أخبارنا المغربية
كشفت صحيفة القدس العربي اللندنية، عن ما أسمته وساطة تقوم بها اسبانيا بين المغرب وجبهة البوليساريو لاحتواء أزمة الحدود ، على مستوى معبر الكركارات ، مبرزة أنها فشلت في إقناع الدول الكبرى بالضغط على الطرفين لتفادي وقوع مناوشات حربية محتملة.
و نقلت ذات الصحيفة عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في مدريد أن دبلوماسية هذا البلد الأوروبي أجرت وباسم "مجموعة أصدقاء الصحراء " مساعي الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو مؤخراً للتوصل إلى حل لنزاع الكركرات .قبل أن يفلت من السيطرة السياسية خاصة في ظل التمركز العسكري للجانبين على بعد مئات الأمتار من بعضها البعض و"مجموعة أصدقاء الصحراء " هو تجمع لخمس دول وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا واسبانيا تعمل على تقديم مقترحات لحل نزاع الصحراء، لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر حتى الآن.
ويبدو أن رفض وساطة مدريد جاء من جبهة البوليساريو التي تعتبر أن الحكومة الإسبانية قد تخلت عن حيادها في النزاع وبدأت تميل إلى المغرب، وتستشهد بمواقف اسبانيا في مجلس الأمن خلال السنتين الأخيرتين عندما عارضت مقترح تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان، ومالت إلى سياسة ومواقف فرنسا بدل مواقف وسياسة بريطانيا في هذا الشأن.
وكانت اسبانيا قد بدأت وساطتها خلال سبتمبر الماضي أي أسابيع قليلة بعد أزمة الكركرات، وهي المنطقة الفاصلة بين المغرب وموريتانيا، وأراد المغرب تعبيد الطريق الرابطة بين النقطتين وهي قرابة 4 كلم، لكن البوليساريو نزل بقوات عسكرية وحال دون ذلك، ويقيم الآن مراكز عسكرية للمراقبة. ولكي تطمئن البوليساريو إلى حيادها، قال ملك اسبانيا فيلبي السادس في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال نهاية سبتمبر بما اعتبره "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي"، لكنه رغم موقف اسبانيا هذا، فقد فشلت لاحقاً في الوساطة.
ويأتي القلق الإسباني من تدهور الأوضاع في منطقة الكركرات في الصحراء لسببين، الأول هو أن النزاع سيكون على مقربة من جزر الكناري الإسبانية التي توجد قبالة شواطئ الصحراء، أما السبب الثاني فيتجلى في عدم اهتمام الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة بالملف بل أنها لا تبدي قلقاً من وقوع مواجهة حربية لن يكون لها تأثير يذكر في ظل المواجهات الحربية التي تقع في العالم.