أخبارنا المغربية
بناء الأسرة.. وتأسيس المنزل من التحديات الهامة التي تواجه أي شخص في حياته، خاصة أن لكل فرد رجلا كان أم امرأة صفات تختلف من شخص للآخر، فمن المؤكد أن المقبلين على الزواج يحلمون بأن يأسسون منزلا بعيدا عن المشاكل يسوده الحب والمودة.
ونظرا لأهمية الزواج وقوة هذا الميثاق وخطورته أيضا إذا فشل – لا قدر الله –، فإن دار الإفتاء المصرية تهتم بهذا الموضوع خاصة وأنها الجهة المنوطة بالإفتاء الشرعي مما يؤهلها للوقوف على أهم أسباب تقوية الروابط الأسرية وأهم أسباب انفصامها، لذلك تقوم بعمل برنامج تأهيلي للمقبلين على الزواج، وذلك لتدعيم الشباب بالمعارف والخبرات والمهارات لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة.
وفي إطار ذلك، وسعيا منا للمساهمة – ولو بالقليل – في المحافظة على الحياة الزوجية والأسرية، نقدم اليوم بعض مواصفات اختيار الزوجة الصالحة، وهي كالتالي:
1- الدين
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).. [صحيح الجامع].
فالمرآة الصالحة تعين زوجها على الطاعة، فالدين والأخلاق يكونان عونا للرجل على بناء الأسرة المسلمة الصالحة، خاصة أنها بمحافظتها على دينها وأخلاقها تكون سندا لزوجها في الشدائد والمحن، وتكون في غيابه حافظة لماله ونفسها وبيته وأولاده.
يقول الله تعالى في سورة النساء (آية: 34): {.... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ......}.
فالدين أساس من الأسس المهمة التي يجب أن يبني عليه الرجل اختياره، وهذا لايمنع أن تتوافر شروط وأسس أخرى في الزوجة كمعيار للزواج.
2- الجمال
وهو شرط نسبي يختلف من شخص لآخر، وهو من المعايير التي قد تحدث الألفة بين الزوجين، وهناك جمال ظاهري، وآخر باطني، فالجمال الظاهري هو جمال الصورة، أما الباطني فهو جمال النفس والروح والأخلاق، لأن الجمال الباطني ينعكس على الظاهري.
فلا تهتم فقط بالجمال الظاهري وتغتر به على حساب الجمال الباطني فكلاهما مكملا للاخر، فمن يرتكز فقط على جمال الصورة قد يذهب هذا الجمال في وقت من الأوقات أو قد لا يرى الرجل جمال زوجته بسبب سوء معاملتها له.
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – : قيل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أي النساء خير؟ قال : (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولاتخالفه في نفسها ومالها بما يكره).. [صحيح النسائي].
3- الطاعة
كما جاء في الحديث السابق ذكره، أن الزوجة التي تطيع زوجها إذا أمرها بمعروف ليس فيه معصية من خير النساء
4- الودود الولود
فعن معقل بن يسار – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم).. [صحيح الجامع].
5- التوافق
فالتوافق بين الزوج والزوجة من الأمور الهامة التي يجب ألا يغفل عنها الزوج عند اختيار زوجته بجانب دينها وأخلاقها، فلابد أن يكون هناك توافقا عمريا وفكريا وثقافيا وعلميا لأن ذلك يسهل التفاهم والتقارب بينهما.
6- المودة والحب
يقول الله تعالى في سورة الروم (آية: 21): {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وأخيرا.. وفق الله كل المقبلين على الزواج لاختيار شريك الحياة الصالح الذي يعينه ويساعده على المحافظة على حياة أسرية ناجحة – بمشيئة الله - .
مروى
ومادا عن الزوج