أخبارنا المغربية
قال رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في اجتماع مع مكونات الأغلبية مساء اليوم الثلاثاء، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة مهمة للتأكيد على تماسك الأغلبية ودورها في تعزيز الاستقرار السياسي والحكومي، مشيرا إلى أن هذا التماسك يعكس نضجًا سياسيًا غير مسبوق، مكن الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة من تجاوز خلافات الماضي والتفاعل الإيجابي مع تحديات المرحلة الراهنة، مما انعكس بشكل مباشر على الأداء الحكومي والبرلماني.
وأكد أخنوش أن روح المسؤولية التي تتحلى بها الأغلبية تجلت في تجديد انتخاب هياكل مجلسي النواب والمستشارين، مما يعزز استقرار العمل التشريعي والتنفيذي، مؤكدا أن إعادة انتخاب النعم ميارة لرئاسة مجلس المستشارين يعد دليلاً على هذا التماسك. واعتبر أن النضج السياسي الذي أبدته الأحزاب المكونة للأغلبية كان سببًا في تجاوز الآثار السلبية التي شهدتها الحكومات السابقة، خصوصًا في المجالات التنموية والاقتصادية.
فيما يتعلق بالدخول السياسي والبرلماني الجديد، أشار أخنوش إلى أن هذا العام يأتي في سياق وطني ودولي حساس، أبرز ملامحه الخطاب الملكي الأخير الذي شدد على أهمية قضية الصحراء المغربية، مضيفا أن الخطاب الملكي حمل إشارات مهمة تتطلب استيعابًا عميقًا من قبل الفاعلين السياسيين في الأغلبية والمعارضة على حد سواء.
ودعا الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية إلى توحيد الجهود للدفاع عن المصالح الوطنية في المنظمات الدولية ومجموعات الصداقة البرلمانية، مع ضرورة اختيار كفاءات برلمانية قادرة على الترافع عن قضية الصحراء المغربية بفعالية واحترافية.
وفي سياق آخر، أعرب أخنوش عن تضامن الحكومة المغربية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني في ظل الظروف الصعبة التي يعيشانها جراء العدوان الإسرائيلي، مشددًا على موقف المملكة الثابت بضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية يستند إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. كما ندد بالانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في فلسطين ولبنان، مجددًا دعوة المغرب إلى المجتمع الدولي للتدخل من أجل وقف هذه الأعمال العدائية وضمان حماية المدنيين.
وفي الشأن الاقتصادي والاجتماعي، أكد أخنوش أن حكومته حققت إنجازات مشرفة، أبرزها تعميم الحماية الاجتماعية وتوسيع قاعدة المستفيدين من التغطية الصحية. كما شدد على أن الحكومة عملت على إصلاح قطاع التعليم من خلال خريطة طريق شاملة تهدف إلى تعزيز الإنصاف والجودة في التعليم، مع وضع التلميذ والأستاذ في صلب العملية التعليمية. كما أشار إلى إطلاق برنامج الدعم المباشر للسكن الذي يهدف إلى تمكين الأسر ذات الدخل المحدود من الحصول على سكن لائق يحفظ كرامتها.
وفي إطار تعزيز الاستثمار، أوضح أخنوش أن حكومته تواصل إطلاق مشاريع هيكلية لتحسين الاقتصاد الوطني وخلق فرص الشغل، رغم التحديات المالية التي يواجهها المغرب نتيجة تقلبات الأسواق العالمية والجفاف. ولفت إلى أن الحكومة بصدد تنفيذ البرنامج الوطني للتزود بالماء الشروب، الذي يهدف إلى معالجة الأزمة المائية في المملكة.
كما أعلن رئيس الحكومة عن خطوات إضافية تهدف إلى تعزيز التشغيل والتقليص من نسبة البطالة، خصوصًا في صفوف الشباب، من خلال برامج ومبادرات حكومية تستهدف توفير فرص عمل ملائمة للكفاءات المغربية.
في ختام كلمته، دعا عزيز أخنوش مكونات الأغلبية إلى تكثيف التواصل مع المواطنين والترويج للإنجازات الحكومية، مؤكدًا أن الهدف الأسمى للحكومة هو خدمة الوطن والمواطنين بصدق وتفانٍ، مع الالتزام بتنفيذ البرنامج الحكومي وتحقيق الأهداف التنموية المعلنة.