أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ الرباط
سلّط توفيق السليمان، صحافي مختص بالشأن الإسباني، ضوء التحليل على خطاب "بيدرو سانتشيز"، رئيس حكومة تصريف الأعمال بإسبانيا، بخصوص قضية الصحراء المغربية، من خلال مضامين الخطاب السنوي الذي ألقاه في المناقشة العامة للدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد؛ أوضح السليماني، وفق منشور له، أنه "بالعودة إلى الخطاب في نسخته الأصلية؛ يتضح أن موقف سانتشيز وإسبانيا من قضية الصحراء المغربية لم يتغير وبقي مستقرا".
كما شدد الصحافي نفسه على أنه "ليس هناك أي تراجع في موقف سانشيز من ملف الصحراء المغربية"، قائلا: "طبعا لغة الخطاب الإسباني في الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون حرفية ونسخة طبق أصل خطاب خريطة الطريق الموقعة يوم 7 أبريل 2022، بعد اللقاء الذي كان جمع الملك محمد السادس وسانشيز في الرباط".
"كما أنه لن يكون طبق أصل كلمات الرسالة التي بعثها سانتشيز للملك يوم 14 مارس 2022، ولا طبق أصل الكلمات المستعملة في البيان الختامي للقمة المغربية الإسبانية شهر فبراير 2023"، يشرح السليماني قبل أن يضيف أن "الجوهر لم يتغير، وقل الشيء ذاته عن المضمون والقصد والموقف".
وأبرز المصدر ذاته أن "بعض الأصوات والمنابر الإعلامية الأجنبية قوّلت الخطاب ما لم يقله"، شارحا: "قيل إن سانتشيز تحدث عن الشعب الصحراوي، pueblo، إلا أنه في الحقيقة استعمل لفظ la población saharaui، أي الساكنة الصحراوية، ومن صاغ الخطاب يدرك الفرق بين اللفظين وابعادهما".
"كما تحدث عن المخيمات campamentos ولم يشر إلى تندوف ولا إلى البوليساريو، وهذا دليل على ان سانتشيز تجاهل جبهة البوليساريو"، يستطرد الصحافي المختص بالشأن الإسباني.
كما أضاف: "حتى نعت mutuamente المستعمل في الخطاب يجمع في اللغة الاسبانية بين الطرفين وأطراف، ولو أن الأولوية في اللغة تعود الى ترجمة "الطرفين"، زد على ذلك أنه تحدث عن إسبانيا كـ"مانح رئيس"، principal donante، وليس داعم، بما يعني أن إسبانيا تنظر الى الساكنة الصحراوية وليس إلى البوليساريو".
إن خطاب إسبانيا في الأمم المتحدة، حسب السليماني، "لم يتغير في السنوات الثلاثة الأخيرة. كما أنه لم يطرأ عليه أي تغيير منذ وصوله الى الحكم في يونيو 2018، باستثناء حذف عبارة "مركزية الأمم المتحدة" التي كانت حاضرة في الخطابين الأوليين".
وعليه، يوضح المصدر ذاته، "لا يمكن الحديث عن تغير في الموقف الاسباني؛ إذ إن الموقف المعبر عنه في إعلان الرباط لازال قائما"، مردفا أن "من يقول إن خطاب سانتشيز بخصوص الصحراء فيه نوع من التكتيك ومحكوم بحسابات تشكيل الحكومة الاسبانية الجديدة، غير مخطئ، لكن الحسابات الداخلية يبقى تأثيرها ضئيلا إلى منعدم تقريبا في السياق الحالي".
هذا وختم توفيق السليماني منشوره بقوله إن "موقف دعم الحكم الذاتي يبقى موقف الدولة الإسبانية، وقد يزداد دعم الجارة الشمالية للمغرب في الشهور والسنوات المقبلة بغض النظر عن هوية واسم الحاكم".