أخبارنا المغربية
من فضل الله على عباده أن رضي لهم الإسلام دينًا، وجعله رسالته الأخيرة الخالدة إلى يوم القيامة، وشرع فيه كل ما فيه نفع وصلاح لهم في دنياهم وأخراهم، ونهاهم وحذرهم عن كل ما يفسد دينهم ويضر مصالحهم، وحرم عليهم الظلم والعدوان فيما بينهم، وحفظ المجتمع من الخلل والفساد والبغي والاعتداء، وحمى الضروريات الخمس: النفس، والعقل، والعرض والنسب، والدين، والمال، وصانها من أي بغي واعتداء عليها، ورتَّب حدودًا صارمةً في حق من يعتدي على هذه الضروريات، سواء كانت هذه الضروريات لمسلمين، أو معاهدين، فالكافر المعاهد له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم.
ومن هذا المنطلق رفض الإسلام رفضًا كليًّا الإرهاب بجميع أشكاله وألوانه وصوره؛ لأنه قائم على الإثم والعدوان وترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومنافعهم، ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم، وكرامتهم الإنسانية، ولأنه اعتداء موجه ضد الأبرياء المعصومين من الرجال والنساء والأطفال، أو تهديد بهذا الاعتداء، أو أية وسيلة أخرى من وسائل الإزعاج والاعتداء، أو إخلال وسلب بأمن المجتمع وطمأنينتهم.
ويحرم الإقدام عليه أو المساهمة فيه، بأية وسيلة كانت هذه المساهمة بالتخطيط له أو التستر على أربابه وإيوائهم، وتقديم المعونة المادية لهم، كل ذلك لا يجوز؛ لا من أفراد ولا من حكومات ومؤسسات، وهو جريمة بشعة يحول دون تقدم العمران والتنمية الاقتصادية.
إن الإسلام دين الفطرة والرحمة والرأفة والأمن والسلام، لذا يحث المسلمين على الابتعاد عن كل ما يفضي إلى الإخلال بشيء من ذلك، أو يسبب العنف والإرهاب واستخدام القوة، بل إن الإسلام حرم أي اعتداء على نفس الإنسان بواسطة الإنسان نفسه، حيث حرَّم الانتحار، يقول الله تعالى: )وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ( ([1]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سُمًا فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردَّى من جبل، وقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا( ([2]) .
هذا اعتداء الإنسان على نفسه بقتلها، حرَّمه الإسلام، وجعل عقوبته الخلود في النار، فما بالك بإزهاق الإنسان أرواح الآمنين الآخرين، واستخدام العنف والإرهاب ضدهم ؟
لقد نبذ الإسلام العنف والإرهاب كل النبذ، ورفضه كل الرفض، وحذر من أخطاره الأليمة وعواقبه الوخيمة، وحتى ولو كان على سبيل المزاح، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه )أن رجلًا أخذ نعلَ رجل فغيبها – أي أخفاها – وهو يمزح، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تروِّعوا المسلم، فإن روعة المسلم ظلم عظيم( ([3]) .
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا( ([4]) .
وفي حديث ثالث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله تعالى يوم القيامة( ([5]) .
وفي حديث رابع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه( ([6]) .
وفي حديث خامس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده، فيقع في حفرة من النار( ([7]) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
ذلك أن الإسلام حرص كل الحرص في عقيدته وشريعته على أن تقوم العلاقات الاجتماعية بين الناس على التعاون على البر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان، قال تعالى: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ( ([8]) كما أكد الإسلام حرمة الدم البشري، فحرم سفكه إلا بالحق، لا فرق بين إنسان وإنسان، قال تعالى: )وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ( ([9]) وقال رسول الله: )لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة( ([10]) وعظم حرمة النفس البشرية، وجعل الاعتداء عليها اعتداءً على النفوس كلها، لأن الحياة واحدة، كما أن مَنْ حمى نفسًا واحدة فكأنما حمى النفوس كلها، قال تعالى: )مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ( ([11]) .
وإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه وعرضه، فلا يجوز أخذ شيء من ماله أو سكنى بيته أو متجره، أو الاستيلاء على شيء من ذلك بالغصب، وانتزاعه بالقوة.
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )من ظلم قيد شبر طوّقه من سبع أرضين( ([12]) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه( ([13]) .
الظلم والتعدي حرام، سواء كان من المسلم على المسلم، أو من المسلم على غير المسلم، بل من جميع العباد والمخلوقات بعضهم على بعض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء( ([14]) .
فالإسلام يحرم قتل المستأمن أو المعاهد الذي يعيش في البلاد الإسلامية بعهد وصلح بين المسلمين والكفار، وهذا يؤمن حتى ينتهي العهد الذي بين الفئتين، ولا يجوز لأحد الاعتداء عليه، فالإسلام يكفل له الأمن على دمه وماله وعرضه، ومن اعتدى عليه فقد خان الإسلام واستحق العقوبة الرادعة، قال تعالى: )لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ( ([15]) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم )من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة( ([16]) وقال صلى الله عليه وسلم )لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا( ([17]) .
والعدل واجب مع المسلمين ومع الكفار، حتى لو لم يكونوا معاهدين أو مستأمنين أو أهل ذمة، قال تعالى: )وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا ( ([18]) وقال تعالى: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ( ([19]) .
إن القتل والتعدي على الغير بأي نوع من أنواع التعدي والظلم حرام وإرهاب وإجرام، والإسلام من هذا العمل بريء، وهو عمل شيطاني إجرامي إرهابي.
وعلى هذا فإن الافتراءات والأكاذيب التي توجهها وسائل الإعلام الغربية إلى الإسلام بأنه يدعو إلى العنف والتطرف، ويشجع على الإرهاب، لا أصل لها، لأن الإسلام ممثلًا في علمائه وأمرائه، وعقلائه ونبلائه، يرفض أعمال العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين بغير حق، وكيف لا والإسلام يدعو إلى السلام والتعايش السلمي.
لذا يجب على المسلمين حكومات ومحكومين أن يعملوا صفًا واحدًا ويدًا واحدةً لمحاربة هذه الأفكار الهدامة والأعمال الإجرامية التي تستهدف الدين والأمن والاستقرار والاقتصاد، وترهق الأمة، وتبدد المكاسب، وتحجر الخير، وتستثير النفوس، وتزرع البغضاء، وتنشر الشقاء، وأن يتعاونوا ويتكاتفوا مع ولاة الأمور ورجال الأمن للمحافظة على العقيدة الإسلامية السليمة، ويشحذوا هممهم لحرب الإرهاب، ودحض الباطل، ونسف العنف، وبيان الحق ونصح الأمة وكشف الغمة، كل ذلك بالطرق القويمة والأساليب السليمة، والعلم والحكمة والبصيرة، لا بالانفعالات والأهواء وردود الأفعال المتوترة.
aziz
hhh
كالعادة مقال مضحك يستغبي الناس.اكثر دين عنصرية وإرهاب هو الاسلام ادخلوا المساجد وانضموا لدعاء الأئمة على اليهود والنصارى والكفار .انصتوا لدعاء امام مكة.اقرؤوا آيات القتال وأحاديث قطع الطرق التي أسموها بالغزوات.اقرؤوا عن رأي النساء واستعبادهن تحت مسمى ملك يمين