بقلم: عادل بن حمزة
عندما قال ترامب أن الحرب في غزة يجب أن تتوقف وأن الرهائن يجب أن يطلق سراحهم وإلا فإن المنطقة ستواجه الجحيم، تساءل كثيرون عما إذا كان ما تعرفه غزة منذ سنة ونصف ليس جحيما، فكيف يكون الجحيم إذا؟ ترامب في الواقع كان يوجه خطابه لجميع الأطراف بما في ذلك نتنياهو، ذلك أن قبول الأخير باتفاق وقف إطلاق النار في غزة كما أعلن عن تفاصيله ومراحل تنفيذه، وهو ما كان معروضا على الأطراف من إدارة بايدن منذ بداية شهر آيار (مايو) 2024، لا يمكن تفسيره سوى بعاملين، الأول هو أن رئيس الوزراء نتنياهو امتنع عن تقديم هدية لإدارة بايدن في عز الحملة الانتخابية الرئاسية وادخرها لدونالد ترامب، والعامل الثاني يتمثل في كون الحرب على غزة تحولت إلى حرب عبثية، فلم يعد هناك شيء يتحرك في القطاع يستحق إطلاق النار عليه، ورغم القضاء على قادة حماس الكبار من السياسيين والعسكريين (العاروري، هنية، الضيف، السينوار)، فإن العقدة الأساسية ذات التأثير السياسي الهائل في الداخل الإسرائيلي والمتمثلة في تحرير الرهائن لم تتحقق بالنظر إلى التعقيدات على الأرض وتحت الأرض أمنيا وعسكريا، وأساسا لأنها الورقة الوحيدة التي بقيت في يد حماس للتفاوض بها، على الرغم من عبثيتها وعدم معقوليتها وهو ما يتجلى في مضمون الاتفاق الذي قبله الجميع، ففي مقابل تحرير كل الرهائن الإسرائيليين سيتم تحرير حوالي 1650 أسيرة وأسيرا فلسطيني، وجه العبث هنا يتمثل في كون إسرائيل منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 قامت باعتقال أزيد من 10 آلاف فلسطيني من بينهم أزيد من 5 آلاف في قطاع غزة وحدها، وراح ضحية همجيتها ما يفوق 50 ألف قتيل وقرابة 105 آلاف معطوب وجريح، وتم مسح أزيد من 500 عائلة من سجلات الحالة المدنية، دون الحديث عن الدمار الهائل الذي شمل حوالي 75 بالمائة من البنايات وتجريف كامل للبنية التحتية من طرق وشبكات الماء والكهرباء وتصريف المياه العادمة، بالإضافة إلى محو جميع المدارس والجامعات، فهل بعد كل هذا الدمار يمكن الحديث عن صفقة أو عن تجنب للجحيم الذي ينذر به ترامب؟
يبدو أن الجميع "انتصر" في غزة، حماس تردد بكثير من جرأة إنكار الواقع وبذات اللغة الحماسية التي تعود بنا إلى خطابات عبد الناصر وصدام والأسد ونصر الله وخامنئي وخالد مشعل الذي وصف كل الخسائر في غزة بأنها مجرد خسائر تكتيكية وهنية الذي قال بأن المهم هو أن المقاومة بخير، أنها انتصرت عندما نجحت في مواجهة إسرائيل وحلفائها واستطاعت أن تصمد أزيد من 500 يوم، وأن إسرائيل بجبروتها وعتادها ومخابراتها وتكنولوجيتها لم تستطع أن تصل إلى كل الرهائن سوى عبر المفاوضات، وإسرائيل انتصرت أيضا لأنها أعادت قطاع غزة إلى العصور الحجرية، واغتالت منظري ومنفذي عملية طوفان الأقصى وهما السينوار والضيف، كما نجحت في اغتيال صالح العاروري في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت وإسماعيل هنية في قلب ثكنة للحرس الثوري في طهران، مكاسب إسرائيل الأخرى لا تعد ولا تحصى، فهي استطاعت تفكيك محور المقاومة، بالقضاء عسكريا وسياسيا على حزب الله واغتيال كل قياداته العسكرية والسياسية وعلى رأسهم حسن نصر الله، وجعل الحزب مع حركة أمل بلا أنياب في تدبير التحول السياسي في لبنان الذي حمل جوزيف عون إلى الرئاسة و فواز سلام إلى رئاسة الحكومة، كما انتصرت إسرائيل بسقوط نظام الأسد وهو ما منحها غطاء لتدمير البنية التحتية ومعدات الجيش السوري في البر والبحر وقطع دابر الحضور الإيراني في سوريا ومعها خطوط الإمداد التي كانت خط تموين سيار لحزب الله في لبنان، وانتصرت إسرائيل أيضا لأنها ستسترجع رهائنها وفق مقاربة جديدة مختلفة تماما عن صفقة شاليط التي كانت الحافز الأكبر لعملية طوفان الأقصى والتي كان الهدف منها محدودا في أسر بعض الإسرائيليين، للتفاوض من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وفقا للشعار الذي رفعه السينوار ساعتها "الجميع مقابل الجميع" أي تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل العدد المحدود للأسرى الإسرائيليين، والنتيجة يعرفها الجميع، بل لسخريات القدر أصبحت جثة السينوار موضوع تفاوض مقابل الرهائن الذين أمر باعتقالهم في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، إسرائيل انتصرت أيضا عندما أثبتت لكثيرين خطأ تشكيكهم في قدرة الجيش الإسرائيلي على خوض حرب شوارع وأنفاق في بيئة خاصة ومكتظة ديموغرافيا كقطاع غزة، بل وفي تحمل الخسائر البشرية ولو كانت محدودة، كما انتصرت إسرائيل من خلال توحيد صفوفها بينما كانت عشية السابع من تشرين الأول (أكتوبر) توجد في حالة إنقسام كبير وغير مسبوق طرح أسئلة وجودية على استمرار إسرائيل نفسها، وانتصر نتنياهو بصفة شخصية لأنه استطاع أن يمدد حياته السياسية خارج القضبان على الأقل سنة ونصف. أمريكا أيضا انتصرت لأنها نجحت في إدارة الرشقات الصاروخية بين طهران وتل أبيب دون أن يتحول الأمر إلى حرب إقليمية، ووظفت السياق الإقليمي الجديد في تقليم أظافر طهران ونزع مخالبها في سوريا ولبنان مع تغيير المعادلة السياسية في البلدين، فإذا كانت سوريا ولبنان (حزب الله) عشية السابع من تشرين الأول (أكتوبر) جبهات مقاومة وإسناد وحشد لوجيستيكي، فإنها اليوم على النقيض من ذلك، بل حتى ميليشيات إيران في العراق تم تحييدها أمريكيا، بينما يتم تدمير ما تبقى لدى الحوثيين من قدرة سواء لتهديد إسرائيل أم لتهديد التجارة العالمية في باب المندب.
هكذا يظهر أن الجميع "انتصر" باستثناء الشعب الفلسطيني، الذي كان مطالبا بالصمت صونا لإجماع وطني قسري مفترى عليه، علما أن الغزيين صيف 2023 أطلقوا صرخة كبيرة ضد حماس وحصار إسرائيل للقطاع بعنوان "بدنا نعيش"، فإذا كان هذا هو مطلب سكان غزة عشية السابع من تشرين الأول (أكتوبر) فماهي مطالبهم اليوم بعد كل الدمار والهمجية والقتل التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي؟
هشام المغربي
منافقي الداخل عندنا في المغرب
البارحة في الليل سمعت ابواق السيارات في الشارع اعتقدت ان منتخبنا الوطني فاز بكاس افريقيا او ما شبه ذلك اذ بي اجد رباعة منافقي الداخل عندنا تتباهى بانتصار حماس رغم ان ممثل حماس لم يشكر المغرب وشكر الجزائر التي لم تقدم لحماس ولو ثمرة واحدة بالله عليكم يا رفاق بن كيران واش مازال عندكم الوجه باش تحشموا