من الشارقة.. العمراني والأشعري يمتعان زوار معرض الكتاب بأمسية شعرية مغربية لاقت استحسان الجميع

ملعب العربي الزاولي يكتسي حلة جديدة قبل انطلاق دوري أبطال إفريقيا للسيدات

وسط تحفيزات الجماهير...لاعبو الرجاء يتوجهون عبر البراق إلى مدينة تطوان

خطاط مغربي كرمه الملك يبهر زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب

المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

المعلم الأجير

المعلم الأجير

العباس الفراسي

شرف مهمة التعليم نابع من نبلها و اهمية رسالتها، لذا اعتبر المعلم مصباح الامة ونبراسها الذي يضيء عتمة الجهل و يذلل الصعاب امام النفوس التواقة الى العلم و انوار المعرفة، ولا يتحقق لشعب ما، ما يريد من السمو و السؤدد و الهيبة و الازدهار الا بأستاذ مهاب الجانب معرفيا و اخلاقيا. اما ان يحتقر و يهان و يذل، فإنما ذلك من اعراض التخلف و الانحطاط الحضاري، و قمة اهانة المعلم ان يكون تحت امرة الجهلة و قليلي التربية و منعدمي الضمير، فيعتبرونه عاملا في ضيعة او اجيرا يتلقى اجرا مقابل مجهود يبذله، و الاخطر هو ان تتشكل هذه الصورة لدى عامة الناس و تترسخ في اذهانهم، فيفقد الاستاذ هويته و يتيه عن مهمته ليصبح من العامة و ينهل من معين انحطاطهم الذي لا يستشعره لأنه لم ينسلخ من اليومي المعيش، فاصبحنا نجد الاستاذ يهتم بالاجور و الاسمنت اكثر من اهتمامه بالعلم و المعرفة، فيقتني البقع الارضية و يتاجر في السيارات المستعملة ليصبح خبيرا في اثمنة العقار و قطع الغيار عوض ان يكون خبيرا في مستجدات الافكار و الكتب و السجالات النظرية المتقدة في الجامعات العالمية.

 لقد تحول معظم رجال التعليم الى مهن اخرى و جعلوا في الكثير من الاحيان مهمتهم ايضا مهنة عندما اصبحوا عبيدا لدى الاباء يدرسون تلامذتهم او تلامذة غيرهم مقابل اجر في البيوت او مدارس خاصة انشاها تجار قضية التعليم في مختلف ربوع الوطن ليحولوا تلك الدريهمات الىرأسمال ميت في مجال البناء و العقار، و يفقدوا رأسمالا حيا يسمى الكرامة و الهيبة. ان اهانة الاستاذ كما نعيشها اليوم من طرف العامة كبنكيران او بلمختار او الداودي، تنطلق من هذه الصورة و هذا التحول من المهمة النبيلة الى الاجير المحتقر، فكيف سينظر رئيس الحكومة الى الاستاذ و هو يشغله كأجير في مدرسته الخاصة، و كيف سيرخص الداودي للأساتذة بمتابعة دراستهم و هم في نظره مجرد سماسرية، و كيف سيرقينا بلمختار و امثاله و هو يعتقد اننا كنصوروااللعاقةفالسوايع الاضافية.

ان ما ناسف له هو ان هذه القلة التي فقدت هويتها و هيبتها ستؤثر بعبوديتها و انبطاحها و جشعها على الاغلبية من نساء و رجال التعليم، و هؤلاء سيقبلون قسرا بناتج هذه العلاقة بين الاجير و المشغل، و بالتالي سيصبح بنكيران رئيسا للحكومة وهو الاستاذ الفاشل والداودي وزيرا للتعليم العالي رغم ان هناك من هو افضل منه، و سنقبل بعجوز لا يتقن حتى لغة الضاد وزيرا للتعليم المدرسي يفتي في الساعات الاضافية و يقطع طريق متابعة الدراسة و الترقي امام الاساتذة. انه منطق الاجير و المستأجر، فهل من مجير؟

ايها المعلم الاجير ان موقعك اشرف و انبل من كل هؤلاء، فحصن نفسك و طهرها و ابعدها عن الطمع و الذل فانت من يطبع خاتم الحرية على قلوب النشء، و لا تليق بك اسمال الاقنان ووزرة الذل، ان موقعك مقدس فلا تجعله مرتعا للدنس، و المال يؤخذ من هؤلاء اللصوص بالنضال و سلاح المعرفة و ليس من عرق الوالدين او رائحة الاسمنت.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات