وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

الفيضانات الاخيرة...رسائل الطبيعة لحكومة بني البشر.

الفيضانات الاخيرة...رسائل الطبيعة لحكومة بني البشر.

محمد لعبيدي

 

الفيضانات الاخيرة التي شهدها المغرب، وبالخصوص مناطق الجنوب والجنوب الشرقي، عرت وأظهرت العديد من الحقائق، التي يندى لها الجبين فيما يتعلق بسلامة المواطن المغربي لدى المسؤولين الحكوميين والسياسيين عامة.

 

ولكي نكون واضحين، فحتى الدول المتقدمة كأمريكا مثلا، والتي تشهد العديد من الاعاصير على مدار السنة، تسجل سنويا حالات وفيات نتيجة لهذه الكوارث الطبيعية، في الغالب يكون المواطن سببها، حيث يتهاون في تفاعله مع انذارات وتحذيرات حكام الولايات المنكوبة، ويتأخر في انسحاب لتسحبه المياه المتدفقة نحو حتفه، لكن ما يحسب لهؤلاء أنهم يتجندون حكومات مركزية وأعضاء لكونغرس الامريكي من أجل خدمة المناطق المنكوبة قبل وبعد النكبة، وتصرف أموال طائلة لإيواء واعادة اعمار هذه المناطق، دون اغفال الدور الذي يلعبه المجتمع المدني والمنظمات الخيرات في جمع تبرعات ودعم الساكنة المنكوبة، هذا في أمريكا.

 

في المغرب ذهب النقاش بعيدا، بين مكونات المشهد السياسي، بين حكومة تسعى لتبرئة ذمتها من المسؤولية، وتشير بأطراف أصابعها الى الحكومات السابقة، ومعارضة تقيم الدنيا ولا تقعدها ،وتتشبث ولو "طار الماعز" على كون الحكومة تتحمل مسؤوليتها في النتائج الكارثية في الارواح والممتلكات والبنيات التحتية التي خلفتها الفيضانات الاخيرة، وللأمانة فهذه المزايدات السياسية الفارغة، وان كانت تدل على شيء، فهي تدل على أن الانتخابات القادمة، أهم وبكثير من أرواح مواطنين عزل في قلب الصحراء، ومشهد حمل جثت مواطنين في شاحنات الازبال، نقطة سجلها التاريخ وبأرواح أولئك المواطنين على جبين هؤلاء الساسة، الذين يعيشون في عالم والمواطن يعيش في عالم ولنقل كوكب آخر.

 

الدرس الامريكي الذي استعرضته في البدئ، يجعلنا نفهم ونفهم جيدا، بنية وتفكير السياسي الامريكي والغربي عموما، وكيف يقدسون حقوق الانسان، وليسوا في حاجة لمنتديات تصرف عليها الملايين، من أجل تجميل وجه المغرب الحقوقي، وللأن الطبيعة رفضت هذه العملية الغير الشرعية، أظهرت على جانب بشع ومقرف يكابده المواطنون في المغرب المنسي والعميق، مواطنون يصارعون الطبيعة والتهميش من أجل البقاء، ولأن الانسان دم ولحم، في الغالب يستسلم للاحدهما، الطبيعة من جهة الفيضانات الاخيرة والثلوج التي تعزل مناطق وبرمتها في مختلق جبال الاطلس، أو

يعبر المواطنون عن سخطهم ورفضهم لتهميش، وبذلك يكونون لقمة سائغة في أيدي تنظيمات ارهابية، فالمواطن أمانة في عنق الدولة، اما أن تحسن اعداده لبناء المغرب، أو تهمشه وتنسى وجوده، ليستغل آخرون هذا الغياب، في شحن الشباب بأفكار تطرفية تهدد أمن البلاد وتسيء الى سمعته دوليا.

 

وشاهدنا جميعا، كيف تتضامن تلك الساكنة فيما بينها، حيث يتم ارسال الخبز عبر أسلاك لمواطنين معزولين تماما وجياع في جهة المقابلة من الوادي لان القنطرة اخدها الوادي، هذا المشهد ينضاف الى مشهد شاحنة الازبال، ويزيد من يقينيتنا على أن الحكومة مشغولة هي والمعارضة في مناقشة الميزانيات الفرعية لمشروع قانون المالية لسنة القادمة، دون تعديل أو اشارة الى الفيضانات الاخيرة، التي حتما ستكلف عملية اعادة اعمارها ميزانية ضخمة، كما أن المجتمع المدني، أعلن عن بعض المبادرات المحتشمة لحملات التبرع لفائدة الساكنة والمناطق المنكوبة، ولا حرج عليهم لكون المساطر القانونية لتنظيم مثل هاته الحملات جد معقدة، وقد يستلزم الحصول على ترخيص لذلك وقت طويلا، قد يمتد لشتاء القادم.

 

كما أن السيد رئيس الحكومة مول خلوة افران، لم يكشر سحنات وجهه الناعمة كما يفعل دائما، ولم يجمع وزرائه قصد انشاء خلية خاصة لتتبع عمليات إنقاذ وايواء المنكوبين، كما فعل قبل الدخول السياسي الساخن، حيث ذهب بهم في خلوة، كلفت أكثر من مليون درهم، في أرقى فندق في ايفران، من أجل الاستعداد لدخول السياسي الساخن!!، وشم الهواء النقي الذي تجود به أشجار الارز الجبلي في ايفران.

 

وفي الاخير أكثر ما يقض مضجعي ومضجع آلاف المواطنين، الى أين يأخذنا هؤلاء الساسة؟، ألا يستحي هؤلاء أن تحمّل جثت المواطنين في شاحنات الازبال؟، ولايزال لديهم الوجه والقاسح، ليقفوا أمام الميكروفونات ويخطبوا ويفتوا، رغم أن لعطى الله عطاه، وكية لي جات فيه.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات