لاعبو الوداد والرجاء يعلقون على نتيجة التعادل في ديربي الويكلو

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

سابيتنو ينتقد الحكم صبري بسبب عدم طرد لاعب الوداد ويؤكد: الخصم لم يكن يستحق التعادل

تكريم عدد من القضاة والموظفين السابقين بالمحكمة الابتدائية الإدارية بوجدة

هذا ما قاله مدرب الوداد موكوينا عن التعادل في الديربي

فرحة آيت منا بعد هدف التعادل في مرمى الرجاء

آليات حفظ الدين انطلاقا من النصح والتبليغ

آليات حفظ الدين انطلاقا من النصح والتبليغ

أخبارنا المغربية

جَوَاد فَهْمِي 

   المراد بالتبليغ عرض الدين على الناس وشرحه لهم ، والغاية من ذلك أن يعرف  الحق فيتبع ويعتنق، وتختلف وسائل التبليغ فقد يكون " بالتعليم والتربية للناشئة وقد يكون تبليغا لمن انحرف من المسلمين عن الفهم الصحيح للدين أو عن العمل بمقتضاه في السلوك العملي . وقد يكون تبليغا لغير المسلمين ممن لا علم لهم به في حقيقته "([1]).

            إن التبليغ بهذا المعنى "حكم شرعي من درجة الوجوب" ([2]). قال تعالى " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير"([3])  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بلغوا عني ولو آية "([4]).

            أما النصح فهو درجة أرقى من التبليغ "فالنصح غير البلاغ ، فالبلاغ أن تقول ما وصلك وينتهي الأمر، والنصح هو الإلحاح عليهم في أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتبعوا نهج الله"([5]) ، "فالنصيحة كلمة جامعة معناها : حيازة الحظ للمنصوح له"([6]). وقد ذكر الله جل وعلا في محكم كتابه عن الأنبياء عليهم السلام أنهم بلغوا ونصحوا لأقوامهم ، فقال جل وعلا إخبارا عن نوح :"أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم"([7])،وقال جل وعلا إخبارا عن هود:" أبلغتكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين"([8])، وقال تعالى إخبارا عن صالح:"لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم"([9]) وقال تعالى إخبارا عن شعيب" لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم"([10]) .

            إن هذه السورة جاءت أيضا مقررة لهذا المعنى فالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام كانت غايته تبليغ الدين ونصح البشرية. ومما يستفاد من هذه السورة أن التبليغ والنصح أساس الدعوة إلى الله ، فكل من كانت له رغبة في التزكي والتطهر من دنس الجهل فالتصدي له- ببيان ما خفي له من الدين- مرغب فيه.

            إن المقصد الأساس من تبليغ الدين والنصح هو:حفظ الدين، وذلك "لأن تبليغ الدين لمن لا علم لهم به يؤدي إلى العلم ، وقد يؤدي بالكثيرين منهم إلى الإيمان به وذلك لأن من مظاهر حفظ الدين انتشاره بين الناس ومن مظاهر ضياعه تقلصه وانكماشه"([11]). فالتبليغ والنصح يحفظ الدين وتعطيل الدعوة من مقتضياتها جهل الناس دينهم ، وهذا مما يعنيه ندرة فعدم للمكلف " ولو عدم المكلف لعدم من يتدين"([12])،وهذا هو ضياع حفظ الدين في أساسه ولبه. ولا تبليغ ولا نصح يحفظ الدين حقا دون الاعتماد فيها على القرآن تعليما ومدارسة وتدبرا. وهذا ما أشارت إليه آيات هذه السورة فمن مقاصدها وأغراضها "الثناء على القرآن وتعليمه لمن رغب فيه"([13]) .

            يمكن إجمال آليات حفظ الدين انطلاقا من التبليغ والنصح في ما يلي :

·       التبليغ والنصح آليتان بهما يتم تنقية الدين مما يصيبه من الشوائب التي تطرأ عليه والانحرافات التي تطاله.

·       التبليغ والنصح بهما يتم إخراج المكلف عن داعية هواه،فهما آليتان بهما يتحقق مقصد الشريعة

·     التبليغ والنصح هي وظيفة الأنبياء والرسل ومنه فالدعاة منادون لاقتفاء أثرهم فيمشوا في الأرض نصحا. فنصح الخلق من صميم الدعوة إلى الله فهما - التبليغ والنصح- ضمان السداد والرشد في العمل والسير.



 

 [1]:  عبد المجيد النجار، مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة ، ص71.

 [2] : نفسه ، ص 71

[3]  : آل عمران،104.

[4]  : أخرجه البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل.

 [5] : الشعراوي ، تفسير القرآن الكريم.

[6]  : يحيى بن شرف النووي، شرح الأربعين النووية، ص 70،ط1-2004م،دار ابن الجوزي: القاهرة.

 [7] : الأعراف،76.

[8]  :الأعراف،67.

 [9] :الأعراف،78.

[10] : الأعراف،82.

[11] : مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة،ص71.

[12] : الموافقات،2/271.

[13] :الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير،30/103.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات