم تغير شيئا من سلوك الكثيرين. في المرحلة الجامعية كان الصعود إلى الأطوبيس مهمة مستحيلة، فلم نكن يوما منظمين، و وسط كل المعارك كنت أصل حتى قلب الأطوبيس دون حثى أن تطأ قدماي الدرج، وكثيرا ما فقدت  أزرار   أكمامي مع كل التدافع . دخلنا بعدها عالم الراشدين لنجده لايختلف كثيرا عن الفوضى التي عرفنا.

تجاوز الآخر هو تنقيص من  كرامته و تهميش لحضوره، والالتزام بالدور هو رقي تعامل، هو سلوك بسيط يغفل عنه الكثيرون  فيقف بيننا وبين التقدم.

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة