أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية:أبو فراس
قادتنا الصدفة إلى التواجد هذه الأيام العاشورائية في مدينة تاريخية بامتياز، مدينة توصف بمدينة العلماء والفقهاء...نتحفظ عن ذكر إسمها، احتراما لائمتها ومشايخها ومدارسها القرآنية وجامعتها الفقهية المعروفة...
بالمقابل تعتبر نفس المدينة حاضنة كبيرة للمشعوذين والسحرة، خصوصا في ظل تواجد عدد كبير من اليهود الذين دائما ما ارتبطوا بالسحر بجميع أنواعه، على مر العصور والأزمنة(1)..."أخبارنا" اقتحمت طابو الشعوذة والسحر الذي يكثر في عاشوراء ويسجل نسبة عالية من الإقبال عليه، والتقت سحرة ومشعوذين وعددا من زبائنهم.
أصل التسمية وارتباطها بأحداث دينية وتاريخية
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى من فرعون ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء، لذلك يعدّه الشيعة يوم عزاء وحزن...كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في نفس اليوم.
يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم، وهو اسم إسلامي، وجاء عشوراء بالمد مع حذف الألف التي بعد العين، كلمة عاشوراء تعني العاشر في اللغة العربية، ومن هنا تأتي التسمية، وإذا ما تمت ترجمة الكلمة حرفيا فهي تعني "في اليوم العاشر"، أي اليوم الواقع في العاشر من هذا الشهر "محرم"...وعلى الرغم من أن بعض علماء المسلمين لديهم عرض مختلف لسبب تسمية هذا اليوم بعاشوراء إلا أنهم يتفقون حول أهمية هذا اليوم(2)
عاشوراء في المغرب بين الشعوذة والإحتفال والحزن على مقتل "الحسين" حفيد الرسول الأبرك
المغاربة يسمون يوم عاشوراء بيوم زمزم، وفي هذا اليوم يقومون برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركاً.
ويحاول التجار بيع كل بضائعهم، ويعقب عاشوراء "ليلة الشعالة" حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج، بعضها يحكي قصة مقتل "الحسن" و"الحسين"، دون أن يشير إليهما بالإسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم "عاشور"، وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى...وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء(3).
بالمقابل، يرى مجموعة من الباحثين أن المجتمع المغربي هو مجتمع طرقي بامتياز قريب جدا من التوجهات العقدية الشيعية عن قصد أو عن غير قصد، فحينما يتم رش الماء بين الصغار والكبار في جو احتفالي فالواقع هو إشارة إلى حرمان "الحسين" وأهله(آل البيت) الذي نعته الرسول الأعظم بخيرة شباب الجنة من الماء قبل مقتلهم، وهو نكاية كذلك في جيش "يزيد بن معاوية" الذي حاصر آل البيت وقتلهم بعدما تمردوا على الطغيان والظلم.
أما فيما يعرف عند المغاربة بـ"شعالة"، فيرمز فيه إشعال النيران إلى حرارة الصحراء التي حوصر فيها الإمام "الحسين"...
لكن الملاحظ أن هذه الشعائر إن صح التعبير، تنقلب في حالات كثيرة إلى طقوس شيطانية صادمة، يتم خلالها ممارسة جميع أنواع السحر والشعوذة، حيث يتعاطى عدد كبير من المغاربة بجميع أجناسهم ومستوياتهم الثقافية والطبقية إلى ممارسة مجموعة من "الشعائر" الصادمة والتي لا يقبلها عقل سليم أو دين حنيف.
فئات عمرية وجنسية مختلفة تلتجأ إلى الشعوذة والسحر خلال أيام عاشوراء
نسرين تبلغ من العمر 40 سنة، موظفة بأحد المصارف وأم لطفلين، ربط الموقع الإتصال بها عبر وسيط تثق به وتعتمد عليه في الحفاظ على زوجها وحمايته من العين والحسد على حد تعبيرها...قبل بدأ حديثها مع "أخبارنا" اشترطت الكتمان والسرية بضمان الوسيط الذي طمأنها وأكد لها مهنية وجدية الموقع، لتخوض معنا في حديث صادم مؤكدة أنها خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر في كل سنة تكون مضطرة إلى عدم مشاركة زوجها الفراش، وبالمقابل يجب عليها أن توفر شعرة من رأس زوجها ومن مكان حساس آخر من جسمه بالإضافة إلى لباس داخلي له يكون قد استعمله، وهي مطالبة بحرق ما حصلت عليه يوم "شعالة" بعد إضافة بعض البخور والتمائم المعدة من طرف من تعتبره "شريفا" نزولا عند رغبة جني تقول أنه مكلف بحماية زوجها الذي يشغل منصبا كبيرا بالمدينة، مضيفة أن هذه العملية تكلفها ما يقارب الـ 20 ألف درهم سنويا(مليوني سنتيم)، لتعود وتؤكد أن هذه العملية مضمونة جدا وتحولت إلى عرف لا يمكنها الإستغناء عنه.
عائشة ربة بيت، تبلغ من العمر 32 سنة أم لـ 3 طفلات متزوجة وأكدت على عدم ذكر وظيفة زوجها الحساسة، في معرض حديثها شددت على أن أيام عاشوراء هي فرصة لا تتكرر عند كل سنة، ففي هذه الأيام يكون الجن مسخرا لخدمة أهداف الإنسان حسب تصريحاتها، مضيفة أنها تلجأ للسحر التي تشدد على أنه مذكور في القرآن خدمة لأهداف نبيلة من وجهة نظرها حيث أنها لا تؤذي أحدا بل تسعى جاهدة إلى الظفر بمولود ذكر عن طريق التقرب من الجن خلال يوم عاشوراء معتبرة أن الجن يشكل الوسيط بين الإنسان والملائكة والله في يوم عاشوراء.
لكن المفاجئة، هي عند اتصال وسيط الموقع بنا وإصراره على الحضور في حدود منتصف الليل من يوم الخميس/الجمعة وتكلف مشكورا بنقلنا عبر سيارته رافضا إخبارنا بالمكان الذي نقصده مؤكدا على أنه سيجعلنا نعاين أخطر وأكبر الطقوس الشيطانية التي تمارس خلال عاشوراء...وبالفعل كانت الصدمة عندما ولجنا عبر باب صغير إحدى البيوت بضريح معروف ووجدنا رجالا ونساء وشبابا يرتدون لباسا غريبا ومجموعة من الحلي تحمل رموزا وإشارات أقرب ما تكون لشارات ورموز عبدة الشيطان (كما نعرفهم نحن)، "يجدبون" بشكل دائري حول بركة دماء وهم يرتلون ويتمتمون بأسماء غير مفهومة قبل أن يرتموا واحدا تلو الآخر في نفس البركة...
ما فاجأنا، هو تصريحاتهم التي أوضحت أن الألبسة الملطخة بالدماء الممزوجة بجزء من دمائهم ودماء بعض أقربائهم وأصدقائهم وصديقاتهم وزيجاتهم ودما جدي أسود، سوف يتم توزيعها على مناطق مختلفة ليتم حرقها ليلة "شعالة" دون أن تتم الإثارة الإنتباه لذلك...الأمر الذي أكده المشرف على هذه الليلة السوداء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث أننا عند الإلتقاء به مرة أخرى بمقهى وسط المدينة صدمنا من طبيعة مهنته العلمية ومن ثقافته الواسعة وإلمامه الكبير بعدة مجالات بما في ذلك المجال الديني الذي يحاول ربطه دائما بتطور البشرية العلمي، بل إنه ضليع في آليات الإشتغال الصحافي والأجناس الصحافية ومتتبع كبير لكل صغيرة وكبيرة في الميدان الإعلامي.
بدوره ربطنا المشرف بطالبات وطلبة، مقتنعون بأهمية أيام عاشوراء ودورها الكبير في السحر بجميع أنواعه ومجالاته، ويمارسون طقوسا مرة كل سنة وتحديدا بيوم "شعالة" لينصرفوا بعدها لدراستهم وحياتهم العادية، قبل أن يعودوا لطقوسهم "اللاهوتية" عند كل عاشوراء.
لكن المثير من وجهة نظرنا، أن المشرف لا يربط طقسه العاشورائي السنوي بدين أو مذهب، بل يعترف أنه يمارس سحرا أسودا ولا يضرب أحد على يده من أجل القدوم عنده، بل إنه ينفي أي قداسة عنه واعترف عدة مرات أن ما يمارسه سحرا يقدمه للمحتاجين بمقابل مادي كبير ، مدافعا على أن ما يقوم به مجرد مهنة كباقي المهن وسافر من أجله إلى عدة بلدان عربية، أسيوية وأوروبية لتعلمه، ولا يستثني أحدا من اللجوء إليه عند الإقتضاء...لكن المهم بالنسبة إليه أنه يقضي حاجيات زبنائه ويلبي رغباتهم كيفما كانت سواء شرا أو خيرا.
(1)جل المراجع تربط بين اليهود والسحر وتعتبرهم آباء السحر الأسود
(2)(3)ويكيبيديا
مستغرب من المغرب
ليس كل المغاربة يسمونه يوم زمزم.. حسب ما ذكرتم.. نحن نسميه عاشوراء نصومه ونصوم معه التاسوعاء.. حسب السنة النبوية..