أخبارنا المغربية - و م ع
قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء السيدة شرفات أفيلال، اليوم الأربعاء بمورسية (جنوب شرق إسبانيا)، إن المملكة المغربية سلكت، منذ زمن طويل، طريق التحكم في الموارد المائية واعتماد نهج استباقي وتدبير مندمج، عبر وضع استراتيجية مكنتها من تكوين رؤية واضحة إلى غاية سنة 2030.
وأوضحت السيدة أفيلال، في كلمة في افتتاح المنتدى المتوسطي الثاني للماء المنعقد بمورسية بحضور رئيسة المعهد المتوسطي للماء ميلاغروس كوشو غريغوري، ورئيس حكومة جهة مورسية ألبيرتو غاري لوبيز، أن الاستراتيجية الوطنية تتضمن إجراءات تجمع بين تدابير إدارة وتطوير العرض والتدبير الجيد للطلب على الماء والمحافظة على الموارد الموجودة.
وأكدت الوزيرة، في هذا الصدد، أن من بين الأمور التي يستند عليها تطوير هذه الاستراتيجية تعزيز الحكامة الجيدة في قطاع الماء وتماسك وتناسق البرامج والسياسات القطاعية المختلفة من أجل مواكبة دعم التنمية الاقتصادية بالبلاد، إلى جانب تثمين المساواة بين الجهات في هذا المجال.
وأضافت أن المملكة منخرطة، عبر الوزارة المكلفة بالماء، في المسلسل التحضيري لمشاركة المنطقة المتوسطية في المنتدى العالمي السابع للماء، المقرر ما بين 12 و17 أبريل 2015 بدايجو في كوريا الجنوبية، خاصة في إعداد أرضية متوسطية للمعارف والمعلومات حول المياه، التي يعد المغرب من البلدان الرائدة فيها.
وأردفت السيدة أفيلال أن "المملكة المغربية فتحت، أيضا، ورشا حول إعادة صياغة الإطار القانوني لإدارة وتخطيط الموارد المائية، من أجل الحصول على الأدوات اللازمة لتنفيذ استراتيجية المياه الجديدة، التي تروم أن تكون أكثر دينامية".
وأشارت الوزيرة، على المستوى الإقليمي، إلى أن التحديات كبيرة، لاسيما وأن "منطقة البحر الأبيض المتوسط تعاني من محدودية مواردها المائية وتعاني من وطأة آثار التحولات المناخية"، داعية، في هذا السياق، إلى تعزيز "حكامة إقليمية حقيقية" للمياه.
وتابعت أنه "يتعين من أجل ذلك تناسق سياساتنا وتوحيد جهودنا لجمع كل الأفكار، والطاقات، وكل الوسائل، وذلك من أجل التأثير على القرارات التي ستتخذ خلال المنتدى العالمي للماء"، مشيرة إلى أن ذلك لن يتأتى إلا ب"تضامن قوي وفعال" بين بدان ضفتي المتوسط.
وذكرت، في هذا الصدد، بأن الفاعلين الأساسيين في المجتمع المتوسطي للماء بدأوا تعبئتهم خلال المنتدى العالمي الأول للماء، الذي التأم بمراكش في شهر مارس 1997 قبل أن يجتمعوا لأول مرة بنفس المدينة في المنتدى المتوسطي الأول للماء في شهر دجنبر 2011.
وجددت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، من جهة أخرى، التزام المغرب المستمر مع مجتمع الماء المتوسطي، وتعبئته القوي في جميع المبادرات الإقليمية، عن طريق تبادل وتعزيز التعاون في مجال الماء.
ويشارك في هذا المنتدى، الذي ينظمه المعهد المتوسطي للماء، ممثلو عدد من المؤسسات من بلدان أوروبية وشرق أوسطية ومغاربية، ووفد مغربي هام يضم، بالإضافة إلى الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، مسؤولين وأطرا بالوزارة، وخبراء مغاربة بارزين في مجال الماء.
ويتضمن برنامج هذا المنتدى، الذي تتواصل أشغاله إلى يوم غد الخميس، جلسات موضوعاتية حول التدبير المندمج والحكيم للموارد المائية، والتكيف مع التغيرات المناخية، والتقنيات المبتكرة في مجال الماء، والعلاقة بين الماء والطاقة والأمن الغذائي، إضافة إلى الأرضية المتوسطية للمعارف حول الماء وتحسين التعليم والتكوين.