أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
على ضوء آخر المستجدات التي تعيشها "أفغانستان"، بعد استيلاء حركة "طالبان" على سدة الحكم، قال الأستاذ "الشرقاوي الروداني"، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمنية أن: "هناك دائما أحداث كانت فارقة في تاريخ البشرية، وكثيرة هي تلك المعارك التي غيرت مجرى التاريخ المعاصر"، مشيرا أن:"سقوط كابل ودخول طالبان القصر الرئاسي إعلانا عن السيطرة المطلقة على أفغانستان يمكن الإقرار بتأثيره المستقبلي على هندسة خرائط جديدة ليس فقط في آسيا الوسطى ولكن على المستوى الدولي".
واعتبر الخبير المغربي أن:"عشرون سنة من الجهد والتواجد الدولي في هذا البلد ومحاولة العمل على تشكيل جيش أفغاني على النمط الغربي تهاوت في الاخير كأوراق الشجر في فصل الخريف"، حيث قال:"أسئلة كثيرة تطرح حول إستراتيجية فن الحرب المتبعة التي لم تأخذ بعين الاعتبار المناخ، التضاريس، النظام العام العسكري القبائلي، القانون الأخلاقي بين القبائل المشكلة للنسيج المجتمعي الأفغاني ورؤية القائد المفروض فيه خصال الوحدة والإيمان بالقضية. كلها عوامل، ربما غابت عن الحسبان وغابت كذلك استراتيجيات هارلمان أولمان مخطط تكتيكات العسكرية الأمريكية في حرب الخليج الاولى، ساعدت على تفكك الوحدات العسكرية التي تم تكوينها أمام أول اختبار الدعاية النفسية التي أطلقتها الوحدات السرية لطالبان".
وشدد ذات المتحدث على أن: "جل الخبراء العسكريين متفقون على أن توقيت الانسحاب الدولي من هذا البلد لم يكن صائبا"، مشيرا أن: "أبجديات المعركة تقتضي البحث عن إفشال شروط تقدم العدو على الأرض، بيد أنه لا يملك قوة جوية تؤمن له غطاء على الأرض، ومن تم، على المستوى العسكري كان بالإمكان تأجيل الانسحاب الأمريكي إلى فصل الشتاء وهو الزمن المناسب، الذي تعرف فيه ذروة المواجهة في أفغانستان أدنى مستوياتها حتى تتمكن القوات الحكومية من الحصول على فرصة ترميم الصفوف و وضع جميع السيناريوهات أمام كل محاولات التمكين والتقدم"، قبل أن يؤكد أن: "هذا الهجوم والتحرك بسرعة كبيرة لم يكن غباء من القيادات العسكرية لطالبان ولكن كانت أفضل من التأني المحسوب قبلا والماهر"، حيث توقع أن: "تخرج بعض المعطيات حول كواليس المفاوضات في الدوحة وقد يتبين آنذاك تفاصيل اندحار منطقة برمتها في غياهب المجهول".
الخبير المغربي قال أيضا أنه:"من المؤكد، أن عودة طالبان بهذه السرعة إلى الساحة وفرض أمر واقع سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في مناطق جيوسياسية مختلفة، بل سيفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية للسلم والأمن العالميين، وبالتالي فمستوى المخاطر سيزداد مع عودة الحركات الجهادية والشبكات المتطرفة العابرة للحدود"، موضحا أن: "هذه الأخيرة، ستزداد أسهمها في الأشهر القادمة إن لم يكن في الأسابيع المقبلة".
وفي مقابل ذلك، اعتبر "الشرقاوي" أن: "ما وقع في أفغانستان سيساهم في استقطابات جديدة داخل هذه الجماعات وسيخلق لها هامش كبير في التأثير على معنويات الحركات الإسلامية المتطرفة وقد يعجل بانبعاث تنظيمات إرهابية بمشاريعها المعروفة في مناطق مختلفة والتي لم تحسم فيها بعد معارك دولية ضد الإرهاب".
كما شدد "الشرقاوي" على أن: "انعكاسات هذا السقوط المدوي لأفغانستان بين أيدي طالبان سيسمع صداه قريبا في بؤر توتر عديدة في إفريقيا وآسيا، خاصة وأن بقايا داعش مازالت تعلق آمالها على بروز ظروف جديدة لتشكيل دولة الخلافة"، مشيرا أن: "طالبان في كتاباتها واطروحاتها لا تنزح عن تشكيل إمارة إسلامية بمفهوم المدارس الدينية المشكلة للملا والمولوي في قندهار، مزار الشريف وكابل".
في هذا الصدد، أكد الخبير المغربي أن: "الانتصار الخاطف لطالبان يظهر فشلا كاملا للاستراتيجية الدولية في محاربة الإرهاب، ويعيد عقارب الساعة إلى ما قبل الحادي عشر من شتنبر 2001، وبالتالي، أمام هذه المعركة المحسومة لا بد من الإشارة إلى حجم الأخطار المحدقة وإلى طبيعة الرسائل المبعوثة من المنتظم الدولي ومن الولايات المتحدة الأمريكية إلى من يتربصون في بؤر توتر عديدة و يتصيدون الفرص لخلق نقاط رمادية جديدة".
كما أشار "الشرقاوي" أيضا إلى أن: "الأحداث المتلاحقة منذ سقوط كابل، تعطي انطباعا بأن المنتظم الدولي طبع مع الحركات المتطرفة، وأن هذا المعطى، سينعش بورصة الجماعات الإرهابية ليس فقط في الساحل الأفريقي وجنوب الصحراء ولكن في سوريا والعراق ومجالات جيوسياسية أخرى"، قبل أن يؤكد أن: "العالم يعيش مرحلة دقيقة، جسدتها صور افغانيين يريدون التمسك بأجنحة طائرات عسكرية، قبل عشرون عاما كان هبوطها فوق نفس المطار إعلانا ورمزا للعودة الحرية المفقودة".
واعتبر "الشرقاوي" أن: "انبعاث طالبان، هو سقوط مدوي لخطابات تشكيل نظم ديمقراطية في محور الشرق الاوسط وآسيا الوسطى"، مؤكدا أنه: "بسقوط كابل وعودة الحركة الإسلامية لطلبة المدارس الدينية المعروفة بطالبان (جمع طالب باللغة البشتونية) إلى بسط سيطرتها على أفغانستان فإن من المتوقع أن تترتب على ذلك عدة نتائج في مناطق أخرى في العالم"، موضحا أنه: "بالرغم من الحسابات الاستراتيجية الشاملة للأمن القومي الأمريكي، المتجسدة في الاحتواء عبر اعتبار الأولويات القصوى والضرورية للاستراتيجيات الجديدة للإدارة الأمريكية، فإن المنطقة، خصوصا أنها ذات موقع جيو إستراتيجي مهم يربط شرق وغرب وجنوب ووسط آسيا ومحاذية في غربها لإيران التقية ومن الشرق الصين التي تتصيد الفرص للقفز على زعامة نظام دولي يتقلب، مقبلة على انبعاث جديد قديم للمماليك (دويلات) صغيرة ستكون عنوانا أبرز لإعادة تشكل نظام منطقة برمتها".
فعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، أكد "الشرقاوي" أن: "المنطقة ستكون فوق صفيح ساخن، خاصة في العراق، حيث ستحاول إيران بسط سيطرتها أكثر على هذا البلد من خلال وكلائها كالحشد الشعبي، وجماعات أهل الكهف الموالية لفيلق القدس"، مشيرا أن: "عودة طالبان والسقوط السريع لكابل، مزار الشريف، هراة سيترك فراغا قاتلا ستحاول استثماره دول كروسيا، الصين، تركيا و إيران و من المنتظر أن تحاول طالبان بسط سيطرتها على مناطق التي تسكنها الهزارة الشيعة والأوزبك الترك وهو ما قد يقوي من احتدام الصراع و يجعل أفغانستان جبهة جديدة للمنافسات الإقليمية، التي قد تعرف دخول دول خليجية كالسعودية والإمارات العربية المتحدة، التي ستحاول خلق نقط ارتكاز الدعم الجديد للحيلولة دون وقوع أضرار في موازين القوى المستقبلية".
كما شدد ذات المتحدث أن: "الهند، ايران، باكستان، تركيا و الصين، تبقى أكثر الدول التي ستقوم بمحاولة ملء الفراغ واستثمار تراجع انخراط الولايات المتحدة الأمريكية المكثف في منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط، حتى وإن كانت لها حساباتها ومصالحها في هذا التراجع الذي قد يقضي بخلق إستراتيجية تقارب مع إيران و حتى تركيا"، موضحا أنه:"أمام الهندسة الجديدة في المحاور الدولية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فإن متطلبات الأمن القومي الأمريكي الاستراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط، ستظهر الحاجة الى التعامل بأولوية واستراتيجية شاملة في معالجة المنافسات الإقليمية الجديدة ومن جهة اخرى تقييم شامل حول الملفات المهمة المترابطة فيما بينها من أجل الحفاظ على الحد الأدنى من توازن القوى. بالرغم من إدارة الرئيس بايدن أعلنت أن الشرق الأوسط لن يكون في اولويات السياسة الخارجية الأمريكية، لكن لا يمكن تجاهل الأحداث والأخطار المحدقة".
وأمام هذه التحديات والانسحاب الأمريكي من أفغانستان مع ما رافقه من انهيار الدولة وبسط سيطرة طالبان على مقاليد الحكم، يرى "الشرقاوي" أن: "الولايات المتحدة الأمريكية أمام اختبار المصداقية والالتزام في منطقة الشرق الأوسط الكبير أمام حلفائها وشركائها خصوصا وأن هناك معارك قادمة مازالت غير معلنة".
ومن خلال كل ما جرى ذكره، خلص "الشرقاوي" إلى أن: "ما يمكن استنتاجه هو أن الإدارة الأمريكية اليوم مطالبة بالخروج بأقصى سرعة من حالة الارتباك الذي أصبح يسيطر على شركائها وحلفائها في بقاع العالم، وأن التوازن بين استراتيجياتها الخاصة من خلال دمجها في نهج شامل من أجل الإبقاء على فرص نجاح إستراتيجية يفهمها الجميع خاصة الأصدقاء والشركاء".
ودادي بيضاوي مغربي
من قرا سطران تقولون عنه خبير
بريطانيا وأمريكا سلموا أفغانستان للطالبان السنية الموالية لباكستان لمحاربة إيران الشيعية وإلا كيف تشرح لنا ياخبير خروج القوات والديبلوماسيين الغربيين بسلام ولا رصاصة واحدة وهم الغرب والطالبان كانوا في حرب لعشرين سنة،أضف عندك أيها الخبير بالأمس أوزبكستان سلمت طائرات مسيرة للطالبان والعالم يعلم من هي الدولة التي تنتج طائرات مسيرة بدون طيار أيها الخبير...أمريكا