آيت منا يرتدي الأحمر في الديربي ويعانق منخرطي الوداد

في غياب الجماهير... لاعبو الرجاء والوداد يتفقدون أرضية ملعب العربي الزاولي

صوصي علوي يتحدث ل"أخبارنا" عن صعود ترامب - تقارب المغرب وإيران بواسطة خليجية -عزلة البوليساريو وعرابتها الجزائر

وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها

حكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها

أخبارنا المغربية

ما حكم شراء الحلوى والتهادي بها في المولد النبوي الشريف؟ حيث ظهرت بعض الأقوال التي تدَّعي أنها أصنام، وأن ذلك بدعة وحرام ولا يجوز للمسلم أن يأكل منها، ولا أن يشارك في شرائها ولا في إهدائها ولا في الأكل منها.

 

 

الجواب : الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام

الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.

ويندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه؛ فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ" رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك في "الموطأ"، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ "للوسائل أحكام المقاصد".

وقد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم:

يقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي" (1/ 230، ط. دار الفكر)-: [فيستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات. ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى "عرف التعريف بالمولد الشريف" ما نصه: "قد رُؤِيَ أبو لهب بعد موته في النوم، فقيل له: ما حالك، فقال: في النار، إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي ماءً بقدر هذا -وأشار لرأس أصبعه- وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وآله وسلم! لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم". وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في كتابه المسمى "مورد الصادي في مولد الهادي": "قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنشد:

 

إذا كان هذا كافــرًا جاء ذَمُّـــــــــــــــــــهُ ... وتبَّتْ يداه في الجحـيم مُخَلَّدا

أتى أنه في يوم الاثنـــــــــــــــــين دائمًـــا ... يخفف عنه للسرور بأحمـــــــدا

فما الظنُّ بالعبد الذي كان عمرَه ... بأحمدَ مسرورًا ومات موحدًا

 

وقال الكمال الإدفوي في "الطالع السعيد": "حكى لنا صاحبنا العدل ناصر الدين محمود بن العماد أن أبا الطيب محمد بن إبراهيم السبتي المالكي نزيل قوص، أحد العلماء العاملين، كان يجوز بالمكتب في اليوم الذي فيه ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول: يا فقيه، هذا يوم سرور؛ اصرف الصبيان، فيصرفنا، وهذا منه دليل على تقريره وعدم إنكاره، وهذا الرجل كان فقيهًا مالكيًّا متفننًا في علوم، متورعًا، أخذ عنه أبو حيان وغيره، ومات سنة خمس وتسعين وستمائة] اهـ.

وأما الزعم بأن شراء الحلوى في المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين في قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التي جاءت في المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35-36]، ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية، فالمسلمون عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال في ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادي البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.

وبناءً على ذلك: فشراءُ الحلوى، والتهادي بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم؛ فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغني بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.

وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هي أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

 


عدد التعليقات (10 تعليق)

1

عمر

[email protected]

اليس الاحتفال بعيد المولد النبوي ببدعة ؟ فان كان واجبا علينا الاحتفال به فاعطونا احاديث نبوية على هذا الاحتفال او وصية من وصايا اصحاب نبينا صل الله عليه وسلم

2016/12/08 - 08:46
2

هشام/ أغادير

لو كان خيرا لسبقونا إليه

(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم) لم يمت صلى الله عليه وسلم حتى بيّن لأمته كل خير أعطنا ياشيخ قولا واحدا للنبي أو أزواجه أو أولاده أو خلفائه أو أحد من القرون المفضلة قال بالجواز. العبادة توقيفية

2016/12/09 - 05:10
3

حسن

هذا مدلس

تعس عبد الدرهم خمسين سطر دون اي دليل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلوى والهدية نبغي دليل على العيد النبوي ام الهداية في العيد ودون عيد نبغي دليل صريح دون لف ودوران

2016/12/09 - 06:40
4

محبة النبي عليه السلام بفضل الله

ذكرى وليست عيد

اجمل مافي الشريعة واعظم ما فيها المقاصد الشرعية التي جاءت لتحقيقها فاذا كان الاحتفال الغرض منه هو اظهار المحبة للنبي عليه السلام وتميزه عن باقي الخلق والتعريف بنبي الاسلام فهذا من الامور التي نصت عليها الشريعة الاسلامية واذا كان الهدف هو اعتبار هذا اليوم عيدا له طقوسه الخاصة كعيدي الاضحى والفطر مع نسب هذه الطقوس لشرع الله فهو دعوى باطلة والعلم لله

2016/12/09 - 09:22
5

Younes de tanger

المشكل ماشي ديالك

المشكل ماشي ديالك يا سيدي الكاتب المشكل ديال هاداك اللي خلاك تكوبي و تكولي بلا ماتفهام اش كاتكتب ،المسألة كبيرة وفيها عدة آراء و نتا ماجيلنا برأي واحد .كانتحداك تجاوب على اسئلة د يال المعلقين غير جواب واحد (معلومة فأنا لا ارى حرج بالإحتفال بذكرى المولد النبوي)

2016/12/09 - 11:16
6

عبدالرحمان

صاحب المقال افاد في ما كتب فشكرا له على مجهوده الفكري اما التعليق1و2و3 فيجب ان ترمى في مزبلة الظلامية..

2016/12/09 - 04:42
7

مسلم

قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين

بسم الله والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله ردا على تعليق الأخ محمد/5 أن الأصل في العبادات التحريم حتى يأتي نص بذالك أما في أمور الدنيا فالأصل السباحه حتى يأتي نص بالتحريض والعبادات توقيفه اي التوقف حتى يأتينا أمر بالفعل مثل رمضان والصلاه والحج إلى آخره. والعيد عيدان في الإسلام وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ومن قال غير هذا فقد افترى على الله ورسوله .والله يقول:ويوم القيامه ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسويه ورسول الله ص يقول :من كذب علي متعمدا فاليتبوأ مقعده من الله وهذا وصلي اللهم وسلم على نبيه الكريم.

2016/12/10 - 05:40
8

عبود

شراء الحلوى حلال والتهادي بها حلال والاحتفال ان كان في اطار اخلاقي وديني الغرض منه نشر الفرحة وتقوية الروابط الاسرية وصلة الرحم فاين البدعة واين الضلالة

2016/12/10 - 02:13
9

عبد اللطيف

ثمرة الحب الإتباع

فهل أدينا حقوق الله كلها فلم يبدعى لنا إلا أن نحتفل بعيد لم يحتفل به لا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم ولا التابعين ولا من تبعهم، قال الإمام مالك رضي الله عنه "من ابتدع بدعة في الدين فظن أنها حسنة فقد اتهم محمدا بالخيانة". قال تعالى: ((قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)).

2016/12/12 - 03:23
10

ادا كان عيدا فليخبرنا الكاتب اين صلا صلاة العيد و هل يجوز صوم هدا اليوم مع العلم ان صوم يوم العيد هو حرام ولا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا صحابته الكرام رضي الله عنهم احتفلوا او حتوا على الاحتفال بهدا اليوم ولا الكاتب ولا غيره يعلم اكثر من الرسول او الصحابة وللعلم فهي بدعة احدثها الفاطميون ولم يسبقهم اليها احد وبوفاة الرسول اكتمل الدين وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

2016/12/12 - 05:33
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات