في أول جلسة لمساءلة مجلس النواب، الغرفة الأولى في البرلمان ، الإثنين 14 05 2012، لعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة، منذ وصول الإسلاميين المعتدلين لقيادة الحكومة، لمرحلة ما بعد دستور وتشريعيات 2011، وجهت كتل المعارضة السياسية في المؤسسة التشريعية، انتقادات للحكومة، أولها البطء في العمل على الملفات الساخنة التي ينتظر الرأي العام المغربي حلولا لها، زيادة على غياب مخطط للتشريع لتطبيق الدستور، وطالبت المعارضة الحكومية بالانتقال لثقافة الإنجاز عوضا على الاقتصار على ثقافة الكلام فقط. المصدر: العربية
وحذرت المعارضة الحكومة من تحول الارتياح الموجود في المغرب، إلى انتظار مفتوح لدى الرأي العام المغربي، ومذكرة المسؤول رقم واحد عن الحكومة بانتظارات المغاربة، قبل أن تطرح علامة استفهام حول ما تغير ما بين المرحلة التي سبقت دستور يوليو 2011 والمرحلة التي تلتها، ولتطالب الحكومة بالعمل على إخراج الضوابط القانونية لتنفيذ دستورية اللغة الأمازيغية، وانتقدت تغييب الحكومة لما أسمتها بالديمقراطية التشاركية في إعداد القوانين التطبيقية للدستور الجديد الذي لم يكمل بعد عامه الأول منذ تصويب بنعم للمغاربة عليه.
وفي إجابات رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، شدد على استحالة القيام بالكثير في مدة زمنية لا تتجاوز 4 أشهر فقط، منذ تسلم مفاتيح الحكومة المغربية التي تعتبر الأولى في دستور المغرب الجديد، مشددا على أن المعارضة السياسية في البرلمان ليست خصما، منتقدا وجود ما أسماها بالعفاريت في المغرب من الذين لا يريدون الإصلاح لأنهم يملكون نفوذا، ومعلنا أن الدولة المغربية اليوم هي في خدمة المواطن المغربي، ومشددا في حديثه على أن المغاربة صوتوا على حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل لمدة 5 سنوات ليقود الحكومة.
ونفى رئيس الحكومة أن يكون قد فقد البوصلة، وفق أحد الانتقادات التي وجهها له برلماني من كتل المعارضة، وليضيف بأنه ليس خائفا من الوقت أن يمضي، مشددا على أن العاهل المغربي محمد السادس اختاره ليقدم عملا جيدا وليس أمورا ترقيعية، مشيرا إلى أنه يتفق مع الملك محمد السادس تارة ويختلف معه تارة أخرى، بحسب الملفات والظروف، وكشف بن كيران أنه يخاطب الملك محمد السادس بأدب وفق تعبيره.
وخلفت أول جلسة مساءلة للبرلمان المغربي لعبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية، ارتياحا بين غالبية الصحافيين المغاربة الذين انقسموا ما بين من تابع الجلسة من داخل قاعة الجلسات بالرغم من غياب الظروف المهنية للممارسة الصحافية، وبين من تابعها عبر شاشة التلفزيون من مقهى البرلمان، فيما تحدث المراقبون عن استعراض للعضلات في الخطابة السياسية وفي القدرة على المواجهة لكل أسئلة المعارضة السياسية في كاريزما لرئيس حكومة مغربية أتت في توقيت انتقالي دقيق ما بين دستورين اثنين.
وكلما اقتربت العربية من رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران لسؤاله عن تعليقه عن ما أسمتها المعارضة والأغلبية النيابية باللحظة التاريخية، إلا وعبر عن الارتياح وعن ما وصفه بارتفاع سقف النقاش السياسي في المغرب على مستوى المؤسسة التشريعية، وبأنه رجل سياسي لا يخاف المواجهة.
ولد سيدي يوسف بن علي مراكش
أدرك رئيس الحكومة استعجاليةَ الوضع الموسوم بأعمال شغبٍ تشهدها المدارات الحضرية، وموسم فلاحي جاف، فضلاً عن إضرابات تتكرر من حين لآخر. في غضون ظرفية لم تذر متسعا من الوقت أمام أول حكومة إسلامية في تاريخ المملكة، رغم أن السلطة التنفيذية قد باشرت ملفاتها الملحة كـ: الرقابة على الصحافة، و قضية أمينة الفيلالي، علاوة على النقاش المفتوح بشأن الإجهاض، في ظل ضعف يسم التضامن الحكومي الذي يبقى هشاً رغم عدم تصدعه التام. سعت الحكومة فور تسميتها إلى امتصاص غضب الشارع باعتباره من بين أولى الملفات الساخنة لحكومة كان السبب في وصولها إلى السلطة. و بعد عدة مبادرات للحوار خصوصاً مع العاطلين من حاملي الشهادات الذين لجأوا إلى احتلال الإدارات العمومية، أعرب بنكيران عن نيته اللجوء إلى القوة لاستعادة هيبة الدولة.