أخبارنا المغربية
يخشى المسلم دائماً من ذنبه، ويحرص أن يزيد من حسناته، ويفكر في النجاة يوم القيامة باعماله في الدنيا، ويلوم نفسه غذا ارتكب خطأ ما فهو بالنسبة له يعد فاحشة لا يجب فعلها.
فالنّفس اللّوامة هي النّفس التي تلوم ذاتها كثيرًا، فنفس المؤمن اللّوامة تلومه على فعل الذنوب والشّر وتحثه على سرعة الاستغفار منها، وتكون دافعاً للمؤمن تشحنه بالقوة والعزيمة ليستكمل عبادته وانتهاج طريق الخير والطّاعة في أعماله وأقواله كلّها، والمؤمن بنفسه المتوقّدة يرى ذنبه كبيراً وإن صغُر والكافر والضالّ يرى ذنبه صغيراً و إن كبُر.
ففي الحديث إنّ المؤمن يرى ذنبه كأنّه جبلٌ يوشك أن يقع عليه والكافر يرى ذنبه كأنّه ذبابةٌ حطّت على أنفه فأزاحها بيده فطارت، فثمّة فرقٌ شاسعٌ ما بين الصورتين.
وهناك نوعٌ آخر من النّفس اللّوامة وهي النّفس الأمّارة بالسّوء التي تحثّ صاحبها على ارتكاب المعاصي والشّرور، فتأمره بالسّوء و تنهاه عن الخير، فتراها دائما تحزن وتجزع إذا فاتتها معصيةٌ والعياذ بالله، بينما ترى نفس المؤمن مطمئنةً دائماً ومستشعرةً معية الله سبحانه وتعالى لها، فتراها تشكر الله في السّراء وتصبر في الشّدة والضّراء، تفرح بالطّاعة وتجد لذّتها وتحزن بارتكاب المعصية وتستشعر ألمها، بل وإنّ المسلم تراه مشفقٌ على أهله أن تهلكهم الذنوب بل حتى على أحوال الضّالين، فهو يحبّ سعادة النّاس جميعاً وفلاحهم في الدّنيا والآخرة، قال تعالى (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) صدق الله العظيم.